اختتمت بالعاصمة المغربية الرباط أعمال المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء البيئة الذي احتضنه المقر الدائم للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو) يومي الثامن والتاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري تحت شعار “التغيرات المناخية.. تحديات المستقبل من أجل تنمية مستدامة”.

وتدارس ممثلو أكثر من خمسين دولة إسلامية من وزراء وخبراء سبل التوصل إلى إعلان مشترك يحظى بالإجماع في إطار مشاركة البلدان الإسلامية في مؤتمرات القمة العالمية للبيئة وغيرها من الأنشطة، وتوحيد الصفوف من أجل تقديم موقف موحد بشأن المنظور الإسلامي إزاء تغير المناخ خلال المفاوضات المستقبلية، والتي يبقى أبرزها قمة المناخ المزمع عقدها في ديسمبر/كانون الأول المقبل بالعاصمة الفرنسية باريس.

معركة مشتركة

وناقش المؤتمر توصيات وقرارات تتعلق بمجالات “حوكمة البيئة” و”إستراتيجية التدبير المتكامل للموارد المائية” و”الإطار العام لبرنامج العمل الإسلامي بشأن التنمية المستدامة”، والتقدم الحاصل في إنشاء “الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة” بالرباط، ومشروع إطلاق “جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي”.

ووجه العاهل المغربي محمد السادس رسالة للمشاركين في المؤتمر أكد فيها أن الهوة بين الشمال والجنوب ليست قدرا محتوما، وأن مواجهة التغيرات المناخية معركة مشتركة تقتضي التضامن والالتزام بالعمل الجماعي.

وناشدت الرسالة -التي تلتها وزيرة البيئة في الحكومة المغربية حكيمة الحيطي خلال الجلسة الافتتاحية- الدول الإسلامية دعم المسلسل التفاوضي المتعدد الأطراف الرامي إلى إقرار نظام دولي جديد للمناخ يعتمد أساسا مبادئ الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغير المناخي وعلى رأسها مبدأ المسؤولية المشتركة والمتمايزة للدول.

وفي السياق أشارت وزيرة البيئة المغربية في تصريح للجزيرة نت إلى أهمية توقيت انعقاد المؤتمر الذي يسبق ببضعة أيام موعد قمة باريس بشأن التغيرات المناخية.

ورأت الوزيرة المغربية أن ذهاب وزراء البيئة للدول الإسلامية إلى هذه القمة مجندين بوثيقة مشتركة تتمثل في “الإعلان الإسلامي بشأن حماية البيئة والتنمية المستدامة” سيكون له بالغ الأثر خلال هذا الموعد العالمي الهام.

وأوضحت أن هذا الإعلان سيعيد تأكيد الالتزام السياسي للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تجاه الأجندة العالمية للتنمية المستدامة طبقا للمرجعيات المتوافق عليها دوليا.

وقالت إن قمة باريس ستشكل فرصة لتذكير المجتمع الدولي بمعاناة الدول الإسلامية أكثر من غيرها من الظواهر المناخية، وما يتبع ذلك من تحديات متفاقمة وفي طليعتها نضوب المياه وانخفاض إنتاج الغذاء وارتفاع مستويات مياه البحار.

حوكمة البيئة

وأكدت توصيات المؤتمر الحرص نفسه الذي عبرت عنه الوزيرة والذي تجلى في اعتماد كافة الدول المشاركة مشروع “الإعلان الإسلامي بشأن حماية البيئة والتنمية المستدامة”، وتفويضهم رئيس المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة بتقديم الإعلان في صيغته النهائية لقمة باريس.

وأوصى المؤتمرون الدول الأعضاء بالمشاركة الفعالة في قمة باريس، ومساندة جهود رئيس المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة خلال القمة، والتزام الدول الأعضاء بمواصلة مختلف البرامج والأنشطة المتصلة بالبيئة كتغير المناخ والطاقات المتجددة والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، علاوة على تدبير النظام البيئي والتنوع البيولوجي وإدارة الكوارث والتخفيف من حدة الفقر وتعزيز آليات التنمية المستدامة.

واعتمد المؤتمر التقرير المقدم بشأن مشروع الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة، وشكر المملكة المغربية على استعدادها لتوفير مقر لهذا المشروع التنموي الكبير، وعلى الإجراءات الفنية التي تم اتخاذها بإعداد رؤية جديدة للأكاديمية.

كما اعتمد المؤتمر “مشروع جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي” التي ستعزز المنظور الإسلامي للبيئة وتساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وصون بيئة نظيفة ومستدامة لفائدة الأجيال الحاضرة واللاحقة.

يشار إلى أن الدورة السابعة للمؤتمر سيحتضنها مقر الإيسيسكو بالرباط في أكتوبر/تشرين الأول 2017.

المصدر : الجزيرة

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا