أكد عبدالحميد بن عبدالله العجيلي مساعد مدير إدارة الشؤون الصحية ببلدية مسقط أن أخطر أنواع النفايات الصلبة هي النفايات الصلبة الصناعية؛ نظراً لاحتوائها على مواد خطرة على البيئة تكون (متفجرة، مساعدة للاشتعال، سامة)، إضافة إلى النفايات الأخرى مثل البلاستيك والمطاط (الكاوتشوك) التي تحتاج إلى مدة زمنية طويلة للتخلص منها عن طريق العمليات الطبيعية، لأنها مركبات معقدة التركيب لم يسبق للنظام البيئي أن تعامل معها.

جاء ذلك خلال تقديمه للدورة التدريبية «إدارة النفايات وأثرها في البيئة» التي تنظمها بلدية مسقط بمشاركة ثلاثة وثمانين (83) موظفاً مشاركاً من مختلف مديريات ووحدات بلدية مسقط، مقسمين على ثلاث مجموعات، سيتم تدريبهم توالياً بمبنى رئاسة البلدية، ويحاضر في الدورة كذلك عدد من المختصين القانونيين بالبلدية للتعريف بالضوابط والتشريعات القانونية في هذا الجانب. تتضمن محاور الدورة مقدمة حول النظام البيئي ومكوناته، والنظام البيئي البري، والأحياء البرية، ومهددات النظام البيئي التي تمثلها العناصر الكيميائية والأمطار الحمضية، والمبيدات الزراعية، والمخصبات الكيميائية، وكذلك المهددات الطبيعية كظاهرة انجراف التربة والتصحر.

ويتطرق برنامج الدورة إلى محور حول مصطلح التوازن البيئي، الذي يتكون من وجود روابط ديناميكية متداخلة بين الكائنات الحية وبيئتها، وينتج عنها دورات طبيعية بين الكائنات الحية تعمل على حفظ التوازن، وعند تدخل الإنسان يعمل على حدوث اختلال التوازن البيئي، الذي يقصد به حدوث تغير في نوع أو كمية أي عنصر من عناصر النظام البيئي، كالتلوث وتدمير الغابات والغطاء النباتي الذي يؤدي إلى انجراف التربة ونقص الأوكسجين وزيادة ثاني أكسيد الكربون.

يحتوي البرنامج على التعريف بالنفايات الصلبة والنفايات السائلة، حيث أشار المحاضر عبد الحميد العجيلي إلى أن مخلفات البيئة أو النفايات أو الفضلات هي أي مواد زائدة وغير مرغوبة، ويمكن أن تعني القمامة أو المهملات. وفي علم الأحياء يقصد بالمخلفات المواد الزائدة أو السموم التي تخرج من الكائنات الحية. إدارة المخلفات يقصد به التحكم بالجمع والمعالجة والتخلص من المخلفات، والهدف منه هو تقليص التأثير السلبي للمخلفات على البيئة والمجتمع، وأدى تطور الصناعة وتقدمها إلى المزيد من النواتج الثانوية سواء كانت في شكل غازات أو نفايات صلبة أو سوائل أو نصف صلبة تلقى في الماء أو الهواء أو على الأرض. النفايات الصلبة تعرف بأنها الفضلات والمخلفات الناتجة عن الأنشطة الصناعية والزراعية والمنزلية، سواء كانت صلبة أم سائلة. والنفايات الصلبة قد تكون زراعية كنفايات المزارع ومخلفات الحيوانات، وقد تكون منزلية كالقمامة ونفايات الشوارع والمستشفيات، وقد تكون صناعية، كبقايا المواد الخام الكيميائية والخشب وبقايا المباني كالجص والطوب والصخور والأسلاك والزجاج. أما النفايات السائلة فهي تشمل المركبات الكيميائية السائلة كالأحماض والقلويات، وتشمل مياه الصرف الصحي، وكذلك مياه التبريد في المصانع والأفران ومحطات توليد الطاقة، ومصافي تكرير البترول. وتلك النفايات بنوعيها، تتزايد كمياتها، يوما بعد يوم، مع التقدم الصناعي والزراعي والارتقاء بمستوى المعيشة. التخلص من النفايات الصلبة. أشار مساعد مدير إدارة الشؤون الصحية ببلدية مسقط أن هناك طرقا غير صحية وأشكالاً غير متوافقة مع البيئة للتخلص من النفايات، مما يتسبب في تعقيد المشكلات ولا يقدم حلولاً عملية لها للتخلص من النفايات الصلبة من أبرزها: طرح النفايات على السطح في أماكن خارج حدود المرادم، ويتم اختيارها بطريقة غير منتظمة، وطرح النفايات في البحار والمحيطات وهو السبب الرئيسي في تلوث مياه الأنهار والبحار، إذ يتم نقل النفايات بالسفن وتُلقى على مسافة بعيدة عن الشاطئ، وهي طريقة غير صحيحة، إذ تتعرض السلاسل الغذائية إلى التلوث. من الطرق الصحية للتخلص من النفايات (طريقة الحرق والترميد) وهي حرق النفايات في أفران خاصة للتقليل من حجمها، ويستفاد من الحرارة في توليد الكهرباء والتدفئة المركزية، وهي طريقة صحيِة، لأنها تقضي على الجراثيم المسببة للأمراض والحشرات، وتكون من أفضل الطرائق في حالة عدم توافر أراض لطمْر النفايات أو عندما يكون منسوب المياه الجوفية قريبا من سطح الأرض. كذلك طريقة الطمر الصحي: إذ يتم عزل موقع الطمر بطبقات من الطين أو الإسمنت أو البلاستيك لمنع تسرب عصارة النفايات إلى المياه الجوفية. ولابد من توفير نظام الصرف الصحي للعصارة، وتحفر مجموعة آبار في الموقع لمراقبة الغازات والعصارة خشية من تسربها، ولجمع الغازات والاستفادة منها كمصدر للطاقة. وبعد الانتهاء كليا من الموقع تُغَطى النفايات بطبقة سميكة من التربة ثم تزرع بالأشجار، ولا يسمح باستعمال المنطقة لأغراض البناء في المستقبل.

وأوضح العجيلي في محاضرته إلى أن النفايات الصناعية الصلبة مثل مخلفات الأطعمة وقشور الفاكهة والخضروات تعمل على تجميع الحشرات التي تنقل السموم والأمراض إلى الأماكن المزدحمة بالسكان، بالإضافة إلى أن هذه النفايات تلوث الجو بالغازات المنطلقة منها أو الدخان الناتج عن احتراقها. وتكمن خطورة النفايات عند اقترانها بالمياه التي قد تصل إليها فتعمل على تلوث المياه. ومن ناحية أخرى، يؤدي تراكم النفايات، خصوصا الصلبة، إلى شغل مساحات واسعة من الأرض. وهذا يحول دون استغلالها في الزراعة، أو البناء، كما أن ذلك يشوه المنظر الجمالي والحضري للمناطق التي توجد بها ويؤثر صحيا ونفسيا على الصحة العامة.

وأشار العجيلي إلى أن تراكم النفايات سواء المنزلية أو الصناعية أو التجارية دون معالجتها، أو التخلص منها بصورة نهائية يؤدي إلى تشكيل مصدر للخطر يهدد صحة الإنسان، فأكوام القمامة تشجع على تكاثر البكتريا والجراثيم والفيروسات والقوارض التي تتسبب في انتشار الأمراض وتفشي الأوبئة الفتاكة؛ ما لم يتم عزل النفايات تماما عن الدورة الغذائية للإنسان ومعالجتها لوقف تكاثر البكتريا.

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا