تستهلك المملكة العربية السعودية الآن أكثر من ثلاثة ملايين برميل باليوم لتوليد الطاقة وكوقود للمركبات، وتصنف المملكة ضمن أكبر خمس دول في العالم في استهلاك النفط. والأهم من ذلك أن نمو استهلاك المملكة السنوي للنفط لا يفوقه إلا النمو في الصين حيث ينمو استهلاك الصين سنوياً بحوالي 350 ألف برميل والمملكة 250 ألف برميل باليوم وهما يشكلان حوالي 60% من اجمالي النمو السنوي العالمي في الطلب على النفط والبالغ حوالي مليون برميل باليوم. ولاشك أن هذه الأرقام تعطي إشارة واضحة إلى ضخامة حجم الهدر الذي تتعرض له الثروة الاقتصادية الأولى للمملكة.وهي نتيجة طبيعية لعدم الوعي وعدم استشعار المستقبل بالاضافة إلى انخفاض أسعار مشتقات النفط في السوق السعودية مقارنةً بالأسعار العالمية. ويقدر معدل استهلاك الفرد السنوي في المملكة من البنزين بأكثر من 950 لتراً سنويا، ويُعتبر من أكبر معدلات الاستهلاك السنوي للبنزين للفرد في العالم. وأدى هذا لجعل المملكة بحاجة إلى استيراد حوالي 100 ألف برميل بنزين يوميا لكي تفي باحتياجات السوق في بعض المواسم.

ولقد أطلقت المملكة حملة توعية كبرى باسم «بكيفك» لتعريف المستهلكين ببطاقة اقتصاد الوقود للمركبات، للحد من هدر استهلاك الطاقة وتوعية قائدي المركبات بمعدل استهلاك الوقود مقارنة بعدد الكيلومترات المقطوعة. وفي هذا الاطار شدد الأمير عبدالعزيز بن سلمان، نائب وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، على أهمية هذه الحملة كجزء رئيس من الجهود الوطنية الساعية إلى ترشيد استهلاك الطاقة في المملكة، والتي تقف خلفها منظومة عمل متكاملة لأجهزة حكومية وغير حكومية، يحكمها التنسيق والتنظيم في كل خطوات الأداء. وأوضح سمو الأمير أنَّ حملة المركبات تستهدف المواطنين والمقيمين ووكلاء شركات السيارات في جميع مدن المملكة. وسيتم عقد ورش عمل في 6 مدن رئيسية بالمملكة بالتنسيق مع الغرف التجارية (بعضها تم عقده) وقال سموه «جميع هذه الورش موجهة لملاك صالات ومعارض السيارات، لتعريفهم ببطاقة اقتصاد الوقود للمركبات الخفيفة، وإسهامها في توعية المستهلك بكفاءة الطاقة في المركبات الخفيفة، وإلزامية وضعها على المركبات الخفيفة موديل 2015 وما يليه».

ولقد حدد المعيار السعودي لاقتصاد الوقود في المركبات الجديدة هدفاً استراتيجياً له وهو تحسين معدل اقتصاد وقود المركبات الخفيفة المستوردة في المملكة بنحو 4 بالمئة سنوياً، لنقله من مستواه الحالي عند نحو 12كيلو متراً لكل لتر وقود، إلى مستوى يفوق 19 كيلو متراً لكل لتر وقود. ولقد توصل البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة إلى أنّ تدني معدل اقتصاد وقود المركبات هو السبب الرئيس لتدني مستوى كفاءة الاستهلاك في هذا القطاع، مشيرا إلى أن معدل اقتصاد وقود المركبات في المملكة يقارب نحو 12 كيلو مترا لكل لتر وقود، مقارنةً بنحو 13 كيلو مترا في الولايات المتحدة، و 15كيلو مترا في الصين، و 18 كيلو مترا في أوروبا. ونتيجة لكل تلك الجهود وقعت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة مذكرات تفاهم مع تقريباً جميع شركات مبيعات المركبات في المملكة، تلتزم بموجبها هذه الشركات بالمعيار السعودي لاقتصاد الوقود في المركبات الجديدة، كما تم اعتماده من مجلس إدارة الهيئة السعودية للمواصفات.

إن تطبيق المعيار السعودي لاستهلاك الوقود في المملكة له منافع عدة، ففي الجانب الاقتصادي سيعمل على دعم الاقتصاد الوطني وزيادة الدخل القومي كما سيساعد في الحفاظ على موارد المملكة الطبيعية، كذلك فإن تطبيق المملكة لهذا المعيار سيسهم في حماية البيئة، من خلال خفض نسبة الغازات الضارة المنبعثة من المركبات نتيجة احتراق الوقود، ما يحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

لاشك ان عدم كفاءة استهلاك الوقود يكلف الدولة مئات الملايين من الدولارات سنوياً. والأكيد ان حملة «بكيفك» هي أحد الحلول الناجعة لتوعية المواطنين والمقيمين بأضرار استخدام المركبات التي لا تتفق مع المعايير الحديثة التي حددها البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة.

 

صحيفة “اليوم” السعودية

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا