يشق الأسيران المحرران خلدون البرغوثي وعبد الرحمن البيبي، طريقهما في البحث عن لقمة العيش، فيتخذان من حافلة زيّنَت برسومات فكاهية جاذبة، تعتليها ألواح زجاجية للطاقة الشمسية، مكانا يقدمان فيه الطعام.

في الفترة الأخيرة من انتهاء مدة حكمهما – وفق تقرير نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” – الذي امتد لتسع سنوات في السجون الإسرائيلية، فكّرا في خلق مشروع مختلف ومبتكر يعتاشان منه بعد الحرية، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مطعم متنقل عبر حافلة تجوب شوارع مدينتي رام الله والبيرة، يقدمان فيها المأكولات الخفيفة والمشروبات الباردة والساخنة، ويستخدمان الطاقة الشمسية في انجاز عملهما.

خلدون وعبد الرحمن من سكان مدينة رام الله، أبتكرا فكرة التنقل لتسهيل وصولهم للناس في كافة التجمعات السكانية ومنشآت العمل والتجمعات الطلابية، يقدمان المأكولات السريعة “بجودة عالية، وبإسعار زهيدة تناسب الجميع”، قال الاثنان لـ”وفا”.

“المحروسة” كما يُطلق عليها، تعد صديقة للبيئة، فالأطعمة المقدمة لا تتلوث بمصادر الطاقة، بسبب استخدم الطاقة الشمسية الصديقة للبيئة، مستغنيان عن مولدات الكهرباء التي تتسبب في إحداث ضجيج يزعج المواطنين، ولا ينبعث دخان او رائحة كريهة تنفر الزبائن.

عبد الرحمن البيبي (35 عامًا)، وله من الأبناء إثنان، قال “ان الفكرة بدأت داخل السجون الاسرائيلية، حين فكرت وصديقي خلدون، بإنشاء مشروع يشكل مصدر دخل لنا، حال خروجنا من السجن، الى أن توصلنا الى فكرة انشاء مطعم متنقل يجوب الأماكن”.

“هيئة شؤون الأسرى قدمت المساعدات المطلوبة وسهلت الإجراءات القانونية، وساعدتنا في الحصول على قرض مالي من أحد البنوك من خلال صندوق المشاريع الخاصة بالأسرى، وعملنا على تطوير المشروع لمدة ثلاثة شهور” قال البيبي.

وأضاف “توجهنا الى مهندس مختص قدم المساعدة والنصح حول كيفية وضع الألواح الشمسية بشكل يكون مقابلا لأشعة الشمس، إضافة الى تركيب محول خاص لتحويل الكهرباء من 22 فولت الى 250 فولت، بشكل يتلائم والثلاجات الموجودة داخل الحافلة”.

وقال خلدون البرغوثي (43 عامًا)، وهو أب لخمسة أبناء، “في الصباح نتوجه الى جامعة القدس المفتوحة، وفي فترة الظهيرة نتوجه الى المنطقة الصناعية، في المكان الذي يتواجد فيه العمال، نظرًا لبعد المطاعم والمأكولات الخفيفة عند بعض منشآتهم، ما يعيق حصولهم على وجبتهم الغذائية، بالتالي فإن الحافلة تسهل عليهم هذا الأمر”.

أصدرت “للمحروسة” تراخيص من دائرة السير، ووزارتي الصحة والسياحة، والدفاع المدني، ولكن لم يصدر بحقها ترخيص من البلدية، باعتبارها فكرة جديدة لا يوجد آلية معينة لترخيص هذا النوع من المشاريع.

ويتطلع الأسيران المحرران الى توسيع نطاق عملهما ليصل الى محافظات ومناطق متعددة، وذلك للوصول الى أكبر شريحة من المجتمع وتسهيل وصول المواطنين لهم.

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا