الطاقة البديلة جزء لا يتجزأ من حياة المواطن في غزة ، كوسيلة أساسيّة للهرب من أزمة انقطاع التيار الكهربائي ، التي أثرت على جميع مناحي الحياة بما فيها الجامعات ، فإستطاع خمسة طلاب من جامعة الأزهر بغزة إستحداث نظام يعمل بالطاقة الشمسيّة لتوصيل التيار للحرم الجامعي ، هم كارمن نسمان وسلمى أبو ملوح ومنار الافرنجى وياسر محيسن ومحمد الأشهر وقام بالإشراف عليهم الدكتور محمود صبره .

الشابة كارمن نسمان إحدى العاملات على نظام الطاقة الشمسية تقول لدنيا الوطن :” جاءت فكرة تطوير نظام الطاقة الشمسية مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن حرم الجامعة ، و رغبة منا بتحويل أفكار الخطة التنموية إلى مشروع واضح على أرض الواقع “.

و عن جدوى المشروع تضيف نسمان :” سيحقق المشروع نجاحاً كبيراً بالنسبة للجامعة ، على غرار مشاريع أخرى للطاقة الشمسية نفذتها العديد من المؤسسات في قطاع غزة ، كمستشفى الشفاء و الكويتي ، فالطاقة الشمسية تكلفتها أقل مُقارنةً بالوسائل الأخرى كالمولدات الكهربائية “.

و تنوّه نسمان أن مشروع الخلايا الشمسية صديق للبيئة ، لأن أشعة الشمس نظيفة فلا تُسفر عن تلّوث بيئي و لا ضوضاء و لا نفايات .

و تنوّعت المشاريع المحلّية التي تعتمد على الطاقة الشمسيّة لمواجهة أزمة الكهرباء، منها، تزويد المستشفى الكويتيّ في مدينة رفح في جنوب قطاع غزّة في 13 مارس الماضي ، بخلايا الطاقة الشمسيّة لتوفير التيّار الكهربائيّ ، وسدّ عجز الكهرباء الحاصل بالإضافة لتركيب ما يقارب 45عمود إنارة في مفترقات وشوارع عدّة في مدينة غزّة في 16 مارس الماضي.

وعن ماهية عمل الخلايا الخاصة بالمشروع يقول المُشارك محمد الأشقر :” عمل الخلايا الفولتضوئية المركزة والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية صديق للبيئة مما يعمل للحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو والتخفيف من الانحباس الحراري نتيجة انبعاث أكسيد الكربون “.

و عن القيمة التي يستهلكها المبنى الواحد من طاقة الخلايا الشمسية يتابع :” أن القيمة العظمى التي يستهلكها المبنى الواحد ، هي 60 كيلو واط، والتي تكلف شهرياً الجامعة من خلال تشغيل المولد الكهربائي ما يقارب (14400 شيكل) ، و أقل قيمة يستهلكها، هي (20 كيلو واط)، والتكلفة الشهرية 4800 شيكل”.

مشيرا إلى أن اجمالي تكلفة انشاء المشروع في المبنى تقدر بـ 657 ألف شيكل (180 ألف دولار أمريكي) ، و أن المدة المحددة لاسترداد المبلغ المدفوع (خمس سنوات للعمل بالخلايا الشمسية ما يُقارب (13-15) عاما.

و بحسب مدير العلاقات العامّة في شركة توزيع الكهرباء في غزّة محمّد ثابت فإن قطاع غزة يحصل على الكهرباء من خلال ثلاثة مصادر وهي: المصدر الإسرائيليّ من خلال عشرة خطوط بقدرة 120 ميغاواط ، والمصدر المصريّ من خلال خطّين بقدرة 25 ميغاواط ، إضافة إلى محطّة توليد الكهرباء المحلّية التي تنتج 60 ميغاواط .

و يقول المشرف على المشروع محمود صبره :” البطاريات تشكل التكلفة الأكبر من المشروع، و تكلف البطارية الواحدة من النوع الجيد 900 دولار، ويحتاج المبنى إلى 100 بطارية لتصبح إجمالي تكلفة البطاريات 90 ألف دولار”.

مشيراً أن ما يميز بطارية deep cycle ، أن البطاريات تستطيع تخزين كمية كبيرة من الكهرباء وإعادتها لزمن طويل مقارنة بنوع آخر من البطاريات الأقل جودة ، و يختلف ويتنوع المدى للأنظمة الشمسية من نظام إلى آخر حسب نوع التكنولوجيا المستخدمة .

دنيا الوطن

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا