في محاولة لحماية سكان كابول من الأمراض والخطر، اعتمدت السلطات طريقة جديدة لقتل الكلاب، تقضي بالامساك بها وتسميمها حتى الموت.

وتجري هذه العمليات على نطاق واسع، وهي قضت العام الماضي على 17 الفا و600 كلب على يد موظفين لدى السلطات المحلية في العاصمة الافغانية، بهدف حماية السكان من تفشي الامراض والحد من انتشار هذه الحيوانات.

ومع ان البعض يرى ان الطريقة المستخدمة في قتل هذه الكلاب قاسية، الا ان السلطات تعتبرها فعالة.

تنتشر في العاصمة فرق يرتدي اعضاؤها ملابس برتقالية براقة، ويستخدمون قضبانا معدنية أو خشبية في أطرافها حبال، للامساك بالكلاب الشاردة، ثم يثبت الكلب أرضا ويحقن بالسم، فيقضي في اقل من ساعة.

وتعتمد طريقة ثانية ايضا، وهو وضع قطع لحم مسممة ليلا في شوارع كابول، وفي الصباح لا يكون على عمال البلدية سوى جمع جيف الكلاب النافقة من هنا وهناك.

ويقول اسلام الدين احد عمال هذه الفرق الليلية: “كل يوم بعد صلاة العشاء، نقوم بحملة لوضع قطع اللحوم المسسمة ونستمر في ذلك حتى العاشرة مساء، ثم نعود في الثالثة فجرا” لجمع جيف الكلاب ودفنها.

ووظفت البلدية نحو ثلاثين شخصا للقيام بهذا العمل.

ويقول اسلام الدين انه لا يتردد في قتل الكلاب لما يشكله انتشارها الواسع من مخاطر، اذا انها تهاجم السكان.

في الآونة الأخيرة، فقد رياض غول ابنه ذا الاعوام الاثني عشر، وهو متأكد ان ابنه قضى بسبب عضة كلب.

ويقول “اخذته للطبيب، لكن ذلك لم يجد..فمات”.
وبحسب ناصر احمد غوري، مدير برنامج الصحة العامة في المدينة، فان “الكلاب تهاجم السكان وهو ذاهبون الى المسجد، وتهاجم الاطفال في طريقهم الى المدرسة، وتنشر الامراض”.

ويؤكد ان السلطات فكرت في امكانية استبدال هذه السياسة ببدائل اخرى مثل جعل الكلاب عقيمة لا تنجب، او تلقيحها ضد الامراض، لكن ذلك لم يكن متاحا.

ويقول “انه امر شديد الصعوبة، هناك اكثر من 100 الف كلب على ما اظنن والعدد آخذ بالارتفاع، وشكاوى السكان في ازدياد”.

لكن خبراء يرون ان قتل الكلاب اسلوب وحشي لا ضرورة له.

وتقول لويز هاستي وهي بريطانية تدير مركزا للرفق بالحيوان في كابول “صحيح ان هناك اعدادا كبيرة من الكلاب، لكن القتل لن يمنع كلابا غيرها من ان تحل محلها وخصوصا تلك التي تأتي من الجبال وهي أكثر عرضة لداء الكلب”.

وتضيف “الحل الوحيد هو في الامساك بهذه الكلاب، وجعلها عقيمة غير قادرة على التكاثر، وتلقيحها، واطلاقها مجددا، ونحن نسعى مع السلطات لتنفيذ ذلك”.

وتتابع قائلة “قد يرى البعض ان الاهتمام بالحيوانات ليس اولوية الآن في بلد مثل افغانستان، لكن في الحقيقة هذا الامر مهم جدا وكلما لقحنا الكلاب كلما ساهمنا في حماية الاولاد والمزارعين والعائلات”.

النهار

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا