اذا كنت ترغب في ان تشهد العمل الجماعي في أفضل صوره فربما يجدر بك ان تجده لدى الاسماك التي تعيش بين الشعاب المرجانية.

ووصف العلماء يوم الاثنين كيف تجند أسماك سلمون الشعاب المرجانية الرقطاء ثعابين البحر لمساعدتها في اصطياد فرائسها وينتهي الأمر بان ينال كل منهما وجبته كاملة. وأظهرت تجارب متاحف الاحياء المائية ان هذه الاسماك الزاهية الألوان تجيد اختيار خير العناصر من شركائها ثعابين البحر لأداء هذه المهمة.

ولاحظ الباحثون ان أسماك سلمون الشعاب المرجانية كانت تحذو حذو الشمبانزي في دراسة نشرت نتائجها عام 2006 واوضحت كيف كانت هذه الكائنات القريبة الشبه بالانسان تساعد بعضها بعضا في مهام جمع الغذاء.

وتستعين أسماك السلمون هذه بحركات الجسم بديلا عن لغة التخاطب بما في ذلك هز الرأس والوقوف على الرأس لتكليف ثعابين البحر بالمشاركة في مهام الصيد.

ويمثل ذلك فريقا للاحلام تحت الماء إذ تمتلك أسماك السلمون السرعة اللازمة لمطاردة سمكة ما في مياه البحر المفتوحة فيما تتسم ثعابين البحر بقدرة الجسم الافعوانية على التلوي والتي تتيح لها الانقضاض على أي فريسة هاربة تختبيء بين شقوق الشعاب المرجانية. ويمكن ملاحظة هذا العمل الجماعي عند الحاجز المرجاني العظيم في استراليا.

وتبدو بعض ثعابين البحر في حياة البرية أكثر قدرة على التعاون من غيرها. وفي تجارب بيئة المتاحف المائية المغلقة التي يمكن التحكم فيها تمت الاستعانة بنماذج نمطية من ثعابين البحر لاختبار مدى قدرة أسماك سلمون الشعاب المرجانية البرية التي اختيرت لهذه الدراسة على حسن اختيار العناصر المتعاونة والتفرقة بين الصالح منها والطالح.

وتضمن النموذج الاول ان يهب ثعبان البحر لخدمة سمك السلمون لمطاردة الفريسة والاجهاز عليها فيما تضمن النموذج الثاني عكس ذلك.

وقالت الدراسة انه ما لبث ان ادرك سمك السلمون من هو الشريك الافضل بين ثعابين البحر وسارع بتجنيد من ابدى تعاونا افضل ثلاث مرات.

وقال الكسندر فيل عالم الاحياء المائية وعلم الحيوان في جامعة كمبردج البريطانية والمشرف على الدراسة التي نشرتها دورية (كارانت بيولوجي) “يبين ذلك انه ليس من الضرورة وجود مخ لدى الثدييات الكبيرة لاتمام هذه الانماط المتطورة من التخاطب.”

وتماثل اسماك السلمون هذه في شكلها الطوربيد ويبلغ طولها 50 سنتيمترا وتتراوح الوان الجسم من البرتقالي المشوب بالاخضر الى الاحمر القاني وتغطي الجسم بقع زرقاء صغيرة زاهية.

وتتراوح الفائدة بين هذه الاسماك وثعبان البحر إذ يتغذى الثعبان على الاسماك التي تدخل في شقوق الشعاب المرجانية فيما يتغذى السلمون على الاسماك التي يتركها ثعبان البحر.

 

رويترز

تعليق واحد

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا