شهدت جنوب أفريقيا العام الماضي ارتفاعا ملفتا للنظر للصيد الجائر لوحيد القرن مع وجود توقعات تشير إلى أن 2014 سيكون أكثر دموية بالنسبة لهذا الحيوان، وذلك بسبب قرنه الباهض الثمن والذي فاق سعره في السوق السوداء سعر الذهب.

يتسلل الصيادون الجائرون المدججون بالسلاح من القرى الفقيرة في موزمبيق إلى الجارة جنوب أفريقيا. هناك يتابعون عملهم في صيد وحيد القرن. فالمبلغ الذي يحصلون عليه مقابل قرن واحد يكفي لمعيشة عائلاتهم لأشهر عديدة.

ومن أجل قتل هذا الحيوان بشكل غير شرعي يجازفون حتى بحريتهم وحياتهم.

وما بين عامي 1990 و2007 تم سنويا قتل 14 حيوان من هذه الفصيلة عبر الصيد الجائر. بيد أن العدد فاق ألفا العام الماضي، في ما تشير التوقعات إلى أن العام الجاري سيسجل وللأسف رقما قياسيا جديدا، بعد أن تمّ اصطياد 558 من وحيد القرن إلى غاية أواسط شهر تموز الماضي وذلك بسبب قرونها الباهظة الثمن.

وباتت هذه الحيوانات مهددة بالانقراض رغم كل الجهود المبذولة محليا ودوليا لحمايتها وزيادة أعدادها.

القرن رمز الوجاهة الاجتماعية

تستغرق رحلة القرن من جنوب أفريقيا إلى أسواق آسيا قرابة 48 ساعة. فأغنياء جنوب شرق آسيا يتبجحون بثروتهم من خلال شراء قرون وحيد القرن أو عاج الفيلة وعرضها على الملأ. وفي فيتنام، حيث يتم تصدير معظم منتجات عظام العاج لوحيد القرن، يتم أيضا خلط مسحوق القرن مع المشروبات، وهي ظاهرة سائدة عند النخبة الثرية الجديدة في البلاد.

كما يتم استخدام المسحوق كمادة طبية أيضا، لتخفيف الحرارة مثلا أو لمعالجة التسمم وحالات التشنج. ويعتقد بعضهم أن المسحوق مفيد لمواجهة مرض السرطان رغم أنه علميا تمّ إثبات العكس.

ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من عظم القرن لوحيد القرن في السوق السوداء إلى أكثر من 50 ألف يورو. وللمقارنة يبلغ سعر الكيلو الواحد من الذهب الخالص نحو 31 ألف يورو.

وتسعى الكثير من المنظمات غير الحكومية إلى توضيح حقيقة الأمر عبر حملات توعية عبر توزيع منشورات وإعلانات موجهة للمستهلك الأسيوي لثنيه عن شراء عاج وحيد القرن.

وفي هذا السياق تقول بريت رايشلت زولهو المختصة بشؤون جنوب وشرق أفريقيا لدى منظمة WWFالمعنية بحماية البيئة والحيوان ” نهدف في حملاتنا إلى توضيح حقيقة أن هذه الحيوانات تقتل بشكل بشع ومرعب وبشكل غير قانوني أيضا”.

تقنين الصيد

ورغم وجود الكثير من الاتفاقات الدولية التي تحرم التجارة بقرون وحيد القرن، إلا أن هذه التجارة تشهد ازدهارا مضطردا. وهناك أيضا حالات من الصيد القانوني الذي تسمح به بعض الدول، أملا منها في الحصول على مداخيل إضافية لتستفيد منها في مشاريع حماية البيئة والطبيعة، علما أن حيوانات وحيد القرن المسموح بصيدها تكون عادة طاعنة في السن وغير قادرة على التكاثر وبالتالي تصبح مصدر فتنة داخل قطيع وحدي القرن.

dw.de

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا