قال موقع دويتشه فيله إن الحكومة الموريتانية أعربت عن قلقها من تزايد المساحات المتصحرة في البلاد، خاصة في ظل الوضع المتدهور للغابات، حيث قال وزير البيئة الموريتاني أمادي كمرا إن التصحر في موريتانيا يتقدم بمعدل 8 كم إلى الجنوب سنويا.

وأرجع كمرا التصحر الكبير الذي تعاني منه موريتانيا إلى سببين رئيسيين أولهما “الجفاف الذي ضرب موريتانيا في السبعينيات، أما الثاني فهو من “فعل الإنسان” بحسب تعبيره، وتابع “يطلب هذا الوضع منا تضافر الجهود والسهر على المحيط البيئي”.

وأضاف “في هذا الإطار، نستعد لانطلاقة السور الأخضر العظيم عن قريب والذي يمر من كرمسين (في الجنوب) إلى النعمة (في الشمال) على مسافة 1100 كلم في عرض 15 كلم قابلة للزيادة”، وكشف الوزير عن قيام قطاعه بشق 600 كلم من الحواجز الواقية من الحرائق في مقاطعتي ازكيز وأبي تلميت جنوب البلد، حيث يتوفر القطاع النباتي الذي يكاد ينعدم في المقاطعات الأخرى بفعل نقص الأمطار هذه السنة”.

وأكد “تراجع الحرائق من 166 حريقا 2007 و2008 إلى 38 حريقا 2013 و2014 في عموم ولاية اترارزه في الجنوب”.

والجدير بالذكر في شمال هذه الصحراء، بين رأس تيميريس وخليج الكلب، يقع حوض آركين تلك السبخة الموحلة التي يجلها الباحثون والعلماء وتم إعلانها حظيرة وطنية محمية أساسا نظرا لأهمية تنوع تجمعات الطيور التي تأوي إليها.

في هذا الحوض تجد أسراب البجع الأبيض والخطاف الملكي والبقويق الأشقر والنعام الوردي محطة ممتازة للاستحمام على طريق هجرتها السنوية، غير بعيد من الأحواض الضحلة التي تبدي في مشهد بديع مختلف تدرجات الأخضر والأزرق، والأحمر ويمثل البحر الموريتاني، المعروف بأنه من أكثر بحار العالم أسماكا، ثروة أخرى أكثر مردودية من الناحية الاقتصادية.

وترتبط هذه الثروة بظاهرة طبيعية فريدة تتمثل في صعود المياه الباردة من أعماق المحيط، مشبعة بالأملاح المغذية الضرورية لنمو العوالق البحرية التي تعتاش عليها الأسماك، وهكذا فإن هذه الظروف الممتازة لتكاثر ونمو الأسماك والقشريات تجعل من حوض آركين رأس مال هاما من الثروات البحرية يجني عوائدها الصيد الصناعي، والمركز في أنواذيبو، والصيد التقليدي الممارس على امتداد الساحل.

جنوبي حوض آركين، ابتداء من بلدة أنوامغار تعيش منذ عصور سحيقة مجموعات صيادي أيمراكن محصورة بين محيطين أحدهما ماؤه ملح والآخر رمل وصخر لا ينتهيان، ولا مورد لهؤلاء الصيادين إلا ما يحويه البحر من سمك، ويخلد صيادو أيمراكن حركات عمرها عدة قرون إذ يمارسون الصيد مستخدمين الشبكة المحمولة على الكتف.

 

البديل

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا