يقول علماء إن نتائج اتفاق أبرمته نحو 200 دولة لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري مثل الغازات المستخدمة في المبردات وأجهزة تكييف الهواء من المرجح أن تأتي أقل مما كانت تطمح إليه الحكومات فيما يتعلق بتجنب ارتفاع متوسط درجات الحرارة في العالم بمقدار نصف درجة مئوية هذا القرن.

ويعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه السبت في كيجالي برواندا أكبر خطوة منفردة للحد من التغير المناخي منذ أن توصلت الحكومات إلى اتفاق عالمي في باريس العام الماضي لتحويل اقتصاد العالم بعيدا عن استخدام الوقود الأحفوري هذا القرن.

ووسط الاحتفال باتفاق كيجالي الملزم قانونيا للخفض التدريجي لاستخدام غازات الهايدروفلوروكاربون المصنعة قالت العديد من الدول وخبراء البيئة إن ذلك قد يجنب العالم ارتفاع درجات الحرارة نصف درجة مئوية هذا القرن استنادا إلى دراسة علمية أعدت عام 2013.

لكن بعض الباحثين الرائدين يتوقعون أن تكون النتيجة أقل من ذلك.

ومع حرصها على إعلان النصر تغاضت الدول عن العديد من الأمور غير اليقينية المتعلقة بهذه الغازات. وقال ميتشيل شيفر من كلايمت اناليتيكس إن بعض الأبحاث الأحدث تشير إلى أن غازات الهايدروفلوروكاربون قد تكون أقل قوة في حبس الحرارة مما كان يخشى من قبل.

وأضاف إنه يقدر تجنب ارتفاع قدره 0.2 درجة مئوية في متوسط درجات الحرارة بحلول عام 2100. وكلايمت اناليتيكس واحدة من أربع مجموعات بحثية أوروبية تعمل معا على توقع درجات الحرارة استنادا إلى تعهدات الحكومات.

ويشير مؤشرها للعمل المناخي إلى أن تعهدات الحكومات بخفض الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إذا ما نفذت كلها وقبل حساب نتائج الاتفاق الأخير ستزيد متوسط درجات الحرارة 2.7 درجة مئوية عن ما قبل العصر الصناعي بحلول عام 2100.

وحدد اتفاق باريس العام الماضي هدفا أكبر هو قصر الارتفاع في درجات الحرارة على أقل من درجتين مئويتين وربما 1.5 درجة مئوية لتجنب المزيد من موجات الجفاف والفيضانات وارتفاع مناسيب المياه في البحار ونقص الغذاء والمياه.

وأشاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي تريد حكومته أن تترك إرثا قويا فيما يتعلق بمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري باتفاق كيجالي باعتباره خطوة ضخمة إلى الأمام وقال “سيعطينا الفرصة لخفض درجة حرارة الكوكب بنصف نقطة مئوية.”

لكن جوس فيلدرز معد الدراسة الخاصة بالهايدروفلوروكاربون والاحتباس الحراري في عام 2013 قال إن حساباته لأثر اتفاق كيجالي تظهر أن هذه الغازات يمكنها حاليا أن تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 0.06 درجة مئوية فقط خلال هذا القرن انخفاضا من ما بين 0.3 و0.5 درجة مئوية في حالة عدم اتخاذ إجراء.

وقال إن من الأفضل وضع نطاق للنتيجة المتوقعة بسبب الغموض الذي يكتنف الموضوع.

رويترز

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا