ألقى التغير المناخي بظلال قاتمة على مستقبل آخر غابة قديمة في أوروبا والتي يوجد بها أكبر قطيع من الثيران بالقارة. ويشعر السكان بالقلق من أن اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للحفاظ عليها, قد يضر بالاقتصاد المحلي.تقع الغابة البدائية في بياوفييزا على جانبي الحدود بين بولندا وروسيا البيضاء وتبلغ مساحتها 380 ألف فدان، وهي واحدة من أكبر الغابات غير المأهولة بالسكان المتبقية في أوروبا. وقد أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على قائمتها لمواقع التراث العالمي منذ عام 1979.

وعلى الجانب البولندي من الحدود يعارض السكان خططا لتمديد المنطقة المحمية من هذه الغابة الفريدة التي تتعرض لتهديد بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتراجع سقوط الأمطار.

أما وارسو التي شجعتها وكالات حماية البيئة الدولية فتريد توسيع نطاق المتنزه الوطني بالمنطقة الذي يحتل أقل من خمس الجزء البولندي من الغابة التي تقع في أفقر مناطق بولندا.

كما أن سكان منطقة بياوفييزا البالغ عددهم 2400 نسمة متشككون ويخشون من أن تثني هذا الاستثمارات ويؤدي إلى فقد الوظائف وخفض عائدات الضرائب.

وتحتل الغابات أكثر من 80% من منطقة بياوفييزا الإدارية وتوفر جزءا كبيرا من دخلها بفضل أموال الحكومة.

الثيران تقاوم
كما يوجد في بياوفييزا ثمانمائة ثور بري أوروبي وهو أثقل حيوان بري وزنا في القارة، حيث يبلغ وزن الواحد منها طنا ويصل ارتفاعه إلى مترين. ويقول علماء إنه حتى الآن لم تعرض التغيرات الثور للخطر لان الثدييات تتكيف بسهولة مع تغير البيئة.

وكانت الخلافات السياسية بين روسيا البيضاء وبولندا قد عقدت الجهود المشتركة لحماية البيئة. ومنذ انضمت بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 تمر الحدود الشرقية للاتحاد عبر الغابة ويحددها سياج أقامته روسيا البيضاء منذ أعوام.

ويحول السياج دون اختلاط الثيران من الجانبين, غير أن هذه الثيران متماثلة من حيث الصفات الوراثية. ولم ينج إلا ذكران بحديقة حيوان بولندية بعد أن اختفى هذا الحيوان من البرية في العشرينات نتيجة الصيد والصيد غير المشروع.

المصدر:     رويترز

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا