أشارت تقديرات يوم الاثنين – فيما يتجمع زعماء العالم في نيويورك في محاولة للخروج من حالة جمود بشأن معاهدة جديدة للمناخ – الى ان الركود الاقتصادي سيتسبب في اكبر تراجع في كم الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في 40 عاما.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون وهو أكثر الغازات شيوعا التي تتصاعد نتيجة لحرق الوقود الحفري ستنخفض بنسبة 2.6 في المئة هذا العام في انحاء العالم وسط تراجع النشاط الاقتصادي.

وعبرت الوكالة عن الامل في ان ينتهز العالم فرصة هذا التراجع للانتقال الى وسائل يقل فيها انبعاث الكربون رغم بواعث القلق من ان الحكومات قد تستخدمه ذريعة لعدم اتخاذ أي اجراء.

وقال فاتح بيرول كبير الاقتصاديين بوكالة الطاقة الدولية لرويترز “هذا الانخفاض في انبعاث الغازات وفي الاستثمارات في الوقود الحفري لن يكون له معنى الا مع الاتفاق في كوبنهاجن الذي يقدم اشارة على انخفاض الكربون للمستثمرين.”

ويجتمع زعماء العالم في مقر الامم المتحدة في نيويورك يوم الثلاثاء في قمة بشأن المناخ تستمر يوما واحدا في محاولة للخروج من الجمود الذي يصيب مفاوضات تشارك فيها 190 دولة بشأن التوصل الى اتفاق جديد لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الارض من المقرر التوصل اليه في كوبنهاحن في ديسمبر كانون الاول.

وتعثرت المفاوضات بين 190 دولة بشأن كيفية توزيع اعباء المشكلة حتى عام 2020 بين الاغنياء والفقراء وبشأن كيفية جمع 100 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة على مكافحة الاحتباس الحراري والتكيف مع التغييرات مثل ارتفاع مستوى البحر والتصحر.

وعبر بعض الخبراء عن شكوكهم في ان الركود وانخفاض حجم الانتاج الصناعي يمكن ان يكون نقطة انطلاق نحو مناخ أفضل.

وقال بال بريشترود مدير مركز المناخ الدولي وأبحاث البيئة في اوسلو انه “عندما يتحدث السياسيون بشأن الازمة المالية فان كل شيء يكون عن العودة الى النمو وهو ما يعني انبعاث قدر أكبر من الغازات.”

وقال “علينا ان نخفض انبعاث الغازات كما هو مخطط لتجنب مشاكل اجتماعية وليس من خلال الركود.”

وتتجه العيون الى الصين والولايات المتحدة في القمة التي ستعقد يوم الثلاثاء باعتبارهما اكبر الدول المتسببة في انبعاث الغازات الضارة حيث تمثلان 40 في المئة من اجمالي حجم انبعاث الغازات في العالم لكي تعطيا قوة دفع لمحادثات كوبنهاجن.

ومن المقرر ان يكشف الرئيس الصيني هو جين تاو عن خطط لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري عالميا في القمة. وتركز التكهنات على اهداف الحد من حجم الانبعاثات الغازية بالنسبة لوحدة الانتاج الاقتصادي لكنها لا ترقى الى حد الخفض المطلق في انبعاث الغازات.

وسيحاول الرئيس الامريكي باراك اوباما اقناع بقية دول العالم بأن واشنطن جادة بشأن خفض انبعاث الغازات بها في الوقت الذي يبدو فيه من غير المرجح ان يوافق مجلس الشيوخ الامريكي على التشريع الخاص بالمناخ بحلول محادثات كوبنهاجن.

من ناحية اخرى قال ايفو دي بوير رئيس محادثات المناخ بالامم المتحدة يوم الاثنين إنه يتوقع ان تصبح الصين “رائدة عالمية” فيما يتعلق بالتغير المناخي بعد ان يعلن الرئيس هو جين تاو الاجراءات السياسية يوم الثلاثاء.

وقال دي بوير انه يتوقع ان يعلن هو في كلمة بقمة المناخ بالامم المتحدة في نيويورك سلسلة اجراءات للحد من انبعاث الغازات

رويترز

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا