قالت مصادر سودانية إن معدلات هطول الأمطار في الهضبة الإثيوبية بدأت تقل بنسبة اقتراب انتهاء موسم فيضان النيل الوارد إلى النيل الأزرق، والذي يمد مصر والسودان بأكثر من 80% من حصتهما من مياه النيل، مشيرة إلى أن التوقعات توضح أنه ستصل إجمالي كميات المياه الواردة إلى منطقة خزان «الروصيرص»، على النيل الأزرق، إلى 120 مليون متر مكعب، بدلا من 400 مليون متر مكعب من المياه يوميا.

وبدأت السودان بتفريغ سدي «الروصيرص» و«مروي» استعدادا لاستقبال الفيضان الجديد، بالإضافة إلى قيام القاهرة بخفض المنصرف خلف السد العالي بعد انتهاء موسم الزراعات الصيفية.

يأتي ذلك، بينما يتلقى الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، تقريرا يوميا وآخر أسبوعيا من بعثة الري المصري بالخرطوم حول الإجراءات التي يقوم بها الجانبين المصري والسوداني حول التعامل مع موسم الفيضان للعام المائى 2014/2015، خاصة لمحطتى عطبرة ودنقلا من أجل الوقوف على حالة المحطتين، باعتبار أن محطة قياس دنقلا تعتبر آخر محطة رئيسية لقياس مناسيب وتصرفات المياه قبل وصولها لبحيرة السد العالى، حيث تستخدم القياسات بهذه المحطة في حساب كمية المياه الواصلة لبحيرة السد، فضلا عن تقدير كمية المياه المفقودة من البحيرة عن طريق البخر.

من جانبه، قال أنور دفع الله، المهندس المقيم في خزان الروصيرص، إن الطاقة الاستيعابية للخزان تصل إلى 7 مليارات متر مكعب من المياه بعد بدء تشغيل المرحلة الثانية من تعلية الخزان بتكلفة تصل إلى 374 مليون دولار، وهو ما أدى إلى انتظام توليد الطاقة الكهربائية للمشروع بطاقة إجمالي 280 ميجا وات، موضحا أن سد الروصيرص لا يستهدف تخزين المياه ولكن لأغراض توليد الطاقة الكهربائية، خاصة أنه يستحوز على 30 % من إجمالي الطاقة الكهربائية بالسودان.

وأشار أنور، في تصريحات صحفية السبت، على هامش الجولة التي نظمتها وزارة الموارد المائية والكهرباء السودانية لعدد من الصحفيين لزيارة موقع السد، إلى أن سد النهضة يساهم في الحد من ارتفاع ظاهرة الإطماء أمام السدود السودانية، كما يقلل وصولها إلى باقي السدود الواقعة على نهر النيل مثل سد سنار وسد مروي، كما يقلل من معدلات الإطماء في بحيرة ناصر أمام السد العالي، مما يرفع من قدرتها الاستيعابية لتخزين المياه لصالح مصر والسودان.

وأوضح أنه يوجد أكثر من 12 قرية تم إنشاؤها للمتضررين من عمليات تعلية سد الروصيرص، وقامت الدولة بتوفير قري بديلة تناسب النمط الاجتماعي والبيئي الذين اعتادوا عليه قبل عمليات التوسعة، مشيرا إلى أن معظم الزراعات في ولاية النيل الازرق والتي تقع بها السد تعتمد على مياه الأمطار التي تساهم في زراعات المحاصيل المطرية الموسمية، بالإضافة إلى توفير مراعي طبيعية لتربية الماشية.

ورصدت «المصري اليوم» تغير مياه النيل الأزرق في منطقة الروصيرص إلى اللون البني الأحمر بسبب زيادة معدلات الطمي المختلط بمياه الفيضان، نتيجة انجراف التربة الصخرية بالهضبة الإثيوبية واختلاطها بمياه الفيضان، والتي تبعد 160 كم عن سد النهضة.

من جانبه، قال المهندس مجدي السيد، رئيس بعثة الري المصري بالسودان، إن هناك زيادة من الوارد من مياه نهري الرهد والدندر وكذلك زيادة الوارد من خلف جبل الأولياء علاوة على الوارد من نهر عطبرة، بينما كميات المياه الواردة من مقياس الديم الواقع على الحدود السودانية –الإثيوبية بهذه الفترة أقل من مثيلاتها في نفس الوقت من العام الماضي، مشيرا إلى أن أعلى منسوب وصل له الديم حتى يوم 10 أغسطس الحالي بلغ 12 متراً و82 سنتميترا، بينما كان المنسوب في نفس اليوم من العام الماضي 12 متراً و68 سنتيمتراً.

وأضاف رئيس بعثة الري المصري، في تصريحات صحفية السبت، أنه تم الانتهاء من أعمال التطهير للمقياس من الطمى لضمان دقة القياس خلال العام المائى، وكذلك أعمال الصيانة الدورية للوحدات النهرية ومراجعة أجهزة القياس الخاصة بالتصرفات، ومتابعة حالة المناسيب والأمطار بصورة دورية وبصفة خاصة قبل بدء موسم الفيضان، مؤكدا على أنه يتم التنسيق مع وحدة الهيدرولوجيا بإدارة سد مروى للمساعدة في تركيب عدد 2 جهاز قياس مناسيب أتوماتيكى بجوار موقع التصرف الخاص بمحطة دنقلا، مما يكون له أثر كبير في مراقبة المناسيب على مدار 24 ساعة.

 

المصرى اليوم

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا