مع التزايد المستمر في أعداد وأشكال الأجهزة الإلكترونية، التي انتشرت حول العالم بشكل كبير جداً، أصبح من الضروري أن يكون هناك حل لتلك الأجهزة حين تعطيلها أو الاستغناء عنها .


وتعتبر الإمارات بشكل عام من أكثر الدول استخداماً للأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها (أجهزة نقالة، تلفاز، ثلاجات، معدات إلكترونية، أجهزة الحاسوب)، وسيزداد هذا الاستهلاك خصوصاً بعد  تحويل دبي للمدينة الأذكى عالمياً، وأن ينهي المتعامل كافة متطلباته عن طريق الأجهزة الإلكترونية .

من هذا المنطلق قررت بلدية دبي متمثلة في إدارة النفايات، بعمل حاويات خاصة للنفايات الإلكترونية، ومن ثم إعادة تدويرها، وباشرت الإدارة كافة التفاصيل .

مؤخراً دشن مدير عام البلدية حسين ناصر لوتاه تلك الحاويات، على أن تكون منتشرة بكافة أنحاء الإمارة خلال العام المقبل .

بهذا الخصوص أردنا التواصل مع إدارة النفايات الإلكترونية لمعرفة كافة التفاصيل عن هذا المشروع، والسبب وراء ظهوره، يقول مدير إدارة النفايات ببلدية دبي : “تمثل النفايات الإلكترونية في الوقت الحاضر مشكلة تؤرق العالم بسبب المخاطر البيئية والصحية التي تحدثها نتيجة تراكمها وتقادمها وصعوبة التخلص منها، أو إعادة تدوير بعض من موادها، وصارت تمثل خطراً داهماً على الصحة والبيئة، بل يمكن تصنيفها في مرتبة متقدمة، بين أخطر ملوثات يعانيها العالم في الوقت الحاضر، وبالتالي جاء التفكير في إعادة تدويرها وتخصيص حاويات ومكبات لها داخل المولات والأماكن العامة” .
ويضيف: “تشمل تلك النفايات كل المعدات الإلكترونية الكهربائية التي لم نعد نستخدمها، والتي تعاني خللاً أو كسراً أو لم تعد متوافقة مع التقنيات الحديثة لخطورتها، خصوصاً أنها تحتوي على مواد سامة (الرصاص، الباريوم، الكاديوم، الزئبق، الكروم، وأخرى)” .
وعن أماكن تلك المكبات يقول مدير إدارة النفايات: “موجودة بكثافة في منطقة جبل علي، حيث يتم التخلص السليم من النفايات، وسيتم تعميمها في القريب العاجل، إذ لابد من الاستفادة من التجربة الأولية للمشروع ومعرفه مدى استجابة الجمهور وتعاونه والوقوف على الإيجابيات والتعرف إلى السلبيات وإيجاد الحلول لها” .
ويوضح سيفائي أنه تتم إعادة تدوير الحواسيب وتوزيعها إلى الجهات الخيرية وجمعيات الإغاثة والدول الفقيرة لتقليل التكلفة .

ويختتم  مدير إدارة النفايات ببلدية دبي حديثه قائلاً: الفضل يرجع في هذا المشروع إلى سعادة مدير عام البلدية المهندس حسين لوتاه صاحب الفكرة، خصوصاً وأن النفايات الإلكترونية تمثل خطراً على صحة الإنسان وسلامته لاحتوائها على مواد سامة تضر بالإنسان والبيئة، فالإلكترونيات تحتوي على أكثر من ألف نوع من العناصر الكيميائية بما فيها المذيبات المكلورة، والبوليفينيل كلورايد، المعادن الثقيلة، المواد البلاستيكية، والغازات، كما أن أجزاءها المختلفة تصبح مصدر خطر عند تلفها، حيث تتسرب المواد السامة إلى الموارد الطبيعية من ماء وهواء وتربة، وتصل عبر السلسلة الغذائية أو عن طريق الاستنشاق إلى الإنسان، إضافة إلى تسربِها إلى المياه الجوفية التي يعتمد عليها أكثر سكان الأرض في عمليات الزراعة .
من جانبه يقول  أحد المهتمين بمجال الإلكترونيات في دبي: فكرة التخلص من النفايات الإلكترونية جيدة للغاية، وبدأت في الانتشار ببعض الأماكن الحيوية بدبي، خصوصاً التي يتواجد بها كمية كبيرة من محال الكمبيوتر والجوالات، يضيف: “كنا سابقاً نلقي مخلفات محالنا بالحاويات العادية، حتى يأتي عمال البلدية لالتقاطها، أما الآن مع تلك الحاويات فأعتقد أن الأمر اختلف تماماً وأصبح من الممكن إعادة تدويرها، خصوصاً أن دبي تقوم على صناعة الإلكترونيات والأجهزة الذكية، وخدماتها أوشكت على أن تكون ذكية” .

محمد حبيب صاحب محل قطع غيار حواسب وجوالات يقول: “ستساعدنا تلك الحاويات كثيراً على التخلص من بعض القطع التالفة التي كنا نتخلص منها في أماكن مختلفة، بل ومنها ما نتركه داخل المحل، خصوصاً أننا لا نجد له أي مكان مناسب” .

ويضيف: “في البداية كنت ألقي الأجهزة الإلكترونية المستعملة والبطاريات في صناديق القمامة المختلفة، ولا أعلم أن ما تحويه من مواد قد تؤثر سلباً في صحة الإنسان والبيئة، والسبب عدم وجود أي حاويات مختصة في هذا المجال مثل الحال في أوروبا، لكنني تأكدت ومازال تأكدي يزداد يوماً بعد الأخر أن دبي بالفعل تنافس أوروبا بل وتفوقت عليها، وكل الشكر لبلدية دبي التي دائماً تفكر في صحة البيئة والإنسان” .

ويقول إبراهيم الجمل أحد هواة الأجهزة الإلكترونية (حواسب، جوالات، وأجهزة منزلية مختلفة): أنا في الأساس أهوى كل ما هو إلكتروني، وأعجبني فكره تحول دبي لتكون المدينة الأذكى في العالم، وأن تكون كل المعاملات عن طريق الإنترنت، والأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها، ولكن دائماً كنت أفكر في المكان التي تلقى فيه النفايات ولماذا لا تكون الدول العربية مثل الأوروبية وتحاول تدويرها وإعادة إنتاجها مرة أخرى، وكالعادة فوجئنا بوجودها، ونأمل أن يتم التعميم في بقية الإمارات، والدول العربية المختلفة” .

ويوضح باسم عرفة، أحد المتخصصين في الحاسب الآلي، الأخطار والسموم الموجودة في الأجهزة المختلفة، ويقول: “شاشات الكمبيوتر وأجهزة الجوال، تحتوي على كميات كبيرة من الرصاص بالإضافة أن معظم الأجهزة الإلكترونية تحتوي على الكادميوم والزئبق” .
ويضيف: “إذا تركت تلك الأشياء في مقالب القمامة العادية، فإنها تتسرب ببطء إلى باطن الأرض، مما يلحق أضراراً جسيمة بالتربة والمياه الجوفية التي تجعل طريقها في نهاية المطاف إلى الغذاء والمياه اللذين نتناولهما، ويحدث هذا التلوث عيوباً خلقية وأضراراً على بعض الأعضاء البشرية بما في ذلك الدماغ والرئتان والقلب والكلى والكبد” .

تلك الحاويات ستساعد على حماية البيئة بشكل كبير، إلى جانب أنها ستسهل الكثير على المهمين بالأجهزة الإلكترونية، والعاملين في هذا المجال من إيجاد مكان للتخلص من مخلفاتهم ونفاياتهم الإلكترونية، وستعود أيضاً بالنفع مستقبلياً حيث سيخرج منها بعض المواد التي ستدخل مجدداً في صناعة أجهزة أخرى، وبالطبع ستأتي تكلفة تلك المنتجات والأجهزة منخفضة، وأتوقع نجاح التجربة وتعميمها بمختلف أنحاء الإمارات بل والدول العربية أسوة بالدول الأجنبية والأوروبية المتقدمة” .

 

الخليح

تعليق واحد

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا