عادت مداخن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة مجددًا تثير أدخنتها في سماء جدة بعد أن توقفت لفترة من الزمن، فيما ارتفعت مطالب السكان المجاورين لموقع محطة جدة الحرارية والتي تصل ادخنتها الى الكورنيش بوقف خطر انبعاث أكاسيد النتروجين والكبريت والكربون وسرعة إنجاز محطة (جدة 3 التناضح العكسي) التى يتوقع أن تنهي تلك الانبعاثات.

من جانبها قالت نائب المدير التنفيذي للجمعية السعودية للبيئة الدكتور ماجدة أبو رأس إن الغازات المنبعثة من مداخل محطة تحلية المياه المالحة غرب محافظة جدة حتى وإن كانت تطابق المواصفات العالمية البيئية لا ينبغي أن تكون وسط تجمعات سكانية، كما هو الحال الآن، لافتة إلى أن تلك الغازات حتى بعد نزع العناصر الضارة منها تسبب خوفًا لدى الأفراد المجاورين لتلك المنشآت الصناعية، وقد تظهر لدى السكان مشكلات صحية في التنفس أو الحساسية ونحو ذلك.

وأوضحت أن الدور الذي ينبغي أن يتم التركيز عليه هو الإجراءات التي ينبغي لوزارة التخطيط القيام بها، بمعنى أن الوزارة كان من المفترض أن تخطط للمنطقة بشكل أفضل، ونحن هنا لا ننتقد بقدر ما نريد التصحيح وإحداث الأفضل للمواطنين، حيث كان من الأفضل أن يتم نقل المحطة بعيدًا عن التجمعات السكانية، والتي لم تكن موجودة حين إنشاء المحطة، ولكن لابد في الوقت نفسه أن نتحلى بالواقعية في التعامل مع المشكلة القائمة حاليًا، وندعم استمرار المحطة لما لها من أهمية بالغة بإمداد سكان جدة بالمياه المحلاة والتي تعتبر عصب الحياة اليومية، وأن يتم التحلي بالصبر إلى حين انتهاء هذه المشكلة التي تتعامل معها تحلية المياه المالحة واستحداث محطات جديدة تعمل بنظام التناضح العكسي، والذي لا يبث غازات ضارة بصحة الإنسان.

من ناحيتها قالت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على لسان متحدثها الإعلامي حسين القحطاني: إن الرئاسة اتخذت كل التدابير لدعم انتقال المحطة من موقعها الحالي إلى آخر بديل، معللا ذلك بأن المنطقة المحيطة بالمحطة أصبحت مأهولة بالسكان، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن وضع الأدخنة المنبعثة سواء ضارة أو غير ضارة لا يغير من أهمية انتقالها إلى موقع بديل تتوفر فيه كل الاشتراطات والحماية البيئة حفاظا على صحة وسلامة المواطنين.

محافظ التحلية: الدخان المتصاعد بخار ماء

أوضح محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، الدكتور عبدالرحمن آل إبراهيم، أن الأدخنة المتصاعدة من المداخن الموجودة في تحلية المياه بجدة ناتجة عن بخار الماء المستخدم في نظام إزالة الغازات بعد فصل نواتج احتراق الوقود عبر فلاتر مخصصة لذلك وتمرير الغازات على نظام غسيل بمياه البحر داخل أبراج امتصاص، مما ينتج عنه كثافة شكل الغازات أثناء خروجها من المدخنة لاختلاطها وتشبعها بمياه البحر وظهورها بكثافة ومائلة للبياض، مضيفًا أن المجمع السكني للمؤسسة الذي يقطنه جميع قيادات وأفراد المؤسسة يقع في الموقع ذاته، ويعلمون أن هذه الأدخنة ليست سوى بخار ماء.

وأبان أن المؤسسة لديها عدد من البرامج لمراقبة الغازات المنبعثة من المحطات عن طريق أجهزة مراقبة نسب الغازات المنبعثة وجودة الاحتراق للتأكد من وجود الأكسجين الكافي، مشيرًا إلى قيام طواقم من المختصين المؤهلين بضبط النسب المطبقة بالمملكة وتتابعها بشكل دائم، وأكد تعاون المؤسسة مع القطاعات الحكومية المعنية في هذا الأمر من خلال تطبيق هذه المعايير.

ونوه محافظ التحلية إلى أن المؤسسة كانت أعلنت في شهر صفر من العام الماضي عن إغلاق اثنتين من مداخن المحطات نهائيًا.. تمهيدًا لإنشاء محطة جديدة بنظام التناضح العكسي كمرحلة الرابعة في الربع الثاني من عام 2015م ويبلغ إنتاجها (400) ألف مكعب من المياه المحلاة وتعمل بتقنية التناضح العكسي وحال دخولها بالخدمة سيتم إيقاف محطة جدة المرحلة الرابعة.

صحيفة المدينة

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا