حذر علماء بريطانيون من تغيرات كبيرة ستصيب الحياة البحرية إذا لم تُتخذ إجراءات قوية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وقال الخبراء إن درجات حرارة المحيطات في ارتفاع، وتفقد المزيد من الأكسجين لترتفع نسبة الملوحة بسبب ارتفاع معدلات ثاني أكسيد الكربون.
ووفقا للتقديرات، فإن الحرارة ارتفعت بمقدار درجتين بسبب التغير المناخي.

وكان هناك تحذير من أن موافقة الحكومات على هذا المعدل لن يمنع التأثير الدراماتيكي على الأنظمة الحيوية في المحيط.

وأكد الخبراء على أن مجموعة الخيارات تتضاءل، وتبلغ تكلفة هذه الخيارات عنان السماء.

وتعاون 22 عالما رائدا في علوم البحار في كتابة التقرير المشترك، الذي نشر في قسم خاص في مجلة “ساينس” العلمية، وأكدوا على أن المحيطات أصبحت محفوفة بالمخاطر بسبب مزيج من التهديدات المتعلقة بثاني أكسيد الكربون.

ويعتقد الباحثون أن السياسيين الذين يحاولون حل مشكلة التغيرات المناخية لا يهتمون بالقدر الكافي بتأثيرات التغيرات المناخية على المحيطات.
وقالوا “من الواضح أن ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري يغير من كيمياء المحيطات بصورة أسرع من أي وقت مضى، وتحديدا منذ الحدث الطبيعي الكارثي المعروف باسم “الموت العظيم” قبل 250 مليون سنة.

وحذروا من أن المحيطات تمتص حوالي 30 في المئة من أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر منذ 1750، وبما أن ثاني أكسيد الكربون غاز حمضي فإنه يزيد من ملوحة مياه البحر.

كما أنها تأثرت أيضا بالتغيرات المناخية وتمتص حوالي 90 في المئة من الحرارة الإضافية التي أنتجتها المجتمعات الصناعية منذ 1970، وتجعل من الصعب على المحيطات الاحتفاظ بالأكسجين.

تغير حاد

ويشير العديد من الخبراء إلى أن العديد من العديد من الكائنات الحية يمكن أن تصمد في المستقبل أمام ارتفاع درجات الحرارة بسبب ثاني أكسيد الكربون، أو حتى انخفاض درجة الحموضة، أو انخفاض الأكسجين، ولكن ليس في كل مرة.

وقال جان بيير جاتوزو، كاتب مشارك في الدراسة: “المحيطات لم تكن حاضرة بقوة في المناقشات السابقة حول المناخ، ودراستنا تقدم أدلة على حدوث تغير حاد، في مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي في باريس”.

وحذروا من أن الكربون الذي ينبعث اليوم قد يغير نظام الأرض بصورة لا رجعة فيها لأجيال عديدة قادمة.

وقالت كارول تورلي، من مختبر بلايموث البحري، ومؤلف مشارك في الدراسة: “إن المحيط في مقدمة المتأثرين بتغير المناخ مع وجود إشارات لحدوث تغير في نظامه الفيزيائي والكيميائي لدرجة أن النظم الإيكولوجية والكائنات تتغير بالفعل، وسوف تستمر هذه التغيرات طالما استمرت الانبعاثات.

وأضافت أن المحيط يوفر لنا الغذاء والطاقة والمعادن والعقاقير ونصف الأوكسجين في الغلاف الجوي، وينظم المناخ والطقس.

لذلك يجب على صانعي السياسات التعرف على العواقب المحتملة لهذه التغيرات الهائلة وتسليط الضوء على المحيط في المحادثات الدولية، لأنه حتى الآن، يأتي ذكره بالكاد.

ويقول العلماء إن ارتفاع معدلات الملوحة من المتوقع أن يؤثر على التكاثر والتغذية، ومعدلات نمو الكائنات البحرية، وخاصة تلك التي لديها أصداف من كربونات الكالسيوم أو هياكل عظمية.

طريق خطير

يقول المؤلفان عندما تعمل ضغوطات متعددة معا في بعض الأحيان يلغي كل منهما الآخر، ولكن في كثير من الأحيان تتزايد الآثار السلبية.

ويقول الخبراء إن حماية السواحل ومصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية وصحة الإنسان والسياحة كلها سوف تتأثر بسبب التغييرات.
ويحذرون: “مطلوب تخفيض فوري وملموس من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من أجل منع تأثيرات هائلة ولا رجعة فيها بشكل فعال على النظم الحيوية للمحيطات وخدماتها”.

وقال البروفيسور مانويل بارانج، مدير العلوم في مختبر بليموث البحري :”سيستمر تغير المناخ يؤثر على النظم الحيوية للمحيطات في طرق مهمة للغاية، ويحتاج المجتمع إلى الانتباه والاستجابة.”

“بعض النظم الحيوية وخدماتها ستستفيد من تغير المناخ، وخاصة في المدى القصير، ولكن عموما ستكون هناك آثار سلبية في الغالب.

ومن المتوقع بشكل خاص وجود آثار سلبية في المناطق الاستوائية والبلدان النامية، مما قد يزيد التحديات القائمة في مجال الأمن الغذائي وسبل العيش.

وحذر: “نحن نسمح لأنفسنا أن نسلك طريقا خطيرا بشكل فريد، ونحن نقوم بذلك دون تقدير للعواقب التي تنتظرنا”.

 

بي بي سي

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا