رفع مسؤولو الصحة في ولاية أوريجون الأمريكية تحذيرات كانوا قد وجهوها إلى سكان الولاية تمنعهم من زراعة خضروات بحدائقهم قرب مصنعين للزجاج في بورتلاند اتهما بنشر معادن ملوثة في الجو.

وقال مسؤولون إن نتائج تحليل عينات التربة المأخوذة قرب مصنع شركة بولساي للزجاج وشركة أوربوروس جلاس استوديو الواقعة في المنطقة الصناعية من حي سكني قرب نهر ويلاميت أوضحت “مخاطر محدودة” للسكان المقيمين قرب المصنعين.

كان مسؤولو الصحة بالولاية أعلنوا أنهم سينشرون نتائج فحوص العينات الأسبوع القادم. وظهرت بالفعل أدلة لا بأس بها من اختبارات أجرتها الهيئة الأمريكية للغابات على حدوث تلوث في الجو قرب المصنعين علاوة على مؤشرات على تراكم المعادن الثقيلة بالتربة.

وتوصلت اختبارات الهيئة الأمريكية للغابات -التي جرت على فطريات نامية على جذوع الأشجار قرب أحد المصنعين- إلى رصد مستويات من الزرنيخ تزيد 150 مرة عن حدود الأمان في أوريجون ومن الكادميوم تزيد بواقع 50 مرة عنها فيما عثر قرب المصنع الثاني على مستويات من الكادميوم مرتفعة بنفس الدرجة.

وأكدت إدارة الجودة البيئية في أوريجون وجود آثار من الزرنيخ والكادميوم قرب مصنع بولساي للزجاج الواقع في منطقة سُكْنى أبناء الطبقة الوسطى قرب مدارس ومتنزه عام بالمدينة.

وقال كريس ادموندز المتحدث باسم مصنع شركة بولساي للزجاج إن نتائج الاختبارات تؤكد “أن الشركة ليست مصدر خطر على المجتمع”. ولم يرد مسؤولو شركة أوربوروس جلاس استوديو على الفور على طلبات للتعليق.

وأجريت الاختبارات تحت إشراف هيئة الصحة في أوريجون وإدارة الجودة البيئية بالولاية بعد رصد مستويات مرتفعة من العناصر الثقيلة في الجو تتجاوز الحدود المسموح بها.

وقالت إدارة الصحة في مؤتمر صحفي إن تحليل العينات أظهر مستويات دون الطبيعية من العناصر الثقيلة الكروم والزرنيخ والكادميوم.

وقال جوني هاموند المدير المناوب لإدارة الجودة البيئية “إنها مجرد الجولة الأولى وسنرى مزيدا من المعلومات عن التربة والجو خلال الأسابيع القادمة”.

وقال ديفيد فارار خبير السموم بهيئة أوريجون الصحية “لدى السكان حرية كاملة في زراعة حدائقهم” لكن يتعين غسل الخضروات واليدين جيدا.

ووجد خبراء السموم بهيئة الصحة مستويات متدنية من العناصر الثقيلة بالتربة لا تمثل خطرا على السكان والأطفال في منشأة لرعاية الأطفال بالمنطقة.

ونظم نحو 50 من السكان الأسبوع الماضي احتجاجا في وسط مدينة بورتلاند وهم يهتفون “طهروا الجو الآن” ويحملون صناديق من المنتجات النباتية المتعفنة التي جلبوها من حدائقهم ووضعوها أمام مكاتب الجودة البيئية بالولاية.

وتفيد معلومات نشرت على الموقع الإلكتروني لإدارة الصحة في أوريجون إن التعرض للزرنيخ لفترات طويلة يرتبط بالإصابة بسرطان الجلد والرئة والمثانة والكبد علاوة على تغير لون الجلد وتلف الأعصاب.

يقول الموقع إن التعرض للكادميوم لمدد طويلة يرتبط بالإصابة بسرطان الرئة والبروستاتا وأيضا أمراض الكلى وهشاشة العظام.

تجئ هذه الأحداث في أعقاب الكشف عن الوضع في فلينت بولاية ميشيجان حيث أدى تحويل مصدر التغذية بالمياه في المدينة بغرض توفير النفقات إلى تآكل أنابيب شبكة المياه المتهالكة ما أسفر عن انطلاق الرصاص والمواد السامة الأخرى في مياه الشرب. وظهرت الأزمة بوصفها نقطة ضعف للديمقراطيين مع دنو انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وقالت إدارة الجودة البيئية إن المصنعين توقفا طواعية عن استخدام الزرنيخ والكادميوم اللذين يستخدمان في تصنيع الزجاج الملون فيما تجري الإدارة اختبارات التربة التي تعلن هذا الأسبوع بناء على طلب كيت براون حاكمة الولاية.

وفي الأسبوع الماضي أقام محامون عن سبعة من السكان دعاوى قضائية جماعية نيابة عن بقية السكان على مصنع بولساي للزجاج واتهموه بالإهمال الجسيم عن طريق إحراق المعادن الثقيلة دون الالتزام بالضوابط البيئية اللازمة.

رويترز

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا