ثمة أصناف محلية من الفواكه والخضراوات والحبوب تتمتع بسمات غذائية فائقة ومذاق متميز، لم تعد مستخدمة فطواها النسيان، رغم أن بعضها قد يصبح محاصيل نقدية ممتازة للمزارع الصغرى أو الأسرية، في السوق المحلية أو الإقليمية أو الدولية.

في عام 2013، جذبت حبوب غير معروفة من إقليم الأنديز تُسمى ’الكينوا‘ أنظارَ العالم إليها، فصارت تُستهلك اليوم على بعد مسافات شاسعة فيما وراء موطنها الأصلي بجبال أمريكا الجنوبية.

وحذوًا لقصة النجاح هذه، تصدر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة مقالاً شهريًّا مصورًا عن المحاصيل التقليدية، سعيًا لوضع الأغذية المنسية في دائرة الضوء الإعلامي، واستقطاب الاهتمام العالمي بها.

يبدأ هذا المسعى الشهر الجاري، ويمتد لسنة بحيث ينتهي في أغسطس عام 2015، ليصل إجمالي المحاصيل المستهدفة 12 محصولاً منسيًّا.

كل محصول تنشر المنظمة عنه معلومات بموقعها على الإنترنت، ”تتضمن أبحاثًا مشتركة حوله تجرى بالتعاون مع وزارات الزراعة بالدول المختلفة“، كما يقول لشبكة SciDev.Net محمد دوست، مدير برنامج إنتاج المحاصيل في مكتب المنظمة بالقاهرة.

وأكد دوست أن ذلك ”لا يعني صك اعتراف من المنظمة بقيمة هذه المحاصيل“، مضيفًا: ”هي محاولة لاختبار ما يُعرف عن هذه المحاصيل فحسب من حيث قيمتها الغذائية واحتمالها ظروف الجفاف والحرارة بشكل علمي دقيق“.

ويستطرد دوست: ”قد نخرج في النهاية بنتيجة، خلاصتها أن كل ما يتردد عن تلك المحاصيل ليس دقيقًا، ويحتاج منا أن نضع الأمر في حجمه الصحيح“.

على سبيل التمهيد تعليقًا على هذا المسعى، يقول محمد النحراوي -الأستاذ المتفرغ بمعهد البحوث الحقلية في وزارة الزراعة المصرية-: ”دول العالم تعمل حاليا على تحسين قدرة المحاصيل الغذائية على تحمل الظروف القاسية“.

ثم يقول النحراوي لشبكة SciDev.Net متسائلا: ”فإذا كان لدينا محاصيل تتمتع بهذه الخصائص والمزايا، ويمكن أن تكون بديلاً غذائيًّا مناسبًا، فلماذا لا نوليها الاهتمام الكافي؟“.

المحاصيل المنسية لهذا العام هي: الدُّخْن الإصبعي، جوز البامبارا، ثمار الصبار، الفاصوليا اليامية، الحماض الدرني، جلبان العلف، حشيشة الحب الحبشية، فاكهة الخبز، الحنطة السوداء، الباذنجان الأفريقي، واستهلت المنظمة المبادرة بنبات القطيفة.

يتمم الاثني عشر محصولاً نبات المورينجا، الذي يكاد يكون هو المحصول الوحيد بالمنطقة العربية، والذي يقول عنه أبو الفتوح محمد عبد الله -رئيس قسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية في المركز القومي للبحوث-: ”إنه من النباتات التي تتحمل الحرارة، ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه“.

ويعدد أبو الفتوح -وهو رئيس الجمعية العلمية المصرية للمورينجا- مزايا هذه النبتة قائلاً: ”سهلة الإكثار والزراعة والإنتاج، تتحمل درجات الحرارة حتى 48 درجة مئوية في الظل، وتتحمل ملوحة ماء الري، وغير شرهة للتسميد، وتندر إصابتها بالآفات، ويمكن زراعتها في الأراضي الرملية والمستصلحة حديثًا“.

فوائد أخرى يشير إليها أبو الفتوح: ”تدخل في الصناعات الزيتية لسد فجوة الزيت في المنطقة العربية، كما أن محصولها عالي القيمة الغذائية“.

من جهته يضيف شعبان أبو حسين -الأستاذ المساعد بالشعبة الزراعية بالمركز القومي للبحوث- إلى المحاصيل المنسية نباتين آخرين ينطبق عليهما المواصفات، وهما: ’الكانولا‘ و’الأستيفيا‘؛ فالأول نبات يستخرج منه نوع جيد من الزيت، وبزيادة مساحات استزراعه يمكن تقليل الفجوة الزيتية الكبيرة الموجودة حاليا في المنطقة العربية.

أما الأستيفيا فهو محصول سكري غير تقليدي، يمكن من خلال نشر زراعته زيادة كمية السكر المنتجة؛ حيث إن حلاوته تبلغ أربعة أضعاف المحاصيل السكرية التقليدية، كما أنه يستخدم نسبة قليلة من المياه، بخلاف محصول قصب السكر مثلاً.

 

SciDev.Net

تعليق واحد

  1. اريد زراعة شجر المورنجا وشجرة الأستيفيا لحوالي 5 افدنة وماهو العائد لزراعتهما وكيفية التواصل معكم و تقبلوا وافر التحية

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا