سُحبت نتائج دراسة مثيرة للجدل، وجهت أصابع الاتهام إلى اللقاحات الطبية، معتبرة أنها السبب في ولادة أطفال مصابين بالتوحد، وذلك بعد إعراب الخبراء عن شكوكهم حول صحتها، حسب ما قالته الصحيفة العلمية “ترانسليشونال نيوروديجينيريشن”.

و قد علمت الـCNN بهذه الدراسة بعد نشر تقرير حولها، تطرق أيضا إلى الجدل المصاحب لها، عبر خدمة iReport الخاصة بالشبكة.

وهذه الدراسة ليست الأولى من نوعها، حيث أن أول دراسة أجريت لمحاولة إيجاد علاقة بين مرض التوحد واللقاحات تعود إلى عام 1998، لكن حتى الآن لم تشر أي من النتائج لوجود علاقة. مع تزايد عدد الأطفال المصابين بمرض التوحد وغيره من الأمراض المزمنة.

وكان المسؤول عن هذه الدراسة، برايان هوكر، قد قال إنه قارن نتائج اختباراته على عدد من الأطفال من أصحاب البشرة السوداء، الذين تلقوا لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، المعروفة بـ(MMR)  مع نتائج دراسة أقيمت في 2004 التي أظهرت عدم وجود صلة بين عرق الطفل وعمره عند تلقيحه وفرصة إصابته بالتوحد.

وتشير الدراسة إلى أن الأطفال الذين تلقوا هذه اللقاحات قبل بلوغهم السنة الثانية من عمرهم هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد. وقال هوكر، وهو مهندس في مجال الكيمياء الحيوية، إنه بدأ بالدراسة عندما اتصل به وليام ثومبسون في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وهو أحد المسؤولين عن دراسة مشابهة سابقة في 2004، وناقشا الموضوع.

ولفت هوكر إلى أن الدراسة التي قام بها ثومبسون غيره من العلماء من مراكز الوقاية من الأمراض ومراقبتها في أمريكا، أصدرت نتائج غير صحيحة لأن العلماء لم يضموا عدداً كافيا من الأطفال في دراستهم، واستبعدوا هؤلاء الذين لم تكن لهم شهادات ولادة.

وقد اشتهرت دراسة هوكر عبر مجموعات مثل “فوكس أوتيزم” التي تقول إن اللقاحات لها أثر كبير على زيادة أعداد الأطفال المصابين بالتوحد وغيره من الأمراض المزمنة. لكن هناك من لا يثق بنتائج هذه الدراسة، فالدكتور ماكس ويزنيتزر، طبيب الأمراض العصبية لدى الأطفال في مستشفى في كليفلاند، يقول إن ما توصل إليه هوكر لا يقدم أي معلومات ذات معنى. ويلفت إلى شرت دراسة مطلع يوليو/تموز الماضي تقول نتائجها إن اللقاحات لا تسبب التوحد، وأن على الدراسات التي تخرج بنتائج معاكسة التوقف عن الإيحاء بخلاف ذلك.

ويقول المسؤول عن الدراسة التي أجريت في 2004، فرانك ديستيفانو، إنه وغيره ممن شاركوا بها واثقون من صحة نتائجها، لكنهم يعتزمون التأكد من النتائج ثانيةً. وأضاف أن نمو الدماغ يبدأ منذ وجود الجنين في الرحم ويكون قد بدأ بتكوين ما يظهر لاحقاً كمرض التوحد. وشدد ثومبسون على أن اللقاحات قد أنقذت حياة الكثيرين وأنه يشجع الأهالي على تلقيح أطفالهم مهما اختلفت أعراقهم.

 

CNN

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا