كشفت المسوحات التي قامت بها هيئة البيئة- أبوظبي عن وجود مستعمرة جديدة لتكاثر طيور الفنتير “الفلامنجو الكبير” في محمية بو السياييف، وذلك خلال قيام فريق من الباحثين بالهيئة بإجراء مسوحات على الشريط الساحلي الغربي لدولة الإمارات العربية المتحدة لمراقبة الطيور البرية والبحرية.


وتأتي هذا المسوحات الدورية للمواقع الهامة للطيور في إطار برنامج الهيئة لمراقبة ورصد الطيور البحرية والساحلية الرئيسية للمحافظة عليها من خلال جمع البيانات وتقييم وضعها الحالي، ووضع تصور استراتيجي لتحديد الأولويات لحماية الأنواع والمناطق الهامة في إمارة أبوظبي.

وأكد سعادة ماجد المنصوري، الأمين العام للهيئة على أهمية هذا الاكتشاف مشيراً إلى لم يتم تسجيل تكاثر طيور الفنتير أو الفلامنجو سوى مرتين في دولة الإمارات، وذلك قبل ما يزيد عن عشر سنوات تقريباً حيث شهدت محمية الوثبة وبحيرة الشهامة عمليات تكاثر لهذه الطيور.

وأشار إلى أن هذا الاكتشاف الجديد يؤكد الحاجة إلى زيادة رقعة المحميات الطبيعية والمحافظة على محمية بو السياييف البحرية لما تتميز به هذه المنطقة من وجود مستنقعات ملحية ومسطحات مدية محمية وحشائش بحرية في مناطق ضحلة، بالإضافة إلى وجود مناطق متفرقة من أشجار القرم  والتي تدعم وجود الطيور الساحلية والطيور الخواضة.

وخلال المسح تم تسجيل وجود 224 عشاً ناشطاً في الحزام الرملي الواقع داخل منطقة المحمية البحرية. كما تم حصر وجود 1.954 عشا في مستعمرتين جديدتين في الموقع لتكاثر طيور الفلامنجو تحتوى على أعشاش نشطة. وكانت نسبة كبيرة من الأعشاش مستخدمة بالفعل إلا أن بعضها الآخر كان قد تم هجره بعد تضرره بسبب العواصف وسوء الأحوال الجوية.

وأضاف المنصوري أن العثور على أكثر من 800 فرخ في المستعمرة يشير إلى نجاح هذه المستعمرة الجديدة ويجعلها من أكبر مواقع التعشيش الناجحة في الدولة وربما في شبه الجزيرة العربية”. كما عثر فريق الهيئة على أكثر من 18.000 طائر فلامنجو في مناطق المد والجزر وفي المناطق الواقعة بين المصفح وبو السياييف، ويعتبر هذا العدد هو اكبر عدد يسجل إلى الآن لطيور الفلامنجو.

وأكد د. سالم جاويد ، نائب مدير قسم المحافظة على الطيور على أهمية مناطق المد والجزر والمستنقعات المالحة والمناطق الواقعة إلى الغرب من قناة المصفح التي تعتبر من المناطق الهامة للفنلامنجو والطيور البحرية. مشيرا إلى أن أهمية مواقع التكاثر التي تم اكتشافها حديثا كانت من بين المواقع التي حددتها الهيئة ضمن المواقع الهامة لتكاثر الطيور بناءا على المعلومات التي تم جمعها من خلال مشروع تعقب طيور الفلامنجو بواسطة الأقمار الصناعية الذي بدأت الهيئة تنفيذه في عام 2005 للتعرف على مسار هجرتها  وخصائصها البيولوجية وعاداتها في التغذية والتكاثر.

وأشار د. سالم إلى أن الهيئة تعمل حاليا مع مجلس التخطيط العمراني لتحديد ملامح المناطق الساحلية المخصصة للحماية داخل العاصمة أبوظبي. فنجاح تكاثر الفلامنجو يؤكد الحاجة الملحة لحماية هذه المناطق، نظرا لسرعة وتيرة التنمية على طول المناطق الساحلية في أبو ظبي خاصة في المنطقة الساحلية القريبة من مدينة المصفح.

وقال “نظرا لأهمية المنطقة لتكاثر الفلامنجو ووجود أكثر من 18.000 طائر فلامنجو في هذه المنطقة، فقد قدمت الهيئة مقترحا لإعلان المستعمرة الجديدة المكتشفة لتكون محمية الفلامنجو داخل محمية بو السياييف، مشيرا إلى أنه ومنذ اكتشاف المستعمرة الجديدة، تقوم الهيئة بشكل دوري برصد أعداد الفلامنجو في المنطقة، والتي بقيت مرتفعة بمعدل 10000 طائر خلال فترة الصيف.

معلومات إضافية عن الفلامنجو
1-    طائر الفلامنجو الكبير (Phoenicopterus roseus) هو من الأنواع التي تنشر بشكل كبير من حوض البحر المتوسط غربا إلى سريلانكا في الشمال إلى جنوب إفريقيا في الجنوب.

2-    يمكن مشاهدة  الفلامنجو الكبير بشكل ملحوظ على ضفاف البحيرات الطبيعية الكبيرة القلوية أو المالحة ومصبات الأنهار، كذلك في المياه العذبة والمالحة للأراضي الرطبة الاصطناعية، وحتى على مقربة من المستوطنات أو الأنشطة البشرية، مثل الطرق السريعة والضواحي والمناطق الصناعية والأغوار المالحة وأحواض المجاري والبرك ومستنقعات الصيد أو حقول الأرز.

3-    الفلامنجو الكبير هو من أنواع الرئيسية في جهود المحافظة التنوع الحيوي للطيور في دولة الإمارات، ولقد نجح بالتكاثر للمرة الأولى في محمية الوثبة في أبوظبي في عام 98-1999.

4-    الفلامنجو الكبير هو من الطيور الزائرة الشائعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمكن مشاهدته على مدار العام في البحيرات والسهول الطينية الساحلية.

5-    الفلامنجو الكبير يعشش على الجزر أو في الموائل الساحلية ويضع بيضة واحدة.

ابوظبي: عماد سعد

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا