يعتبر التدريب الفني موضوعًا أساسيًا من موضوعات الإدارة نظرًا لما له من ارتباط مباشر بالطاقة الإنتاجية وتنمية الموارد البشرية. وقد أصبح التدريب يحتل مكانة الصدارة في أولويات التنمية المستدامة بدولة الإمارات وفي عدد كبير من دول العالم، المتقدمة منها والنامية على حد سواء، باعتباره أحد السبل المهمة لتكوين جهاز إداري وفني كفؤ يتحمل أعباء التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول.

جاء ذلك في كلمة لسعادة جمعة سعيد حارب وكيل قطاع الزراعة خلال افتتاحه الدورة التدريبية الأولى لموسم الزراعي 2009 – 2010 للمهندسين والمرشدين الزراعيين صباح يوم الاثنين 28/9/2009 في فندق روتانا العين بمشاركة عدد كبير من المهندسين الزراعيين والمرشدين العاملين في قطاع الزراعة والتي تستمر لثلاث أيام يغطي فيها البرنامج كل من العين وابوظبي والمنطقة الغربية.

وأضاف إننا في قطاع الزراعة نعمل على تنمية مواردنا البشرية الوطنية وزيادة المعرفة والمهارات والقدرات الفنية للقوى العاملة لتكون قادرة على العمل بامتياز في جميع الظروف والمجالات وفق احتياجات المجتمع الزراعي في إمارة أبوظبي، والتي يتم انتقاؤها واختيارها بعناية بغية رفع مستوى الكفاءة الإنتاجية لأقصى حد ممكن. وذلك من خلال المشاركة في البرنامج التدريبي للمهندسين والمرشدين الزراعيين العاملين في قطاع الزراعة. والذي يبدأ اليوم بمشاركة نخبة من الدكاترة والاختصاصيين العاملين في الحقل الزراعي على مستوى الدولة. متمنين للجميع الفائدة المرجوة. فالتدريب الإداري يهدف إلى تزويد المتدربين بالمعلومات والمهارات والأساليب المختلفة المتجددة عن طبيعة أعمالهم الموكولة لهم وتحسين وتطوير مهاراتهم وقدراتهم، ومحاولة تغيير سلوكهم واتجاهاتهم بشكل إيجابي، وبالتالي رفع مستوى الأداء والكفاءة الإنتاجية.

الجلسة العلمية الأولى:
بدأت الجلسة العلمية الأولى بمحاضرة حول التسميد العضوي وطرق المكافحة الحيوية قدمها الدكتور محمد علي البدوي، مدير مصنع الإمارات للأسمدة البيولوجية. عرض فيها لخصوبة التربة وخصائصها في المزارع العضوية وكيفية تقدير الاحتياجات الغذائية، وتحسين خصوبتها وما هي المواد العضوية المسموح باستخدامها في أسلوب الزراعة العضوية والإضافات المعدنية الطبيعية التي يمكن إضافتها للتربة الزراعية. كما تناول الدكتور بدوي الزراعة المستدامة التي تتم على أساس استغلال التربة مع المحافظة على المصادر الأرضية والمائية من التدهور لتفي بمتطلبات الأجيال القادمة – مع المحافظة على البيئة. وركز على الأهمية الاقتصادية والبيئية للزراعة العضوية.

وأضاف الدكتور بدوي بأن الزراعة في دولة الإمارات العربية والمناطق المماثلة تواجه بعض التحديات والمشاكل مثل: ندرة مياه الري وتدهور درجتها (ملوحة). ملوحة التربة. وبناء ارضي مفكك (أراضى رملية). والانخفاض الشديد لمحتوي التربة من المادة العضوية.

هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى: ضعف خصوبة التربة. وعدم تيسر العناصر السمادية للنبات. وضعف قدرة التربة علي مسك المياه والعناصر السمادية. وانجراف التربة بالرياح. وقلة النشاط البيولوجي للتربة وضعف إنتاجيتها مما يستدعي إتباع أسلوب الزراعة العضوية والتسميد العضوي للتربة في دولة الإمارات.0

وفي المحاضرة الثانية قدم الدكتور محمد أحمد الذيب أستاذ علم الحشرات والسموم البيئية من كلية العلوم في جامعة الإمارات العربية المتحدة حول ضرورة المكافحة المتكاملة في دولة الإمارات عرض فيها لأهمية المكافحة المتكاملة نظراً إلى خصائص النظام البيئي الصحراوي بالإمارات وانخفاض التنوع الحيوي وهشاشة التوازن القائم فيه. بالتالي فهو نظام سريع التخرب وبطيء في التعافي والعودة إلى حالة التوازن الطبيعي. لذا فإن استخدام أية مبيدات كيماوية يجب أن يكون بشكل دقيق جداً في مثل هذا النظام البيئي. ومن هنا فإن إتباع المكافحة المتكاملة للحشرات يأتي كضرورة تفرضها خصائص النظام البيئي الصحراوي من جهة بالإضافة إلى الفوائد الأخرى التي تحققها المكافحة المتكاملة من جهة أخرى.

كما تناول الدكتور الذيب أهمية المكافحة الحيوية والأسس التي تعتمد عليها من حيث رصد المزروعات وتحديد مجموعات الآفات الضارة والأعداء الحيوية، وتطبيق مفهوم العتبة الاقتصادية أو الحد الاقتصادي الحرج وهو يدل على مستوى أضرار الآفة الذي يصبح عنده التدخل ضرورياً لوقاية النبات من خطر الآفات التي تهدده

الجلسة العلمية الثانية:
في الجلسة العلمية الثانية قدم الدكتور أحمد حسين السعود أخصائي حشرات في محطة التجارب والأبحاث الزراعية في قطاع الزراعة محاضرة بعنوان دور المكافحة الزراعية والميكانيكية في الحد من الآفات التي تصيب أشجار النخيل، عرض خلالها كافة العمليات الزراعية الفنية التي من شأنها تقليل أضرار الآفات التي تصيب شجرة نخيل التمر. من حيث تحضير الأرض للزراعة وتخطيط الأرض واستخدام الأسمدة العضوية وزراعة الفسائل الخالية من الآفات والتقليم السنوي لأشجار النخيل والتكريب وفصل الفسائل الزائدة والرواكيب عن الأمهات والمحافظة على نظافة رأس النخلة وخف الثمار والعذوق والتحدير أو التقويس والتدلية والتخلص من الحشائش والأعشاب التي تنمو حول أشجار النخيل والنظافة البستانية وتغطية أماكن قطع السعف وفصل الفسائل والرواكيب عن الأم والري والتسميد وعدم زراعة المحاصيل والخضار بالقرب من أشجار النخيل وحولها والتخلص من الأجزاء النباتية المصابة بالآفات وعدم قطع السعف الأخضر إلا للضرورة وتكييس العذوق والفحص الدوري للأشجار المزروعة وتغطية جذور النخيل وجمع الثمار المتساقطة والتخلص منها وجمع التمور في موعدها المحدد.

بعد ذلك قدم المهندس عبد العزيز عواجة أخصائي كيميائي في مختبر التربة والمياه في السلامات بالعين محاضرة حول أهمية العناصر الغذائية ومظاهر نقص العناصر على النبات، عرض خلالها أنواع العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات ودور كل عنصر في عملية النمو والبناء بالإضافة إلى الاختلال والأضرار الناتجة عن عملية نقص العناصر الغذائية في النبات وتأثير محتوى الأسمدة الكيميائية والإسراف في استخدامها على التربة والنبات وصحة الإنسان، وما هي أعراض نقص العناصر الغذائية على النبات وطرق تشخيص نقص العناصر

وفي معرض حديثه علق الدكتور إسماعيل الحوسني خبير الإرشاد في قطاع الزراعة والمشرف على تنفيذ الدورة بأن هذا البرنامج التدريبي يأتي في إطار لجنة تطوير العمل الإرشادي بقطاع الزراعة وهو خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل بناء المهندس المرشد الزراعي الإنسان القادر على متابعة مستجدات العلم والمعرفة في مجال اختصاصه عبر نقل المعرفة وتوطينها وفق أفضل الطرق وبمشاركة فاعلة من مختلف جهات الاختصاص الزراعي في القطاع الحكومي والقطاع الخاص ومؤسسات التعليم العالي كجامعة الإمارات العربية المتحدة.

ابوظبي: عمـاد سـعد

4 التعليقات

  1. السلام عليكم

    هل يمكن تزويدي بالمادة العلمية عن برنامج التدريب المدكور
    وشكرا

  2. شكرا لكم
    ارجو ارسال نسخة من التاثيرات المناخية وعلاقتها بالمكافحة المتكاملة للافات

    كما ارجو ان اساهم ببعض الوقت مجانا فى اعطاء محاضؤات عن التنوع البيولوجى للافات الزراعية اوعدائها الحيوية

    كما ارجو فى حالة وجود مؤتمرات متخصصة فى مكافحة الافات ابلاغى بها

    لكم منى كل الشكر والاحترام وكل عام وانتم بخير

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا