تشهد مدينة الرياض بناء أول مجمع سكني في العالم حائز على شهادة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED for Homes)، التي يمنحها مجلس البناء الأخضر الأميركي خارج الولايات المتحدة.

إنه مجمّع مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (KAPSARC) الذي تطوره شركة أرامكو السعودية، ويعتبر معلماً ريادياً لحركة البناء المستدام التي تشهد إقبالاً متنامياً في البلاد.

والمركز مؤسسة بحثية مكرسة لدراسة الطاقة بجميع أنواعها ومصادرها، وما يتعلق بها من اقتصادات وسياسات وتكنولوجيات بيئية.

وسيكون المجمَّع السكني الفسيح العصري مخصصاً لموظفي المركز وأسرهم. وهو يضم 191 فيلا، إضافة إلى قاعات اجتماعات ومركز معلومات وأربعة أبنية للمرافق العامة وأماكن مشتركة، منها مكتبة وقاعة طعام ومركز ترفيه وبركة سباحة ومسجد وسوبرماركت.

كما يشتمل الموقع، الذي تبلغ مساحته 200 هكتار، على حقل للخلايا الشمسية، وأحواض لاحتجاز مياه الصرف وتنقيتها بيولوجياً، ما يعزز مكانته الوظيفية والجمالية والبيئية.

عندما بدأ المشروع، لم تكن شهادة «LEED للمنازل» تمنح خارج الولايات المتحدة. وقد عمل معماريو المركز وشركة HOK الأميركية للتصميم ومجلس البناء الأخضر في الولايات المتحدة طوال سنوات عدة لوضع برنامج تجريبي للمشروع. وكان المركز أول المشاركين في البرنامج.

يؤكد روجر شوير، كبير المصممين المعماريين في شركة HOK، على أن فوائد المجمَّع السكني تتجاوز المقيمين فيه، مضيفاً: «أرامكو السعودية، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، تهتم كمؤسسة بالذهاب أبعد من صناعة النفط، وريادة فرص عمل جديدة في المملكة. إن التصميم والإنشاء المستدامين هما صناعة رئيسية مستهدفة في هذا العصر».

ويمنح مجلس البناء الأخضر في الولايات المتحدة شهادة LEED للمنازل التي تملك مزايا مستدامة وصحية في التصميم والإنشاء والتشغيل، وتولي اعتباراً كبيراً للبيئة وصحة الإنسان وراحته وحماية الأنواع الحية.

تضمن متطلبات LEED جواً صحياً للمعيشة وبيئة نظيفة داخل المنازل، وذلك بالتخلي عن استعمال عناصر تنفث مواد مؤذية فيها. وهي تشجع على استعمال منتجات ومواد وتقنيات وتصاميم مستدامة وتدوم طويلاً، بالتركيز على موارد متجددة أثناء مرحلة التصميم. وتقدم حلولاً مبدعة لتخفيض كلفة إنشاء المنازل وصيانتها.

وتتضح فوائد استرداد الاستثمار على المدى الطويل في تخفيض استهلاك الطاقة.

وإضافة إلى ذلك، تستخدم في هذه المنازل مواد منتجة محلياً وصديقة للبيئة، ومصابيح اقتصادية، وأجهزة Energy Star الكفوءة في استهلاك الطاقة، وصنابير وأدوات صحية مقتصدة بالمياه، ما يضمن مساكن عالية الجودة وخدمة طويلة الأمد.

الاقتصاد بالطاقة ميزة رئيسية للمساكن الحاصلة على هذه الشهادة. ويتمتع المجمَّع السكني لمركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية بقدرة طاقوية شمسية كبيرة، وتصميم متقدم لنظم ومكونات الأبنية الكفوءة طاقوياً.

وقد حققت فيلات المجمَّع كفاءة أعلى 60 إلى 70 في المئة من معظم المنازل الحالية في الولايات المتحدة، وفق اعتماد مؤشر «نظام تصنيف الطاقة المنزلية» (HERS).

ويشمل هذا المؤشر متغيرات عدة، منها غلاف المنزل العازل، وكفاءة نظام التدفئة والتهوئة والتبريد، ونظام تسخين المياه، وسواها.

 

الحياة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا