شهدت العاصمة الإماراتية أبو ظبي فعاليات ورشة العمل الإعلامية حول التغطية الإعلامية للآثار الإنسانية المترتبة على تغير المناخ في يومي 18 و19 أكتوبر الجاري. تناولت  الورشة الآثار الإنسانية المترتبة على الكوارث والتي يعود سببها إلى التغير المناخي، كما ركّزت الورشة على الدور الرئيسي الذي يمكن لوسائل الإعلام أن تقوم به لحشد الجهود وتعزيز التوعية حول هذه الكوارث، والمساهمة في دعم جهود الإغاثة حول العالم.

وقد تم تنظيم هذه الورشة التي حملت عنوان “التغطية الإعلامية للآثار الإنسانية المترتبة على تغير المناخ” من قبل مكتب تنسيق المساعدات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، حضرها ممثلو وسائل الإعلام المحلية والمتخصصون الإعلاميون من المنظمات المانحة في الإمارات. وقد شارك الحاضرون في سلسلة من حلقات النقاش التي ساهمت في تحديد مفهوم ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي وسلطت الضوء على الآثار الإنسانية الناتجة عنها كالهجرة والمشاكل المرتبطة بها كنقص الموارد والنزاعات الناجمة عنها.

وقد هدفت الورشة إلى تعزيز جهود التنسيق بين المنظمات المانحة ووسائل الإعلام أثناء الكوارث، وذلك من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من جهود الإغاثة للمجتمعات المنكوبة. وقد تحدث في ورشة العمل كل من: أوبينا انياديك، رئيس التحرير في شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، وتنزيد عالم، مدير التغير المناخي في الإمارات ممثلاً عن الصندوق العالمي للحياة البرية، وناديا إيفانز، موظفة العلاقات الخارجية، ممثلة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وديفيد غوف، مدير وحدة الأفلام في شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، وفراس كيال، موظف العلاقات الخارجية، ممثلاً عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وقد أدار ورشة العمل خالد خليفة، مدير المكتب الإقليمي لشبكة الأنباء الإنسانية في دبي.

وفي تعليق له بهذه المناسبة، أكد هزاع محمد فلاح القحطاني، المدير العام لمكتب تنسيق المساعدات الخارجية، الذي افتتح ورشة العمل أهمية هذه الفعالية بالنسبة لوسائل الإعلام المحلية والمنظمات المانحة في الإمارات نظراً لازدياد وتيرة النداءات العاجلة الموجهة لقطاع المساعدات الإنسانية في الدولة من أجل الاستجابة للحالات الطارئة الناجمة عن الكوارث الطبيعية التي تزايد عددها بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، حيث قال: “تعتبر تغطية الوكالات الناشطة في المجالين البيئي والإنساني مجالاً جديداً نسبياً توجد فيه تحديات وله متطلبات خاصة. ولقد قمنا بتنظيم ورشة العمل الحالية بالتعاون الوثيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشبكة الأنباء الإنسانية لتزويد وسائل الإعلام بالأدوات التي ربما يحتاجون إليها في تغطيتهم للكوارث والأزمات الإنسانية والبيئية بطريقة تدعم جهود الإغاثة وتقديم المعونات”.

وقال أوبينا انياديك: “كانت ورشة العمل في غاية الأهمية، حيث أتاحت لنا فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والمعلومات مع الإعلاميين في الإمارات حول قضايا مهمة مثل التغير المناخي”. وخلال العرض التوضيحي الذي قدمه، أوضح تنزيد عالم من الصندوق العالمي للحياة البرية كيفية مساهمة الإنسان في هذه الظاهرة بشكل مباشر، وسلط الضوء على تأثيرها السلبي على الماء والأنظمة الاقتصادية والغذاء والصحة من منظور شرق أوسطي. حيث قال: “تقع مسؤولية إيجاد حل للمشكلات الناجمة عن الاحتباس الحراري على كافة المجتمع. وتلعب وسائل الإعلام، لاسيما المهمة منها، دوراً جوهرياً جداً لاسيما وأنها تمتلك الأدوات والوسائل الفاعلة لتعزيز الوعي وتشجيع المحادثات وتحفيز التعاون بين الحكومة والشركات التجارية لإيجاد الحلول وتعميمها وتسليط الضوء عليها”.

ومن جهتها، ركزت ناديا إيفانز من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، على المخاطر المترتبة على التغير المناخي لاسيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لكونها إحدى أكثر المناطق الشحيحة بالماء في العالم. حيث قالت: “في الفترة ما بين عام 2000 و2009، خلفت الكوارث الطبيعية أكثر من 120 ألف قتيل وألحقت أضراراً بأكثر من 70 مليون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد ألحق نقص المياه وحالات الجفاف المتكررة أضراراً بأكثر من 50 مليون شخص في المنطقة لوحدها”. كما أكدت إيفانز أن المناطق المضطربة في الشرق الأوسط، والحالات الطارئة المترتبة على التغير المناخي الناتجة عن حالات الجفاف المتكررة والتصحر ونقص الغذاء والفيضانات (حيث أن بلداناً مثل مصر واليمن من أكثر البلدان عرضة لمثل هذه الكوارث) يمكن أن تزداد سوءاً وتتسبب في إحداث توتر في المنطقة بشكل عام نظراً لهجرة المنكوبين والتنافس على المصادر التي تعتبر شحيحة بالأصل. وأشارت حلقة النقاش التفاعلية أيضاً إلى أن الحلول تكمن في الجهود المشتركة النابعة عن التعاون بين الحكومات المحلية والمجتمعات الإنسانية والمنظمات الدولية ومنظمات الإغاثة، وفي قيام وسائل الإعلام بتعزيز الوعي بالحالات الطارئة وتقييم النواقص والتحضير المسبق لحالات الطوارئ.

يذكر أن مكتب تنسيق المساعدات الخارجية للدولة تم تأسيسه بتوجيه من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ورعاية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي بهدف دعم وتنسيق جهود المنظمات المانحة الإماراتية التي تقدم المساعدة للأنشطة الإنسانية ومعونات الإغاثة إلى مختلف أنحاء العالم.

عماد سعد

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا