يسعى جامعيون أردنيون لتخضير أسطح المنازل في العاصمة عمّان والمدن الأخرى، وتحويل الأماكن الفارغة والقابلة للزراعة إلى حدائق متكاملة للترفيه والزراعة وحفلات الشواء وتوفير الطاقة ومقاومة التلوث.

ومن أجل هذه الغاية أسسوا شركة “إستر”، وهي الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تهتم بتجميل وزراعة أسطح المنازل بالزهور والخضراوات وحتى الأشجار المثمرة، وحصلوا على المرتبة الثانية بين 500 شركة عربية وعالمية تهتم بالبيئة شاركت في مؤتمر الريادة الذي استضافته مدينة مراكش المغربية مؤخرا.

ووفق ما قاله المدير التنفيذي للمشروع كمال جمال الحمود، فهم مجموعة من الشباب بحثوا في المشاكل التي تواجه المجتمع الأردني فاكتشفوا قلة المساحات الخضراء القابلة للزراعة، ومن هنا جاءت فكرة زراعة أسطح المنازل وأي مكان غير مستغل وتحويلها إلى حديقة خضراء صديقة للبيئة.

ويضم الفريق كلا من عبد الرحمن أبو رومي ومحمد نبهان وروان عبد النبي، إضافة إلى مهندستين زراعيتين تعملان كموظفتين هما مديحة أبو الفيلات وربى غنام.

وأوضح الحمود للجزيرة نت أن الفريق خضع لدورة تدريبية في مؤسسة “إنجاز” بعنوان “برنامج تأسيس الشركة” المدعوم من وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية، لصقل خبراتهم وتوجيهها الوجهة الصحيحة نظريا وعمليا وبدؤوا بدراسة السوق والمشاكل الخاصة بعزل أسطح المنازل.

14 مشروعا
وأضاف الحمود أن الفريق ابتكر بالجهود الذاتية طريقة عزل جديدة ومكفولة لضمان عدم انتشار الرطوبة، مؤكدا أنهم لم يتلقوا أي شكوى حتى اللحظة من 14 مشروعا نفذت في مدينتي السلط وعمّان خلال العامين الماضيين.

ولفت إلى أن الفريق ينفذ مشروعا واحدا شهريا بسبب الدراسات التي تسبق عملية تخضير الأسطح التي تشمل حديقة متكاملة تحوي جلسات مريحة ونظام إضاءة بالطاقة الشمسية وشلالات مياه ومكانا للشواء وأحواضا زراعية مكسوة بالعشب الطبيعي ومزينة بالزهور والأشجار المثمرة.

وحسب الحمود المتخصص في علم الحاسوب، هناك -إلى جانب الناحية الجمالية- جوانب اجتماعية، إذ قد تتعارف العائلات التي تسكن بناية واحدة في حديقة مشتركة، وكما هو معروف فإن العاصمة عمّان تكتظ بالسكان الذين لا يعرفون بعضهم وقد لا يتزاورون حتى في المناسبات الدينية أو الاجتماعية، وحيث “الجار لا يعرف جاره”.

مشاكل وعقبات
وحول المشاكل التي واجهت الفريق، أوضح الحمود أن أبرز العقبات كانت كيفية إقناع سكان عمارة ما بالاشتراك في حديقة مشتركة على اعتبار أن أسطح البناية ملك للجميع، إضافة إلى التخوف من الرطوبة وخاصة للقاطنين في الطابق الأخير.

وقال إن الحديقة المقترحة ليست فقط لزراعة الزهور، وإنما لها فوائد كثيرة منها الناحية الجمالية وعزل البناية وتقليل صرف الطاقة صيفا وشتاء وتنقية الهواء في المدينة بمكافحة التلوث، كما يمكن أن تحقق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات وتكون مكانا آمنا للأطفال وتربية الحيوانات الأليفة.

وحول التكلفة أوضح أن مشروعا معياريا مساحته خمسون مترا مربعا تصل تكلفته إلى 2500 دينار (نحو 3600 دولار)، مضيفا أنهم يتطلعون إلى أردن أخضر ويتوسعون للوطن العربي والشرق الأوسط، وأنهم خلال فترة عملهم القصيرة امتلكوا خبرات علمية وعملية تؤهلهم للقيام بهذا الدور إذا توفر الدعم المالي، حسب قوله.

وحول مشاريع المستقبل، قال الحمود إن أمانة عمّان الكبرى تطور منطقة القلعة الأثرية المشرفة على المدرج الروماني ووسط العاصمة ويؤمها آلاف السياح الأجانب، وقد عرضوا تخضير المنطقة بالكامل وأجروا دراسات أولية، لكن الأمانة وجدت أن التكاليف عالية لا تستطيع في المرحلة الحالية توفيرها.

بدورها قالت عضوة الفريق روان عبد الله عبد النبي -التي تدرس إدارة الأعمال في الجامعة الأردنية- إنها تعد تصاميم مقترحة للمشروع بعد زيارات ميدانية للموقع، وتعرضها على صاحب المشروع لاختيار ما يراه مناسبا تمهيدا للبدء في التنفيذ، مشيرة إلى أنها انضمت إلى الفريق لتحقيق الاعتماد على الذات والاستقلال ماديا وخدمة المجتمع.

وأضافت أنها اطلعت على تجارب كثيرة في مجال تصميم الحدائق بخاصة ومن هنا امتلكت الخبرة المناسبة، معتبرة أن العمل التطوعي عمل جميل يولد لدى الإنسان الاستقلالية وحب الحياة ومساعدة الآخرين، مؤكدة أنها كفتاة لم تجد عوائق أو صعوبات في ممارسة مهمتها أو رغبتها، على حد قولها.

حل بديل
من ناحيته أوضح مدير برنامج الريادة والتوظيف في مؤسسة “إنجاز” عمر ماجد النمري أن المؤسسة ومنذ 15 عاما سعت لتمكين الشباب الأردني وبناء مهاراتهم وقدراتهم الريادية لمواجهة تحدي البطالة، وقال إن البرنامج المدعوم من وزارة التخطيط والتعاون الدولي يسعى لتعزيز مفهوم ريادة الأعمال والابتكار كحل بديل عن الوظائف التقليدية.

ويهدف البرنامج الذي يطبق في جامعات وكليات المملكة إلى تزويد الشباب الجامعي بالخبرة العملية والتدريب للبدء بمشروع ربحي حقيقي كبديل للبحث عن وظيفة وإمكانية إنشاء مؤسساتهم الجديدة والمستدامة.

كما يقدم البرنامج -وفقا للنمري- فرصة للطلبة لعرض شركاتهم الطلابية أمام شخصيات رئيسية وفاعلة من القطاع الخاص في مسابقات محلية وإقليمية كداعمين أو شركاء أو مستثمرين محتملين، بمشاركة أكثر من مائة متطوع سنويا من ذوي الخبرة والكفاءة في القطاعين العام والخاص.

 

 

الجزيرة

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا