لقي 31 شخصا حتفهم عندما اجتاحت السيول شمال غرب تركيا ومدينة اسطنبول وأغرقت منازل وحولت الطرق السريعة الى أنهار سريعة التدفق وأغرقت سبع نساء في حافلة صغيرة كانت تقلهن الى عملهن يوم الاربعاء.
وقال رئيس الوزراء طيب أردوغان مساء يوم الاربعاء ان 26 شخصا لقوا حتفهم في اسطنبول أكبر مدن تركيا بعد يومين من أكثر الامطار غزارة في 80 عاما والتي ادت الى تكون سيول حاصرت المناطق المنخفضة.

وتوفى خمسة آخرون في سراي غربي اسطنبول جميعهم من أُسرة واحدة.

وفي اسطنبول وضع عمال الانقاذ الذين استقل بعضهم زوارق ألواحا خشبية وسلالم لمساعدة سائقي السيارات والشاحنات الذين تقطعت بهم السبل وسط المياه على الوصول بسلام الى جسور وأراض مرتفعة.

ووقعت أسوأ موجات الفيضانات في المناطق المنخفضة في غرب المدينة على الجانب الاوروبي حيث تسوء حالة الصرف.

وبدأت المياه تنحسر في ساعة متأخرة من مساء اليوم الاربعاء مما كشف عن المباني التي اضيرت والانقاض المبعثرة في انحاء الشوارع فيما بدأ السكان المنكوبون عملية ازالة الانقاض.

وقال وزير الداخلية بشير أتالاي ان عدد الوفيات يمكن ان يرتفع مع الانحسار المستمر لمياه السيول.

وقال شهود عيان ان موجات من المياه الموحلة تحمل سيارات وأشجار وحطام اصطدمت بمنازل ومبان يوم الاربعاء حيث قام السكان لتناول السحور.

وقال نوري بيتكن (42 عاما) الحارس الليلي في مرآب للشاحنات “سمعنا صوت تصادم ثم رأينا المياه تنزل الينا حاملة السيارات والحطام.”

وقال بيتكن لرويترز “حاولنا إيقاظ النائمين في الشاحنات لكن بعضهم لم يفلت من الموت. واحتجنا الى قوارب لاستعادة جثث القتلى.”

وعرضت قناة (سي.ان.ان) التركية التلفزيونية لقطات لجثث أشخاص عثر عليهم في حي هالكالي الغربي قرب مطار أتاتورك الدولي ملفوفة بأغطية بيضاء. وأشار مسؤولون بالمطار الى أن الرحلات الجوية لم تتعطل.

وقال كامل جوسكون لتلفزيون رويترز في منطقة ايكيتللي “حوصر صديقي في الشاحنة بعد أن ارتفعت المياه فجأة. وتعطلت الشاحنة بعد أن امتلات بالمياه. وانقذناه باستخدام ونش.”

وصرح معمر جولر رئيس بلدية اسطنبول في مؤتمر صحفي بأن 23 شخصا على الاقل لقوا حتفهم خلال يومين. وما زال هناك ثمانية مفقودين.

ولم تتأثر منطقة السلطان أحمد الاثرية في اسطنبول التي تشتهر بمساجدها وقصورها كما لم تتأثر منطقة بي اوغلو ذات الشوارع الضيقة.

وفي منطقة ايكتيللي التجارية تزاحم السكان للبحث على أدوات مكتبية بين الحطام. وفي مناطق أخرى من المدينة خاض السكان في المياه الموحلة على الطريق السريع بعد أن وصل مستوى الماء الى صدورهم.

وذكرت وكالة الاناضول للانباء نقلا عن علي ارلات نائب المدير العام لشركة أكزا سيجورتا للتأمين أن الخسائر جراء الفيضانات قد تصل الى 70 أو 80 مليون دولار.

وقال علي ارديم كبير المحللين في هيئة الارصاد الجوية باسطنبول لرويترز ان الامطار التي هطلت أمس الثلاثاء كانت أغزر أمطار تهطل على المدينة خلال الثمانين عاما الماضية.

ومن المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى المدينة يوم الأربعاء.

وذكرت وكالة الاناضول للانباء أنه عثر على جثث سبع نساء في حي للطبقة العاملة في اسطنبول يوم الاربعاء بعد أن غرقت بهن حافلة صغيرة كانت تقلهن الى عملهن بمصنع للمنسوجات.

وتقع اسطنبول على جانبي مضيق البوسفور الذي يفصل بين أوروبا وآسيا وهو واحد من أنشط الممرات البحرية في العالم حيث تعبر منه سفن الشحن وناقلات النفط التي تمر بين البحر الاسود والبحر المتوسط.

وفي أماكن أخرى بشمال غرب تركيا انهار جسران على الطريق السريع الذي يربط بين باجيكوي وساراي.

وانشغلت السلطات في اسطنبول بوضع خطط الاستعداد للزلازل حيث ترقد المدينة فوق صدع أرضي كبير. ولقي 18 ألف شخص حتفهم في زلزال ضرب شمال غرب تركيا عام 1999.

رويترز

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا