تعد اللحوم المصنعة من أكثر المأكولات المفضلة لدى الكبار والصغار مثل: اللانشون والهوت دوج والسالامي والناجتس، فعندما يشعر الطفل بالجوع تقوم الأم بتحضير بعض الناجتس أو سندوتشات اللانشون السريعة، ظنا منها أنه كونه لحم فهو بروتين مفيد يوفر العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل، ولكن أولا يجب معرفة ما هي اللحوم المصنعة؟ ومما تتكون؟ وكيف تتم معالجتها؟

فماذا تعني مقولة “تمت معالجة هذه اللحوم”؟

وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO، تخضع اللحوم المصنعة لمعالجة مثل: طحن وخلط، ومعالجة الحرارية، وتجفيف، إلخ، وكذلك المعالجة بالمواد الكيميائية “التمليح، والمعالجة بالنايتريت، إلخ” لتحسين الذوق، والملمس، ومدة الصلاحية، وهذه اللحوم تشمل كل من: اللانشون والهوت دوج والسالامي والناجتس والبسطرمة، والهمبرجر.

وهناك أنواع من اللحوم المصنعة، وقد قسمتهم المنظمة، إلى ست فئات واسعة وفقا لتكنولوجيا المعالجة التي يتم استخدامها، ولكن إذا كنت تبحث عن كثب في الفئات، فمن الواضح أن بعض اللحوم قد تمت معالجتها أكثر من غيرها، فعلى سبيل المثال:
“السجق” والذي يقع في فئة “اللحوم المصنعة الطازجة”، يظل طازجا خلال عملية المعالجة، أما الهوت دوج فهو يخضع لمعالجة أكثر من السجق، حيث يتعرض للمعالجة الحرارية التي تعطيه الملمس المرن.

لماذا تعد اللحوم المصنعة كارثة صحية؟

وبعيدا عن فكرة زيادة الوزن، قالت الدكتورة تغريد خفاجي إن اللحوم المصنعة تكون مجهولة المصدر والهوية، بالإضافة إلى المواد الصناعية التي تضاف عليها، لذلك ينصح بضرورة تجنب هذه النوعية من الأطعمة، ويفضل تناول اللحوم المصنعة من الدجاج أو الديك الرومي، لأن اللحوم البيضاء تكون أقل عرضة للتلاعب بها والمعالجة.

وتحذر الدكتورة تغريد من وجود اللحوم المصنعة بالمنزل بكثرة، لأنها غير مفيدة فضلا عن أضرارها، كما توصي أنه من الأفضل عدم تناول اللحوم بصفة عامة من المطاعم، واستبدالها بالدجاج لأنه مضمون إلى حد ما عن اللحوم الحمراء.

تحتوي اللحوم المصنعة على:

النايتريت: وهي مادة تضاف لإعطاء النكهة والحفاظ على اللون الوردي، وإطالة مدة صلاحية الطعام، وقد أوضحت بعض الدراسات أن هناك علاقة بين مستويات النايتريت في الدم، واضطراب بطانة الأوعية الدموية، وضعف الاستجابة للأنسولين، أيضا النايتريت يمكنه أن يتحول إلى مواد مسرطنة.

ملح “الصوديوم”: يضاف إلى اللحوم كمادة حافظة ومحسن نكهة قوي، ويرتبط ارتفاع كمية الصوديوم في الدم بارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

دراسات وتوصيات
ووفقا لدراسة نشرت بصحيفة “ديلي ميل” تضمنت 3 آلاف امرأة أن اللحوم الحمراء، على حد سواء غير المجهزة والمصنعة، تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى الخُمس، وكذلك القصور في وظائف القلب عندما يكون القلب أضعف من أن يعمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ضيق في التنفس أو ألالام أو الموت المفاجئ.

ووجدت الدراسة أن من يأكلون لحوم مصنعة بمعدل 75 جراما (قطعتين هوت دوج أو4 شرائح باكون) يوميا تصل نسبة إصابتهم بقصور بوظائف القلب إلى 24% أكثر من الذين يأكلونها على فترات متباعدة، وأوصت الحكومة البريطانية بعدم تناول ما لا يزيد عن 70 جراما من اللحوم الحمراء أو المصنعة في اليوم، وقال المتحدث باسم الحكومة إنه يجب على من يتناولون الكثير من اللحوم الحمراء والمصنعة النظر في خفض الكمية التي يتناولونها.

وقالت الدكتورة راشيل ثومبسون من الصندوق العالمي لأبحاث السرطان، إن البحث الذي نشر في عام 2007 وتم تأكيده في عام 2011، ظهرت به أدلة قوية على أن تناول اللحوم المصنعة مثل النقانق والسلامي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

وعلى الرغم من المخاوف بشأن اللحوم والسرطان، فقد صرح مجلس السرطان بأن اللحوم الحمراء الخالية من الدهون مصدر هام للحديد الغذائي والزنك وفيتامين B12 والبروتين، وأوصي مجلس السرطان بالاستهلاك المعتدل من اللحوم الحمراء الخالية من الدهون غير المصنعة.

وأوصى أيضا بتناول كميات معتدلة من اللحوم الحمراء المطبوخة تتراوح بين 65-100 جرام، 3-4 مرات في الأسبوع؛ بالاضافة الى الحد من أو تجنب اللحوم المصنعة مثل النقانق، والسلامي، واللانشون والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والملح، والحرص على تناول المزيد من الأسماك والكثير من الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضار والحبوب الكاملة.

دوت مصر

 

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا