يحظى حليب النوق بشعبية في كثير من المجتمعات العربية، إذ يعتقد الكثيرون أن له فوائد صحية تشمل تقوية الجسم على الصعيد العام، وتحسين قدرة الرجل الجنسية بصفة خاصة، فهل هناك أدلة علمية تدعم هذه الافتراضات؟

لا يمكن فصل القناعات المجتمعية في عالمنا العربي بخصوص حليب النوق عن المكانة التي يحتلها الجمل في عقلنا الجمعي، فهو سفينة الصحراء ورفيق العربي في رحلاته الطويلة، خلافا لنظرة المجتمعات الغربية إليه، كما في أستراليا مثلا التي تقتل جمالها الهائمة في الصحراء وتعتبرها تهديدا للموارد الطبيعية.

وتكشف مراجعة للأبحاث العلمية المنشورة عن حليب النوق والتي شملت دراسات على البشر وأخرى أجريت على حيوانات التجارب مثل الفئران، عن مجموعة من المعطيات أبرزها:

لحليب النوق دور محتمل في تقليل مستويات الغلوكوز ونسبة (HbA1c) لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

قد يقلل حليب النوق مقاومة الإنسولين للخلايا، والتي تعد إحدى آليات الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

هناك مؤشرات إحصائية على أن المجتمعات التي تستهلك لبن النوق تنخفض لديها معدلات الإصابة بالسكري.

يقول بعض الباحثين إن حليب النوق يحتوي على بروتينات تشبه هرمون الإنسولين، واللاكتوفيرين والغلوبولينات المناعية التي تلعب دورا -وفق رأيهم- في خصائص هذا الحليب المفيدة للصحة.

أشارت دراسة نشرت عام 2013 إلى دور محتمل للاكتوفيرين بحليب النوق في تثبيط تكاثر خلايا سرطان القولون.

قد يكون لحليب النوق دور في تثبيط الآلية الالتهابية في الأوعية الدموية، مما يجعل له دورا كمادة مضادة للسرطان.

مع أن هناك من يرى أن لحليب النوق دورا في علاج التوحد، فإن أخصائيي الطب النفسي لحد الآن يرفضون هذه المزاعم ويقولون إنه لا أدلة كافية تدعمها.
لا توجد معطيات بحثية محكمة تدرس دور حليب النوق في الصحة الجنسية لدى الرجل، وهو موضوع بحاجة إلى إجراء دراسات حوله لفحصه.

في المقابل، هناك تساؤلات تطرح بالنسبة للفوائد المحتملة لحليب النوق، مثل:

هل التأثير الإيجابي المحتمل لحليب النوق على مرض السكري عائد إلى الحليب نفسه أم إلى اتباع الأشخاص المشاركين في الدراسات نظاما غذائيا صحيا يشمل الحليب؟

مادة اللاكتوفيرين ليست مقتصرة على حليب النوق، بل هي موجودة في حليب البقر أيضا، وعليه فإن فوائدها المحتملة لا تقتصر على حليب النوق.

الخصائص المضادة للأكسدة في حليب النوق موجودة في أغذية أخرى مثل الخضار والفواكه، والتي قد تكون أفضل بكثير منه على الصعيد المخبري والسريري في مقاومة السرطان.

وفي النهاية ننبه إلى أن حليب النوق غذاء مفيد، وهو لا ينفصل عن حضارتنا العربية، ولكن يجب اتباع الاشتراطات الصحية عند استهلاكه، وهذا يشمل غسل اليدين قبل وبعد التعامل مع منتجات الإبل وعدم شرب حليبها قبل غليه.

كما أن حليب النوق يجب أن لا يشكل بديلا عن استشارة الطبيب، ولا يجوز تناوله كعلاج للسكري أو للسرطان، وإذا كنت مريضا وترغب في تناوله فناقش الأمر مع طبيبك.

الجزيرة

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا