ان الاضطربات في تناول الطعام من اكثر الامراض الشائعة في يومنا هذا، وقد نتج عنها امراض مختلفة ومتنوعة لدى العديد من الناس، في كل انحاء العالم.

ومن بين هذه الامراض ما يعرف بـ”الانوريكسيا” اي فقدان الشهية، غير ان هذا المعنى الحرفي مضلل لأن المصاب بأنوريكسيا يتجاهل الجوع عمدا ويتحكم برغبته في تناول الطعام قسرا، ويعاني من خوف شديد من ان يزيد وزنه، ويركز فكره بشكل غير طبيعي على قوامه ومظهره الخارجي ، ويقيد نفسه بصورة غير طبيعة إلى نمط صارم وقاسي من التقشف في تناول الطعام، على الرغم من هزال جسمه .

وتتجاوز مشكلة المضطرب مسألة الإمتناع القسري عن الأكل إلى إضطرابات نفسية حادة، ويطور انماط سلوكية غير طبيعية في اخضاع نفسه لنظام صارم للحمية، ومقاومة الحفاظ على الوزن، حتى وان كان وزنه اقل من الوزن الطبيعي الذي ينبغي ان يكون عليه، ويستمر في تخفيض وزنه بصورة غير عادية، الى ان يصل وزنه الى اقل من الوزن الطبيعي بنسبة 15- 25% او اكثر.

ومهما كان عدد الكيلوغرامات، التي يفقدها المريض كبيراً أو صغيراً، إلا أن أعراض الـ”أنوريكسيا” تكون واضحة وتتباين ما بين أعراض فيزيولوجية واضحة، وأعراض نفسية نستشفها من خلال سلوك الشخص المريض.

ومن الأعراض البدنية الظاهرة لـ”أنوريكسيا” النقصان الشديد في الوزن، الهزال الظاهر، الإعياء، صعوبة النوم، الشعور بالدوار، تلون الأظافر وتقصفها، تساقط الشعر وتكسره، غياب الدورة الشهرية عند المرأة أو تأخرها، الإمساك، جفاف البشرة، الشعور بالبرد، عدم انتظام نبضات القلب، انخفاض ضغط الدم، مرض تخلخل العظام، تورم الذراعين أو الساقين.

ومن الأعراض النفسية والسلوكية للمريض بـالـ”أنوريكسيا”، رفض تناول الطعام، إنكار الشعور بالجوع، الإكثار من ممارسة التمارين الرياضية، تجنُّب الاختلاط بالناس وبرودة الأعصاب واللّامبالاة، الاهتمام والانتباه إلى نوعيات الطعام وعدد السعرات الحرارية فيها، عدم الرغبة في المعاشَرة الزوجية، الشعور بالكآبة، وأحياناً اللجوء إلى استعمال الأعشاب أو اتِّباع حمية خاصة.

كما يتظاهر المصاب بهذا المرض بانه يتناول الطعام، وينكر الجوع، وغالبا يخفي الطعام ويرميه في علبة القمامة ويدعي انه تناوله، ويلجأ الى تناول السكريات، ويشرب كميات كبيرة من القهوة والشاي ويدخن كثيرا.

ان “الانوريكسيا” اضطراب شعوري معقد، واستحواذي خطير، ورد فعل لأزمات شعورية عميقة خارجية وداخلية للمضطرب مثل، ضغوط الحياة اليومية، وما ينجم عنها من ضغط نفسي، وقلق، وكآبة، وخوف، وحزن، وشعور بان الحياة خارج السيطرة.

جريدة الديار اللبنانية

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا