قدّمت غرينبيس تقريراً أطلقته خلال إجتماع إتفاقية برشلونة (BARCON) التي تعنى بحماية البحر الأبيض المتوسط المنعقد في المغرب(1)، حددت فيه رؤيتها الجديدة لحماية النظام البيئي في المتوسط ولضمان مستقبل الأجناس البحرية فيه. قدم التقرير وفد من غرينبيس يشارك فيه مسؤول حملة المحيطات في لبنان قره بيت قزانجيان.

تدعو غرينبيس من خلال هذا التقرير أعضاء إتفاقية برشلونة إلى تحديث النظام الإداري الحالي المعمول به في الإتفاقية وتدعوهم إلى ضمان الإلتزام بإنشاء شبكة من المحميات البحرية في كل أنحاء المتوسط. كما تطالب غرينبيس في التقرير أن يحث أعضاء إتفاقية برشلونة نظرائهم المشاركين في إجتماع اللجنة الدولية لحماية تونة الأطلسي (ICCAT) الذي سينعقد بعد عدة أيام على وضع حد لصيد التونة ذات الزعانف الزرقاء وحماية مواطن تكاثرها كخطوة أولى نحو تحديث إدارة الموارد البحرية في المتوسط(2).

وأكدت المستشارة السياسية في غرينبيس إنترناشونال صوفيا تسينيكلي أهمية التحديث في السياسات المتبعة لحماية البحر المتوسط وقالت:” يجب أن تشكل إتفاقية برشلونة حجر الأساس لعملية تحديث نظام إدارة المتوسط ويجب أن تعمل هذه الإتفاقية على جمع الإتفاقيات والهيئات الإقليمية الحالية ضمن إطار واحد شامل ومتكامل يقوم على مبدأ الحماية للنظم البيئية في المتوسط”. وأضافت تسينيكلي:” إن التقرير الذي نقدمه في هذا الإجتماع يقترح تدابير قصيرة و متوسطة وطويلة الأمد لمعافاة المتوسط وحماية بيئته البحرية”.(2)

وفي هذا السياق تعتبر غرينبيس أن الحماية الكاملة لتونة الأطلسي ذات الزعانف الزرقاء هي أكثر التدابير إلحاحاً ويجب القيام بها في المدى القصير. خصوصاً بعد إعلان علماء اللجنة الدولية لحماية تونة الأطلسي (ICCAT) مطابقتها للشروط اللازمة لحظر المتاجرة بها دولياً وإدراجها ضمن الملحق الأول من إتفاقية للأنواع المهددة بالإنقراض (CITES)(3) (4). ويؤكد مسؤول حملة المحيطات في غرينبيس إنترناشونال سيباستيان لوسادا تدهور وضع هذا الصنف من التونة قائلا:” إن الحل الوحيد لحماية التونة ذات الزعانف الزرقاء هو وقف صيدها ومنع المتاجرة بها دولياً وعلماء لجنة(ICCAT) أكدوا ما كنا نطالب به دوماً ونقوله عن تدهور مخزون هذه الأسماك.”

تعتبر غرينبيس أنه لا يمكن بعد الآن تجاهل فشل سياسة  لجنة (ICCAT) وأن هناك حاجة ملحة للإنتقال من النموذج الإداري الحالي المجزأ نحو نظام إداري متكامل قوامه حماية النظم البيئية الإيكولوجية عبر شبكة فعالة من محميات أعالي البحار. وكانت غرينبيس قد حددت منطقتين بحاجة إلى الحماية الملحة هما مواطن إباضة التونة في جزر البليار بإسبانيا وقناة صقلية. وقدمت الدراسات العلمية الخاصة بكل منها إلى إتفاقية برشلونة وإتفاقية التنوع البيولوجي (CBD).(5)

إن إجتماعات (ICCAT) وبرشلونة (BARCON) هي جزء من سلسلة الإجتماعات السياسية لإدارة موارد المحيطات الي ستنعقد على مدى الأسابيع الستة القادمة وسيتحدد فيها مصير الحياة البحرية في المحيطات. وفي هذه الأثناء ينعقد أيضاً إجتماع لجنة حماية الحياة البحرية في أنتاركتيكا الذي تطالب غرينبيس فيه الموافقة على تعيين بحر “روس” أول سلسلة من المحميات البحرية في المحيط الجنوبي ما سيساهم في تكوين شبكة عالمية من المحميات البحرية مع شبكة محميات البحر المتوسط.

تعمل غرينبيس على إنشاء شبكة عالمية من المحميات البحرية تغطي مساحة 40% من المحيطات كأداة أساسية لضمان صحة ومعافاة المحيطات ولحماية البيئة البحرية من مخاطر الصيد الجائر وتدمير المواطن الحيوية لكافة الأجناس البحرية. إن صحة ومعافاة المحيطات يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في بناء القدرة على مواجهة الأثار المدمرة لتغير المناخ.

مراكش: عمـاد سعـد

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا