كشفت دراسة علمية عن ان الدببة البنية والذئاب الرمادية وأنواع أخرى من آكلات اللحوم التي كانت مهددة بالانقراض ظهرت مجددا في مناطق عديدة بقارة أوروبا.

ورصد علماء يدرسون الدببة والذئاب وحيوانات الوشق الأوراسي والوليفرين، في دراسة لهم نشرت في دورية “ساينس” الأمريكية، أن تلك الحيوانات ازدهرت في القارة، بعد عقود من حملات الصيد وتدمير الموائل الأصلية التي دفعت تلك الحيوانات إلى حافة الانقراض.

وقال مؤلفو الدراسة إن ما يدعو للدهشة هو أن تلك الحيوانات لا تعيش فقط في المحميات الطبيعية أو المناطق البرية النائية، لكن يبدو أنها تتعايش في المناطق التي يهيمن عليها الإنسان في مساحة تقدر بثلث الكتلة اليابسة من أوروبا.

وشارك في الدراسة 76 عالمًا وأجريت في 26 دولة.

وأشارت إلى أن دول أوروبا، باستثناء روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء، “تنجح في الوقت الحالي في الحفاظ وإلى حد ما في استعادة عدد من الحيوانات الكبيرة من آكلات اللحوم على نطاق قاري”، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى الحماية القوية التي يوفرها القانون.

وتعتبر الدنمارك وبلجيكا ولوكمبسرغ وهولندا الدول القارية الوحيدة التي ليس لديها تجمعات تكاثر دائمة لحيوان واحد على الأقل من آكلات اللحوم الكبيرة.

ويعيش نحو 17 ألفا من الدببة البنية الآن في العديد من الدول الإسكندنافية ودول البلقان وحتى في أجزاء من جبال الألب وجبال البرانس.

ويمكن كذلك العثور على نحو 12 ألفا من الذئاب في تلك المناطق، لكن قطاعا منها وطنت أنفسها في العديد من مناطق شرق أوروبا، وأجزاء من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وشبه الجزيرة الأيبيرية.

وعلى الرغم من أن معظم تلك التجمعات من الحيونات المفترسة الكبيرة تشهد زيادة أو استقرار في السنوات الأخيرة، فإن بعضها ما زال على حافة الانقراض، مثل الذئاب الرمادية في منطقة سيرا مورينا الأسبانية، يمكن العثور على دببة جبال البرانس أو حيوانات الوشق في منطقة جبال الفوغ في فرنسا.
موقف متسامح

ويستقر حيوان الوشق الأوراسي، الذي يعتقد بأن عدده بلغ تسعة آلاف، في أنحاء الدول الإسكندنافية والمناطق الجبلية من وسط وشرقي أوروبا، فيما يعيش نحو ألف و250 من حيوان الوليفرين -وهي السلاسلة التي تفضل المناطق ذات المناخ البارد- في الدول الإسكندنافية.

وعلى النقيض، غالبا ما تعيش الأنواع المحمية في الولايات المتحدة بعيدا عن تلك التي يسكنها الإنسان، مثل الذئاب في محمية يلوستون الوطنية.

وفي العقود الأخيرة، برز الموقف المتسامح نسبيا تجاه الحيوانات الكبيرة من آكلات اللحوم.

وأعطى غولوم كابرون، الباحث في الجامعة السويدية للعلوم الزراعية، ومؤلف الدراسة الرئيسي، مثالا على تسامح أصحاب القطعان المحليين في شمال غربي أسبانيا في افتراس الذئاب المهور الجبلية لأن ذلك يبقيها بعيدة عن افتراس الماشية الأكثر قيمة.

وفي بولندا، بحسب كابرون، تعد الذئاب وسيلة طبيعية في إبقاء قطعان الغزلان والخنازير البرية تحت السيطرة، بينما تتعرض الدببة البنية في السويد وكرواتيا إلى الصيد بصورة مستدامة لا تهدد وجودها.

 

 

بي بي سي

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا