أسفر مسح بحري ميداني قبالة الساحل الغربي القطري عن رصد لمجموعة كبيرة من حيوانات بقر البحر “الأطوم” بالفيديو والصور بينما كانت تتنقّل وتتغذّى في المنطقة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها توثيق وجود حيوانات حيّة كجزء من جهود البحوث الحالية.

جاء ذلك في إطار اتفاقية متعددة الأطراف وقّعت العام الماضي بين إكسون موبيل للأبحاث قطر وقطاع المحميات الطبيعية بالمكتب الهندسي الخاص ووزارة البيئة وجامعة قطر وجامعة تكساس آي أند أم، كجزء من جهود جمع البيانات المتواصلة لتكوين فهم أفضل لتوزيع ووفرة وسلوكيات بقر البحر (الأطوم) في قطر.

وقالت د. جنيفير دوبونت مدير شؤون الأبحاث في إكسون موبيل للأبحاث قطر: من المشوّق للغاية بالنسبة لنا كباحثين وعلماء أحياء بحريّة أن نتعرّف مباشرةً على تلك المخلوقات المدهشة، وأن ندرس سلوكياتها عن كثب.. لقد سررنا للغاية بالبيانات التي تمكّنّا من جمعها من بحوثنا حول حيوان بقر البحر حتّى الآن، وسنواصل بذل كلّ الجهود الممكنة لضمان حماية تلك الحيوانات النادرة في بيئتها الطبيعية، وذلك بالتعاون مع جامعة قطر وجامعة تكساس آي أند أم جالفستون، وبدعم من قطاع المحميات الطبيعة من المكتب الهندسي الخاص ووزارة البيئة”.

ويقدّر عدد أبقار البحر التي رصدت قبالة الساحل ضمن المجموعة الكبيرة بحوالي 300 إلى 500، شكّل الكثير منها أمّهات وصغار العجول. وتدلّ دراسة السلوكيات التي أجريت على حيوان بقر البحر في أستراليا بأنّ الأمهات تتميّز بتفاعلها الكبير مع صغارها، إذ تبقى قريبة منها خلال تنقّلها في المياه. وبعد 18 شهراً، ينفطم العجل عن أمّه، ويبقى عادة إلى جانبها إلى حين ولادة العجل التالي. وتدلّ سلوكيات بقر البحر هذه، بالإضافة إلى ميلها للبقاء ضمن مجموعات، بأنّها حيوانات اجتماعية للغاية، وقد لوحظ تكراراً بأنّها تتواصل بين بعضها الآخر عن طريق الصفير والنباح والزقزقة.

الأطوم أو بقر البحر هي ثدييات بحريّة نباتية تتمتّع بمدى عمري طويل، قد تنمو إلى طول يناهز الثلاثة أمتار وقد يتجاوز عمرها الـ70 عاماً. يقدّر تعدادها في الخليج العربي بـ 6000، وبذلك يعتبر ثاني أكبر تجمّع لبقر البحر في العالم بعد أستراليا. تضمّ قطر اثنين على الأقل من مواطن بقر البحر الثلاثة المهمّة في الخليج العربي، وهي بالتالي تقع في موقع استراتيجي لكونها ملاذا آمنا لهذه الكائنات المميّزة ولأهمّيتها الحاسمة في بقائها.

صنّف الأطوم ضمن الكائنات المهدّدة بالانقراض وفق تصنيف الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة، حيث تشمل التهديدات الحديثة التي تتعرّض لها الأحداث الطبيعية كالإجهاد بسبب البرد والتكاثر الطحلبي، بالإضافة إلى التهديدات البشرية كالصيد والصيد الثانوي، والارتطام بالمراكب والسفن، ومشاريع التطوير الساحلية التي تؤدّي إلى تدمير موطنها.

ومن خلال هذا المشروع تمّ الإبلاغ حتّى الآن عن العثور على أكثر من 14 حيوانا ميتاً بسبب الجنوح، مّما يدلّ على أنّ هذه الكائنات تتعرّض لتهديدات حقيقيّة في المياه القطريّة، وبالتالي، سوف يترّكز العمل في المستقبل على جمع بيانات لدعم جهود الإدارة المنكبّة على حماية هذه الثدييات البحريّة المميّزة.

افتتحت إكسون موبيل للأبحاث قطر منشآتها في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر في 2009 لإجراء البحوث في المجالات ذات الاهتمام المشترك لكلّ من دولة قطر وإكسون موبيل، حيث يواصل علماء ومهندسو إكسون موبيل للأبحاث قطر العمل على مشاريع في مجالات إدارة البيئة، وإعادة استخدام المياه، وسلامة الغاز الطبيعي المسال والجيولوجيا الساحلية.

ومن خلال العمل الذي يتمّ إجراؤه في إكسون موبيل للأبحاث قطر، تقوم اكسون موبيل بتطوير التكنولوجيا التي تضفي الحياة على الطاقة في قطر وحول العالم، وهو أيضاً تعبير واضح عن كيفية إسهام إكسون موبيل تجاه رؤية قطر الوطنية 2030 من خلال توفير الطاقة من أجل الأبحاث والسلامة والصحّة والبيئة.

 

المصدر: “الراية” القطرية

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا