كشفت قياسات أجراها علماء، عن تقلص حجم معظم أسماك المهرج قبالة سواحل بابوا غينيا الجديدة، خلال موجة حر شديدة عام 2023.

وقاس الباحثون أطوال 134 سمكة من هذه الأسماك الشهيرة، البرتقالية والبيضاء، مرة واحدة شهرياً بين فبراير وأغسطس، بإجمالي ستة قياسات لكل سمكة.

ونشر الباحثون نتائجهم في مجلة Science Advances ، وخلصوا إلى أن الأسماك أصبحت أقصر – على نطاق بضعة ملليمترات، استجابة لموجة الحر.

وقالت ميليسا فيرستيج، باحثة دكتوراه في جامعة نيوكاسل، والتي قادت الدراسة: “لقد فوجئنا بتقلص حجم هذه الأسماك، لدرجة أننا قمنا بقياس حجم كل سمكة على حدة بشكل متكرر على مدار خمسة أشهر”. وأضافت: “في النهاية، اكتشفنا أن تقلص حجم هذه الأسماك أمر شائع جداً في هذه المجموعة”.

ولا تعرف فيرستيج وزملاؤها بالضبط كيف تتقلص الأسماك، وتفترض إحدى النظريات غير المختبرة أن الأسماك ربما تعيد امتصاص بعض عظامها أو أنسجتها.

لكن تقلص حجمها ليس مشكلة في الواقع، إذ وجدت الدراسة أن ذلك قد يكون تكيفاً لمساعدة سمكة المهرج على تحمل درجات حرارة المحيط المرتفعة.

وارتفعت درجة حرارة الكوكب في العام الماضي، بنحو 1.47 درجة مئوية عما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر، ويؤثر هذا الارتفاع الحراري على الحيوانات البرية بطرق غريبة، معظمها سيئة، بدءاً من تأجيج حرائق الغابات التي تقضي على حيوانات الكوالا، وصولاً إلى تبييض الشعاب المرجانية ثم موتها جوعاً.

لكن يبدو أن ارتفاع درجات الحرارة يُقلل أيضاً من حجم العديد من الأنواع، فقد وجدت دراسة لافتة للنظر، نُشرت عام 2019، أن الطيور تقلصت بنسبة 2.6٪ في المتوسط ​​بين عامي 1978 و 2016.

وربطت تحليلات أحدث ارتفاع درجات الحرارة بانخفاض حجم أجسام الثدييات الصغيرة في أمريكا الشمالية والأسماك البحرية، وتشير معظم هذه الدراسات الحالية إلى أن الحيوانات، في المتوسط، لا تنمو بنفس الحجم.

ومع ذلك، تشير الدراسة الجديدة التي أجريت على سمكة المهرج إلى أن الأسماك الفردية تتقلص في غضون أسابيع قليلة استجابة لموجة الحر، والتي، في حالة حدث بابوا غينيا الجديدة، دفعت درجات الحرارة في الخليج حوالي 4 درجات مئوية فوق المتوسط.

وتتخلص الحيوانات ذوات الدم الحار، مثل الثدييات، من الحرارة بسهولة أكبر عندما تكون صغيرة الحجم، وهذا يساعدها على تبريد أجسامها، أما بالنسبة للكائنات ذوات الدم البارد، مثل سمكة المهرج، فليست واضحة بنفس القدر، مع أن الباحثين يعتقدون أنها قد تجد سهولة أكبر في تلبية احتياجات أجسامها من الطاقة عندما تكون صغيرة.

وبغض النظر عن السبب، يبدو أن صغر حجم سمكة المهرج يُساعدها في الحر، فقد وجدت الدراسة أن السمكة التي تقلص حجمها كانت فرص نجاتها أعلى بكثير.

أخبار البيئة

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا