قال علماء إن قرود المارموست يتبادلون الأدوار خلال “التحدث” إلى بعضهم البعض في نمط يشبه إلى حد كبير نمط المحادثة بين البشر.

وسجل العلماء أصوات قرود المارموست، وهي قرود أمريكية صغيرة الحجم، وهي تنادى بعضها البعض من خلف إحدى الستائر.

وكان كل قرد ينادي الآخر، ثم ينتظره حتى يرد قبل أن يناديه مرة أخرى.

وتشير النتائج التي نشرت في مجلة “كارنت بيولوجي” لعلوم الأحياء إلى وجود “مسار بديل للتطور الطبيعي” في نظامنا الخاص بتبادل الأدوار خلال الحوار.
وهو أمر نسلم به في محادثاتنا، لكن فكرة التناوب في الحوار والاستماع لبعضنا البعض تعد أمرا جوهريا بالنسبة لنا لتبادل المعلومات بشكل فعال من خلال ما نقوله من كلام.
ولكننا أيضا لا نرى أصلا واضحا لذلك في أقرب الحيوانات إلينا، وهو الشمبانزي.
وليس لحيوانات الشمبانزي أصوات صريحة، وهي تميل إلى استخدام نظامها الخاص بالإشارات للتواصل، وبالتالي فمن المقبول على نطاق واسع أن هذه الإشارات تقدم الأساس اللازم للتعاون خلال الحوار، والموجود في نظام التواصل الخاص بالبشر.
لكن آصف غضنفر، الأستاذ بجامعة برينستون، كان يبحث عن أدلة على وجود مسار صوتي لهذا النوع من التعاون أثناء التواصل بين القرود، وذلك من خلال النظر إلى التبادلات الصوتية بين قرود المارموست.
وقال إنه اختار قرد المارموست بالتحديد لأنه، بخلاف الشمبانزي، يصدر أصواتا صريحة جدا، وأضاف أن هذه إحدى سمتين رئيسيتين من السمات التي تشترك فيها القرود مع البشر.
وقال غضنفر: “هي أيضا حيوانات متعاونة في تربية الصغار، ولذا فهي تساعد بعضها البعض في رعاية صغارها.”
وأضاف: “وهذه سمة مهمة، لأنها تؤدي إلى دور اجتماعي أكبر (أي أن الحيوانات مثلنا تقوم بسلوكيات تهدف إلى نفع الآخرين ).”
آداب التخاطب
وسجل دانيال تاكاهاشي، أحد الباحثين الكبار بالدراسة، أصوات قرود المارموست وهي تنادي بعضها البعض من أركان الغرفة المختلفة، وفصلت الحيوانات عن بعضها بستار حتى يتمكن كل قرد من سماع القرود الأخرى دون أن يراها.

وكشفت التسجيلات أن قرد المارموست ينتظر نحو خمس ثوان بعد أن ينتهي قرد آخر من النداء لكي يرد على هذا النداء، متبعا بذلك على ما يبدو “القواعد غير المنطوقة لآداب المحادثة.”
وقال غضنفر إن هناك فكرتين تجعلان الحيوانات تتبع مثل هذه القواعد، “الأولى هي أنك إذا كنت بعيدا عن نظر أعضاء مجموعتك وأردت أن تقيم حوارا مع أحدهم، فأنت تعرف فقط إذا أقمت ذلك الحوار ما إذا كان الرد مرتهنا بحديثك أنت.”
وأضاف: ” والافتراض الثاني هو أن هذه النداءات التي يتبادلونها قد تحمل معلومات ذات محتوى.
وقال غضنفر إن نظامنا الخاص بتبادل الأدوار في المحادثة ربما يكون قد تطور عبر مسار مشابه، وإن كان ذلك من خلال فرع مواز فيما يعرف بشجرة التطور.

وهذا يقدم تفسيرا بديلا لما يعرف بـ “الخطوة الغامضة” التي يشار إلى أنها حدثت خلال تطور الأنماط التي تشبه إشارات الشمبانزي إلى أنماط التواصل الصوتي الخاص بنا الآن.

ويأمل الفريق أن الاستمرار في دراسة قرود المارموست ستساعد في الكشف عن مزيد من المعلومات حول الأسباب التي تؤدي إلى انهيار المحادثة بين البشر في بعض الأحيان.

 


bbc

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا