كشفت هيئة البيئة في أبوظبي أن نظم الكربون الأزرق في الإمارة تقوم بتخزين ما يزيد على 41 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في التربة والكتلة الحيوية، وهو ما يفوق الانبعاثات السنوية لإمارة أبوظبي من صناعة النفط والغاز الطبيعي (4 .26 مليون طن)، أو انبعاثات قطاعي المياه الكهرباء (9 .30 مليون طن)، وذلك وفقاً للنتائج الأولية لمشروع أبوظبي الإرشادي للكربون الأزرق الذي أطلقته هيئة البيئة في أبوظبي عام 2013 .

وتشمل النظم البيئية للكربون الأزرق في أبوظبي كلاً من غابات القرم، وسبخات المياه المالحة، ومناطق الأعشاب البحرية، والتجمعات البحرية والطحالب العائمة، إضافة إلى السبخات الساحلية التي تعد من العناصر المهمة والمصاحبة لعمليات تخزين وعزل الكربون التي تقوم بها النظم البيئية للكربون الأزرق .

وأكدت هيئة البيئة في أبوظبي أن غابات القرم تلعب دور المصادر المستهلكة “تمتص غازات الدفيئة”، وتقوم بتخزين واحتجاز الكربون بمعدلات أسرع من الغابات الاستوائية، مشيرة إلى أن أبوظبي تعد موطناً لنحو 110 كم مربع من أشجار القرم الطبيعية والمزروعة، التي توفر موائل طبيعية ثرية ومصادر تغذية، وتكاثر آمنة للعديد من أنواع الأسماك والكائنات البحرية مثل، ثعابين البحر، والسلاحف البحرية، وأنواع تجارية مهمة من الروبيان، وأسماك النيسر، والنجرور (الفرش) والكوفر، وتتخذ الطيور البحرية من غابات القرم الواسعة ملاذا آمناً للتعشيش ووضع البيض .

وأشارت الهيئة إلى أن غابات القرم تسهم في المحافظة على البيئة، حيث تحمي الخط الساحلي من التآكل بسبب الأمواج والتيارات المحيطة، وتلعب دوراً مهماً في خفض انبعاثات الكربون، وبالتالي خفض تأثير ظاهرة التغير المناخي، ويشير تاريخ الإمارات إلى أن أخشاب القرم كانت مصدراً رئيسياً للتغذية والوقود، كما كانت تستخدم في بناء المنازل والسفن، نظراً لصلابتها ومقاومتها العالية للتعفن والنمل الأبيض .

وأوضحت أن أشجار القرم تنمو في درجات حرارة معتدلة لا تتخطى 35 درجة سيليزية، وفي مياه منخفضة الملوحة، ما يجعل بقاءها في دولة الإمارات العربية المتحدة تحدياً كبيراً، حيث تزيد درجات الحرارة على 35 درجة سيليزية أثناء أشهر الصيف، ولكن مع تكثيف برامج زراعة غابات القرم، أسهمت في زيادة هذه الأشجار بشكل مستدام خلال العقود الماضية .

 

الخليج

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا