تنوّعت المواضيع التي تناولتها المجلات العلمية الصادرة في مطلع السنة الجديدة 2019، وكان من بينها مقالات عن أهمية الابتكارات في توفير الحماية للبيئة والأنواع الحية. ومن الابتكارات التي عرضتها المجلات العلمية في هذا الشهر: معالجة إصابات الخضروات والمحاصيل باستخدام الذكاء الاصطناعي، وجمع المعطيات عن وضع المحيطات باستخدام الروبوتات العائمة، وابتكار طائرة تعمل بمحرك دفع أيوني، وتطبيق للهواتف الذكية من أجل حماية الضفادع في أوستراليا.

National Geographic
جاء مقال الغلاف تحت عنوان “مستقبل الطب” وكيف ساهمت الوصفات الطبية القديمة والتقنيات الحديثة في تغيير طرق العلاج. ومن اللافت ما أوردته المجلة حول الدور المعتبر للسياسات الحكومية في زيادة متوسط الأعمار من خلال تقييد كلف الاستشفاء ووضع سقف لأسعار الدواء، في حين كان للإنفاق غير المدروس، كما فعلت الولايات المتحدة خلال العقود الماضية، مساهمة أقل شأناً في زيادة متوسط الأعمار، ذلك أن الفئات غير الميسورة لم تكن تنال نصيبها العادل من الخدمات الصحية.

وليس ببعيد عن المقالات الطبية، التي كانت السمة الأساسية لهذا العدد، عرضت المجلة لأسلوب واعد في زراعة الخضار والمحاصيل يعتمد على وجود حساسات في التربة للتحري عن إصابة جذور النباتات بالأمراض، وباستخدام الذكاء الاصطناعي تقوم الطائرات المسيرة (الدرونز) بتحديد المناطق المصابة وتوجيه روبوتات صغيرة لاستكمال المعالجة من خلال توفير متطلبات التغذية أو وقف انتشار العدوى.

New Scientist
ضمّت الإصدارات الأسبوعية الأخيرة مجموعة من المقالات العلمية المتنوعة. غلاف العدد الأول في شهر كانون الأول (ديسمبر) كان عن جدوى المكملات الغذائية (الفيتامينات، زيت السمك، وغيرها) حيث أوصت المجلة بالحصول على هذه العناصر من مصادرها الطبيعية مباشرةً إلا في الحالات التي تعاني من سوء التغذية وفق تقدير الطبيب.

وفي العدد الثاني كان هناك مقال عن الخطوات السبع لتحقيق الهدف المناخي (1.5 درجة مئوية)، وتشمل إيقاف استخدام الوقود الأحفوري، وثورة في النقل النظيف، وإعادة تصميم المباني والبنى التحتية، والتحول إلى الصناعة الخضراء، وتعديل الخطط الزراعية، وامتصاص الكربون من الجو، وتغيير عاداتنا غير البيئية.

وتابعت المجلة في عددها الثالث سلسلة مقالاتها عن التغير المناخي، فتناولت إشكالية كثرة الأرقام المرتبطة بظاهرة الاحترار العالمي ومدى موثوقيتها. وفي العدد الرابع، عرضت المجلة مشروع القانون الذي تقدمت به عضو الكونغرس الأميركي ألكساندريا كورتيز، وفيه تقترح أن تتحول الولايات المتحدة بشكل كامل إلى الطاقة النظيفة في 2035، وتتوقف عن إطلاق غازات الدفيئة تماماً في 2050، مقابل توفير 10 ملايين فرصة عمل جديدة في مجال الطاقة.

The Scientist
تضمن العدد الجديد مقالاً عن تكيف الأنواع الحية نتيجة العيش في المدن. ويمكن للبيئات الحضرية أن تدفع الأحياء نحو التطور تحت ضغط الانتقاء الذي تفرضه المدن كالإضاءة الليلية الكبيرة ودرجات الحرارة القصوى التي تختلف عما هو قائم في المناطق الريفية. وتشير التقديرات إلى أن الكائنات الحية في المدن أكثر تكيفاً مع تلوث الهواء مقارنة بكائنات الريف، وهناك أدلة على أن التلوث يزيد من معدل التحولات الجينية.

كما تناولت المجلة إشكالية التعديل الجيني بتقنية كريسبر، وذلك بعد ادعاء الباحث الصيني هي جيانكوي القيام به لأول مرة على البشر، وكانت نتيجته ولادة التوأم لولو ونانا اللتين تقاومان العدوى بفيروس الإيدز. وفيما رأت المجلة أن هذه الخطوة تستوجب من المختصين في الأخلاقيات الطبية والباحثين والمشرعين القيام بعمل مشترك لمقاربة التطورات المتسارعة في مجال التعديل الجيني، فإن الباحث جيانكي يواجه حالياً عدة تهم من قبل حكومة بلاده تصل عقوبتها إلى الإعدام.

Earth
تصدّر العدد الجديد من هذه المجلة، التي تصدر عن المؤسسة الأميركية لعلوم الأرض، مقال عن التطور الحاصل في علم المحيطات باستخدام أسراب من الروبوتات ذاتية التحكم غير المكلفة التي يمكن نشرها على مساحات واسعة من المحيطات لجمع المعلومات بشكل آني.

وفي العدد المقال عن دور تغير المناخ في تناقص العناصر المغذية ضمن النباتات، لاسيما الحديد والزنك اللذين يؤثران على الجهاز المناعي والذكاء لدى الإنسان. ويسبب تغير المناخ أيضاً تراجعاً في كميات المغذيات الكبرى مثل الكربوهيدرات والبروتين والدهون التي يؤدي نقصها إلى الوفيات وسوء التغذية.

BBC Wildlife
طرح مقال الغلاف إشكالية إكثار الأسود في الأسر، وفيما إذا كانت هذه الممارسة مفيدة في الحد من الصيد غير المشروع في البرية أو أنها تزيد الأمر سوءاً. وتشير تقديرات رسمية إلى أن هناك نحو 8000 أسد أسير في جنوب أفريقيا يجري إكثارها وتغذيتها بهدف تصدير عظامها إلى فيتنام ولاوس والصين لتستخدم في الوصفات الشعبية. ويُخشى أن تؤدي تربية الطرائد البرية النادرة في الأسر إلى زيادة الطلب عليها، وتعزيز الصيد غير المشروع.

وفي مقال آخر، عرضت المجلة للأسباب التي تجعل من الاستحالة بمكان الاستغناء عن الرسوم التوضيحية المتقنة للنباتات، وذلك في زمن تطورت فيه تقنيات التصوير بشكل غير مسبوق. وتتميز الرسومات التوضيحية عن الصور الرقمية بعدم تأثيرها بإشكالية الإضاءة والتباين، وإمكانية عرض مكونات النبات من جميع الزوايا ضمن اللوحة ذاتها، إلى جانب تكبير الأقسام وعرض مقاطع بها.

How It Works
تضمن العدد مجموعة من المقالات في مجالات العلوم والبيئة والتقنية والنقل والتاريخ، وتناول مقال الغلاف مشكلة البلاستيك وكيفية مواجهتها. ومن المتوقع أن تبلغ الكمية التراكمية للبلاستيك المنتج عالمياً حتى سنة 2050 نحو 34 بليون طن حيث يستغرق الكيس البلاستيكي 20 سنة ليتفتت في الطبيعة، فيما تتطلب القوارير البلاستيكية 450 سنة.

وفي العدد مقال مصور عن السنّوريات البرية، وهي فصيلة تنقسم إلى أسرتين هما النمريّات التي تدعى عادة بالقطط الكبيرة كالأسد والنمر، والقطيّات التي تضم السنّوريات الأصغر حجماً مثل الهر والفهد والبوما والوشق. وتعد القطّيات أكثر تنوعاً من القطط الكبيرة إذ يوجد منها أكثر من 30 نوعاً في البرية بما فيها القط البري الأوروبي الذي يعد سلفاً للقط الأليف المعاصر.

BBC Focus
ضمن مقال بعنوان “محيط الأرض الخفي” تناولت المجلة غنى طبقة الوشاح بالمياه بما قد يفوق ما تحويه المحيطات حول العالم. والوشاح طبقة تتوضع بين قشرة الأرض ونواتها، على عمق بين 30 و2890 كيلومتراً. ويسلك الماء سلوكاً غريباً تحت الضغط والحرارة المرتفعة في هذه الطبقة حيث توجد أكثر من 10 أنماط تجمد غير النمط المعروف على سطح الأرض. ويقوم الألماس عند تشكله في الوشاح باحتجاز الجليد بداخله، وينقله إلى السطح مضغوطاً بفضل صلابة هيكله، ما يساعد العلماء في أبحاثهم حول المياه في طبقة الوشاح.

وتعرض المجلة للابتكار الجديد من معهد ماساتشوستس للتقنية، وهو طائرة تنزلق في الهواء من دون توربين أو مراوح. وتستخدم الطائرة نظام دفع أيوني يحرك الطائرة إلى الأمام بفضل تيار هوائي ناجم عن الكهرباء الساكنة، بشكل يشابه ما تفعله المركبات في سلسلة الخيال العلمي “ستار تريك”. ويعد هذا الابتكار بإنتاج طائرات مستقبل قليلة الكلفة، وموفرة في الطاقة، وهادئة، ولا تطلق غازات احتراق.

Australian Geographic
“لماذا تصطدم الطيور بالنوافذ؟” هو أحد الأسئلة التي حاول العدد الجديد من المجلة تقديم إجابة لها مع إيراد السبل التي يمكن اتباعها للحد من هذه الظاهرة المتنامية عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن بلايين الطيور تموت سنوياً نتيجة اصطدامها بالنوافذ وجدران تخفيف ضجيج الشوارع المزدحمة، ما يضع النوافذ في المرتبة الثانية بين العوامل البشرية التي تقضي على الطيور، فيما يحتل تخريب الموائل المرتبة الأولى.

وكموضوع لغلافها، اختارت المجلة أن تعرض للجهود التشاركية بين المراكز البحثية وعامة الناس بهدف توفير الحماية للضفادع. وكان “المتحف الأوسترالي للبرمائيات وعلم أحياء الزواحف” أطلق تطبيقا للهواتف الذكية يسمح بتسجيل أصوات الضفادع وإرسال التسجيلات إلى المتحف لتحديد نوعها، ذلك أن كل نوع من الضفادع يملك بصمة صوتية خاصة يمكن تمييزه بها. ويوجد في أوستراليا 246 نوعاً وسلالةً مسجلةً من الضفادع، ومن المتوقع أن يسهم هذا التطبيق في اكتشاف المزيد من الأنواع والسلالات.

البيئة والتنمية
كانون الثاني (يناير) 2019 / عدد 250

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا