أخذ المجلس الأعلى للطاقة في دبي ـ منذ تأسيسه عام 2009 ـ على عاتقه مسؤولية دعم النمو الاقتصادي في إمارة دبي من خلال تأمين وتوفير إمدادات الطاقة وضمان كفاءتها واستدامتها وتطوير مصادر الطاقة البديلة والمتجددة التي تلبي متطلبات التنمية المستقبلية وفق أعلى المعايير البيئية.

وقام المجلس في عام 2010 بتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من خلال تطوير وإطلاق “استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030” بهدف تحديد التوجه الاستراتيجي لإمارة دبي نحو تأمين طاقة مستدامة وتحسين الفعالية في الطلب وتنويع مصادر الطاقة بحلول العام 2030.

وبهدف تحقيق تلك الأهداف الإستراتيجية وضمن مساعيه لتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والاستدامة والبيئة قام المجلس الأعلى للطاقة في دبي بإطلاق “جائزة الإمارات للطاقة” بهدف تكريم جهود وممارسات الشركات والمؤسسات والأفراد العاملين في قطاع الطاقة وخلق بيئة محفزة ومنظومة متكاملة تساعد على تعزيز ثقافة التميز والإستدامة في هذا القطاع الحيوي الهام.

وتعد جائزة الإمارات للطاقة التي يتم تنظيمها مرة كل عامين ترجمة لرؤية دولة الإمارات 2021 والمبادرة الوطنية طويلة المدى التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحت شعار “اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة” والهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة في دولة الإمارات.

وتهدف الجائزة إلى تعزيز استخدام وإستدامة مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة وتقليص الإعتماد على مصادرالطاقة التقليدية بغية الحد من التلوث البيئي وتفعيل دور القطاعات والأفراد في مسيرة التنمية المستدامة وزيادة التوعية والتشجيع في مجال الترشيد والمحافظة على موارد الطاقة وحماية البيئة .

كما تعتبر الجائزة عاملا فعالا في دعم خطط التنمية الإقتصادية والبيئية التي تتبناها دولة الإمارات.

وحول أهداف الجائزة قال سعادة سعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة ورئيس جائزة الإمارات للطاقة ..إننا نهدف من خلال هذه الجائزة إلى تسليط الضوء على أفضل الممارسات والأعمال الرائدة في مجال كفاءة الطاقة والنظيفة والمتجددة ..وتعد الجائزة من أهم المبادرات التي قام بها المجلس بهدف تحقيق التنمية المستدامة في دبي ونشر الوعي بين أفراد المجتمع حول الاستخدام الأمثل للطاقة وأهمية ذلك في تطوير المجتمعات.

كما تهدف الجائزة إلى إبراز أفضل التجارب والممارسات العالمية التي نجحت في الحفاظ على الطاقة وترشيد الاستهلاك ..وتكمن أهمية الجائزة كونها تقديرا للإنجازات المحلية والعالمية المتميزة في كافة مجالات الطاقة وحافزا للابتكار العلمي والأفكار الخلاقة.

وقال الطاير ان القيادة الرشيدة لحكومة دبي قامت بوضع خطط واستراتيجيات شاملة ومتكاملة لإيجاد حلول مستدامة في مجال الطاقة..

وبالتوافق مع جهود حكومة دبي وإنسجاما مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم .. قام المجلس الأعلى للطاقة في دبي بوضع “خطة دبي المتكاملة للطاقة 2030” بهدف خفض استهلاك الطاقة بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030 الأمر الذي يؤكد ريادة دبي في تبني مبادرات نوعية لمواجهة التحديات المستقبلية في قطاع الطاقة.

وأوضح أن تركيز جائزة الإمارات للطاقة على الطاقة المستدامة يأتي كونها تعد طاقة المستقبل إضافة إلى توفيرها منصة قوية للاستثمار الدولي.

وفي هذا السياق قال ان الطاقة المتجددة تمثل حجر الزاوية في إستراتيجية دولة الإمارات الهادفة إلى بناء صناعات جديدة وتقليل الإعتماد على إيرادات الوقود الأحفوري ..وقد وضعت حكومة دبي نصب أعينها تعزيز مكانة الإمارة كمركز عالمي للأعمال التجارية المستدامة والتكنولوجيا الخضراء ..حيث تعمل اللجنة التنفيذية للجائزة على تدارس موضوع الطاقة النظيفة والمتجددة ومناقشته من مختلف الزوايا وبوجهات نظر متعددة للوصول إلى أفضل السبل والحلول لتوفير الطاقة النظيفة من مختلف المصادر المتاحة مع مراعاة الجوانب البيئية.

وأضاف الطاير “اننا نسعى من خلال الجائزة إلى إبراز أفضل التجارب التي نجحت في الحفاظ على الطاقة وترشيد الاستهلاك لاسيما مع تفاقم ظاهرة التغير المناخي التي يشهدها العالم حاليا والتي قد ينتج عنها شحا في الموارد الطبيعية وهو ما يدعو إلى تكاتف جميع الجهود لتعزيز مكانة الجائزة كونها تصب في نهاية المطاف في تعميم أفضل ممارسات الحفاظ على الطاقة ليس في دولة الإمارات فحسب بل في جميع دول العالم”.

وقد تم إطلاق الجائزة للتعريف بأفضل الممارسات المتبعة في مجال الطاقة وإدارة مصادرها وذلك وفقا للقيم التالية ..الإبداع والابتكار ــ وهي تتعلق بالأنظمة والإجراءات التي تؤثر على تقنيات الطاقة وفرصها وإمكانية تطويرها واستخدامها من قبل الآخرين – ..كفاءة الطاقة /تخفيض البصمة الكربونية ـ وتتمثل في ترشيد استهلاك الطاقة من خلال اعتماد أفضل الممارسات في إعادة التدوير وتعديل كفاءة الأجهزة غير الفعالة والمحافظة على الموارد وتقليص انبعاثات الكربون في المشاريع الجديدة ـ..تعزيز استخدام الطاقة المتجددة مقارنة بباقي الموارد ــ وهي استخدام موارد الطاقة المتجددة وتقليص الاعتماد على موارد الطاقة غير المتجددة بشكل تدريجي ـ ..التأثير الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والسلوكي وأمن الطاقة وهي ـ إمكانية تحقيق مزايا إيجابية مهمة مثل رفع مستوى المعيشة والحد من انبعاث غازات الدفيئة ودعم الطاقة المستدامة فضلا عن بناء المعرفة والمسؤولية الاجتماعيةـ.

وتكرم الجائزة الجهود المبذولة من قبل المؤسسات والأفراد في مجال إدارة وترشيد الطاقة بهدف تشجيع التعليم والبحث العلمي في مجال الطاقة ..

وتشكل الجائزة منصة عالمية تجمع تحت مظلتها الفائزين بها للإحتفاء بإنجازاتهم ..كما تسلط الضوء على جهودهم المبذولة في كافة ميادين الطاقة وتمنحهم وساما مرموقا لتكريم نجاحاتهم في اعتماد أفضل ممارسات إدارة الطاقة والحفاظ عليها.

وتقوم لجنة مؤلفة من خبراء متخصصين في إدارة وتقييم الجوائز العالمية بفرز طلبات المترشحين ومراجعتها والتأكد من اكتمال جميع الشروط الخاصة بالمشاركة في الجائزة ..فيما يقوم أعضاء اللجنة الفنية بالإطلاع على الطلبات النهائية وإختيار الفائزين ومن ثم يتم إعتماد الفائزين من قبل اللجنة التنفيذية.

وسيقوم المجلس الأعلى للطاقة في دبي ــ من منطلق إيمانه بمحورية وأهمية تكريم أفضل الممارسات العملية المطبقة في مجال الطاقة وتشجيع البحث العلمي والابتكار في هذا القطاع الحيوي ــ بتنظيم حفل رسمي في شهر أكتوبر القادم لتكريم أصحاب المشاريع الفائزة وتوزيع الجوائز.

وتتضمن الجائزة الفئات التالية .. “جائزة مشاريع الطاقة الكبيرة بفئاتها الذهبية والفضية والبرونزية ومشاريع الطاقة الصغيرة بفئاتها الذهبية والفضية والبرونزية وكفاءة الطاقة للقطاع العام وأخرى للخاص بفئاتها الذهبية والفضية والبرونزية والتعليم وبناء القدرات بفئاتها الذهبية والفضية والبرونزية والبحث العلمي بفئاتها الذهبية والفضية والبرونزية وجائزة الطاقة للابتكارات الشابة بفئاتها الذهبية والفضية والبرونزية وفئة جائزة التميز الخاصة”..

ويتزامن تكريم الفائزين بجائزة الإمارات للطاقة في شهرأكتوبر القادم مع احتفالات اليوم العالمي للطاقة الذي قام بإعتماده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ووقعه ممثلون عن أربع وخمسين دولة من مختلف أنحاء العالم بالإضافة إلى ممثلي كل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي في الثاني والعشرين من أكتوبر 2012 ليكون هذا اليوم من كل عام مناسبة تذكرنا بأهمية الطاقة ودورها في حياتنا لما لها من أثر إيجابي في نواحي التنمية الاقتصادية والاجتماعية كافة ورفاهية الشعوب والوفاء باحتياجاتها.

 

وكالة أنباء الإمارات

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا