قامت رابطة الناشطين المستقلين – إندي-أكت مع شركائها (السفارة البريطانية في لبنان، غرفة التجارة الأمريكية – اللبنانية، وحزب الخضر اللبناني) بتنظيم  “سجّادة خضراء” للعرض الأول لفيلم “عصر الغباء” في قصر الأونيسكو، حضره عدد كبير من الشخصيات المرموقة من المجتمع اللبناني.


“عصر الغباء” هو دراما وثائقية بريطانية طموحة جدا حول تغير المناخ، حاز على جوائز عديدة، من بينها جائزة أفضل فيلم وثائقي للعام 2009. بطل الفيلم هو مرشح جائزة أوسكار، النجم بيت بوستلثويت، حيث يلعب دور رجل مسن، يعيش في العالم المدمر في العام 2055، ويشاهد لقطات من “أرشيف” عام 2008 ويسأل : “لماذا لم نقم بوقف تغير المناخ عندما كانت الفرصة لم تزل متاحة لنا؟”

ويأتي هذا الحدث قبل أقل من شهرين على مفاوضات كوبنهاغن، لوضع معاهدة جديدة بشأن تغير المناخ، و يشكل جزءا من يوم العمل العالمي لمكافحة تغير المناخ، الذي شهد أكثر من 4500  نشاط في أكثر من 177 بلدا. في هذا اليوم، يقوم كثير من الناس، من جميع أنحاء العالم، بأنشطة متنوعة، من قيام 350 متسلق بوضع لافتات كبيرة على سفوح جبل إفرست الذائبة، إلى  قيام مسؤولي الحكومة في جزر المالديف، بعقد اجتماع لمجلس الوزراء تحت الماء، للمطالبة باتخاذ إجراء بشأن تغير المناخ، قبل أن تختفي بلادهم عن وجه الأرض. 350 جزء من مليون هو التركيز الأعلى من ثاني أكسيد الكربون الآمن والمقبول وجوده في الغلاف الجوي. في حين أن التركيز الحالي لثاني أوكسيد الكربون CO2 هو 390 جزءا من مليون. وتتولى إندي-أكت تنظيم أكثر من 87 نشاطا، في مثل هذا اليوم، في جميع أنحاء المنطقة.
حضر العرض الأول وزراء ونواب وسفراء وفنانون ورؤساء شركات وغيرهم من الشخصيات المعروفة. وكان أهم حدث في هذا النشاط رسالة واضحة من النجم الساطع راغب علامة الى رؤساء الدول حول ضرورة عمل الجميع على تغير المناخ، والذي شبهه بحرب من أجل البقاء. “سوف أكون حاضراً في كوبنهاغن على أملْ أن تتوصَّلَ هذه الدول الى اتفاقيةٍ نهائيةٍ تنقذُنا من هذه الكارثةِ البيئية وتوصلُنا الى مستوى تركيز ثاني أوكسيد الكربون في الجو  تحت 350 جزء بالمليون.

“ليس هناك حكومة عربية واحدة قد أعلنت اعتماد هدف 350 حتى الآن”، قال وائل حميدان، المسؤول عن حملة المناخ في إندي-أكت. “في الواقع أيا من الحكومات العربية، لم تعتمد رسميا، أي تركيز عالمي لثاني أوكسيد الكربون CO2 كهدف، مما يجعلنا المنطقة الأكثر ضعفا في مفاوضات المناخ”. على الرغم من أن تغير المناخ، سوف يدمر الاقتصاد اللبناني والعربي، ويحيل المنطقة برمتها إلى صحراء واسعة على المدى الطويل، تتعامل معظم الحكومات العربية بلامبالاة مع عملية كوبنهاغن.

في وقت سابق من هذا الشهر، انتقدت إندي-أكت الحكومات العربية على هذا الموقف، ونددت خصوصا بالدور السلبي، الذي تلعبه المملكة العربية السعودية لعرقلة المفاوضات. تدعو إندي-أكت جميع الحكومات العربية، إلى تلبية تطلعات مواطنيها، من خلال اعتماد 350 هدفا، والتأكد من أنه سيتم تبنيه عالميا في كوبنهاغن.

عماد سعد

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا