نستقبل جميعنا الكثير من الرسائل البريدية، وبشكل خاص من شركات الخدمات المالية، وترسل شركات البطاقات الائتمانية وحدها مليارات الرسائل البريدية كل عام، ومعظم هذه الرسائل يتم إلقاؤها في سلة المهملات.

المنتجات الورقية ليست سيئة كباقي المواد، وفقاً للبروفيسور ريتشارد فينديتي من جامعة ولاية كالورينا الشمالية، لأنها قابلة للتدوير، وإعادة التصنيع وقابلة للتحلل، كما تشجع مالكي الأراضي على زراعة الأشجار، ومع ذلك فإن عدم الكفاءة باستخدام الورق يؤدي لاستهلاك الموارد والتأثير على البيئة.

وبينما يزداد استخدام بطاقات الائتمان المرسلة بريدياً، فإن الاتجاهات الطويلة الأجل تشير إلى تراجع للبريد الورقي التقليدي في السنوات القادمة. ولا تقدم شركات الخدمات المالية فقط خيارات لا ورقية لأصحاب الحسابات – بما في ذلك فرض رسوم إضافية على الكشوف الورقية- لكنها أيضاً ترشد إلى الوسائل الرقمية الأفضل لأغراض التسوق.

وتستند هذه التغييرات إلى حد كبير على تفضيلات المستهلك العصري فضلاً عن التوجه التقني بشكل عام للتجارة الإلكترونية، لكن هل هذا مهم حقاً؟

للأسف قد لا تكون الأوراق المهملة هي الهم الوحيد المرتبط ببطاقات الائتمان. هناك مايقرب من 1.2 مليار بطاقة ائتمان في التداول في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وهي منتهية الصلاحية أو مفقودة في معظم الأوقات، فما أثر ذلك على البيئة؟

في الولايات المتحدة يتم رمي نحو 30 مليون طن من البلاستيك سنوياً، وهناك فقط 7% منها يعاد تدويرها. ويتضائل تأثير بطاقات الائتمان على البيئة مقارنة مع الأكياس البلاستيكية والعلب وألعاب الأطفال ومنتجات العناية الشخصية.

وإذا أضفنا إليها بطاقات الائتمان التي هي في التداول وتم رصفها فوق بعضها البعض سنحصل على جبل ارتفاعه يعادل 13 مرة جبل افريست.

ومع ازدياد الوعي البيئي من قبل المستهلكين أصبحت الشركات المصنعة لبطاقات الائتمان تتسابق في استخدام مواد أساسية بديلة في بطاقتها كنوع من الاختلاف والتميز.

فبطاقات “سافاير برفيرد” مصنوعة من المعدن على سبيل المثال، وعند انتهاء مدتها ترسل لك الشركة مغلفاً بحيث يمكنك إعادتها والتخلص منها بشكل آمن. أما بطاقات “أمريكان اكسبريس سنتيوريون” فهي مصنوعة من التيتانيوم، كما تم تصنيع “فيزا بلاك كارد” من الكربون، وأصبحت عبارة “قابل للتحلل” واسعة الانتشار وكثيراً ما نسمع عنها في هذا المجال.

وقد تكون معظم أجزاء البطاقات الائتمانية قابلة للتحلل إذا تم تصنيعها من البوليميرات المشتقة من النباتات، لكن الأقطاب المغناطيسية والأحبار المعدنية من ناحية أخرى قد لا تكون من الأجزاء القابلة للتحلل.

وأكثر من ذلك فإن المادة التي تصنع منها بطاقات الائتمان سواء أكانت من البلاستيك أو المعدن لن توفر أي من المال،ولا الصورة على واجهة البطاقة أو أية ميزات تجميليلة أخرى. كل مايهم هو الرسوم والمكافآت والأسعار المرتبطة بهذه البطاقة.

في حال نجحت في توفير بعض الأموال من خلال بطاقة ائتمان بمزايا جذابة، يمكنك التبرع به لجمعية خيرية تعنى بشؤون البيئة إذا كانت المساعدة في حماية البيئة هي هدفك النهائي.

وفي جميع الأحوال فإن تطور خدمات المحمول، وزيادة الوعي لدى المستهلكين يؤدي بلا شك إلى أصغر بصمة بيئية في صناعة الخدمات المالية في السنوات القادمة، أما الآن فهناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به.

 

ترجمة وإعداد مجلة أخبار البيئة

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا