على مدى الأعوام الـ 20 الماضية، قطع العالم خطوات هامة في زيادة فهمنا لتعقيدات تغير المناخ، وأسبابه. وتجمع المجتمع الدولي في مجموعة متنوعة من المنتديات لتقييم النتائج العلمية، ووضع السياسات والصكوك القانونية، وزيادة الوعي العام بالحاجة الماسة إلى القيام على نحو أفضل بحماية الغلاف الجوي للأرض من التدخل البشري الضار. ومن المراحل الرئيسية في هذا الصدد:


1988:
أنشأت منظمة الأرصاد العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ من أجل توفير نظرة علمية واضحة بشأن تغير المناخ وعواقبه المحتملة على الصعيدين البيئي والاجتماعي الاقتصادي.

1990: قدم الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ تقريره التقييمي الأول، الذي يتنبأ بحدوث زيادة قدرها 0.3 درجة مئوية في متوسط درجة حرارة العالم في كل عقد من القرن الحادي والعشرين، بما يفوق أي زيادة شوهدت على مدى الـ 000 10 عام الماضية. وسلطت الشواهد العلمية التي أثارها التقرير أهمية تغير المناخ بوصفه مسألة جديرة بأن يخصص لها منبر سياسي دولي. وأدت دوراً حاسماً في إنشاء اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ، وهي المعاهدة الدولية الرئيسية الرامية إلى الحد من الاحترار العالمي ومواجهة عواقب تغير المناخ.

1992: اعتمدت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ، وهي معاهدة دولية تجمل الأهداف والقواعد العامة لمكافحة تغير المناخ، وذلك في مؤتمر قمة الأرض في ريو دي جانيرو، بالبرازيل.

1994: دخلت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ حيز النفاذ وهدفها المعلن هو “تثبيت تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يحول دون تدخل خطير من جانب الإنسان في النظام المناخي”. وقد انضمت إلى المعاهدة الدولية حتى الآن 192 دولة طرفاً. (وسيصبح العراق العضو الـ 193 في تشرين الأول/أكتوبر 2009).

1995: قدم تقرير التقييم الثاني للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ مزيداً من الأدلة على أن تغير المناخ يسببه البشر وتنبأ بمزيد من الاحترار في القرن المقبل. وساعدت هذه النتائج على تمهيد الطريق إلى اعتماد بروتوكول كيوتو في عام 1997.

1997: اعتمد بروتوكول كيوتو في كيوتو، باليابان، وحدد أهدافاً ملزمة للبلدان الصناعية بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة ليقل متوسطها في الفترة 2008- 2012 بنسبة 5 في المائة عن مستويات عام 1990. والتزمت الدول النامية بأهداف عامة للسياسات فيما يتعلق بمراقبة الانبعاثات، وأقيمت “آليات كيوتو” لتشجيع البلدان المتقدمة النمو على دعمها في الأخذ بتكنولوجيات خفض الانبعاثات.

2001: يشير تقرير التقييم الثالث للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ إلى أن النظام المناخي للأرض قد تغير “تغيراً واضحاًَ” على الصعيد العالمي والإقليمي على حد سواء، وأن بعض هذه التغييرات تعزى إلى أنشطة البشر. وجاء في التقرير أن “من المحتمل جداً”، على الصعيد العالمي، أن يكون عقد التسعينات أكثر العقود دفئاً، وأن يكون عام 1998 أدفأ عام تم تسجيله بين عامي 1861 و2000.

2001: قال رئيس الولايات المتحدة المنتخب الجديد جورج دبليو بوش إن الولايات المتحدة لن تنضم إلى بروتوكول كيوتو، وأعلن أن ذلك من شأنه الإضرار باقتصاد الولايات المتحدة.

2005: دخل بروتوكول كيوتو حيز النفاذ بحصوله على عدد التصديقات المطلوبة وهو 55 بلداً. ولم تكن الولايات المتحدة واستراليا من بينها. وبحلول نهاية 2009، سيبلغ عدد الأعضاء في البروتوكول 189عضواً.

2006: أدى الفيلم التسجيلي “حقيقة مزعجة” الذي قدمه نائب رئيس الولايات المتحدة السابق آل غور عن تغير المناخ إلى توعية ملايين الأشخاص بشأن تغير المناخ.

2007: أعلن تقرير التقييم الرابع للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ أن الأدلة على الاتجاه نحو الاحترار “لا لبس فيها”، وأن النشاط البشري “من المحتمل جداً” أن يكون القوة الدافعة في هذا التغير على مدى الـ 50 عاماً الماضية.

2007: تقاسم الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ ونائب رئيس الولايات المتحدة السابق آل غور جائزة نوبل للسلام “على الجهود التي بذلاها لبناء ونشر قدر أكبر من المعرفة عن تغير المناخ الناتج من صنع الإنسان ووضع أسس للتدابير اللازمة لمكافحة هذا التغير أو تخفيفه”.

2007: عقب انتخاب رئيس وزراء استراليا كيفن راد مباشرة، في تشرين الثاني/نوفمبر، قام بالتوقيع على وثائق التصديق على بروتوكول كيوتو، وكان ذلك “أول عمل رسمي” لإدارته. وأصبحت استراليا عضواً كامل العضوية في البروتوكول بعد ذلك بـ 90 يوماً. واليوم يبلغ عدد الأطراف التي صدقت على البروتوكول 184 طرفاً.

2007: توج مؤتمر الأمم المتحدة المتعلق بتغير المناخ المعقود في بالي، بإندونيسيا، أعماله باعتماد خطة عمل بالي. التي ترسم طريقاً للتفاوض بشأن إبرام اتفاق جديد للمناخ بحلول عام 2009 ويبدأ نفاذه بعد انتهاء فترة الالتزام الأولى ببروتوكول كيوتو في عام 2012.

2009: سوف تجتمع البلدان في الفترة من 7- 18 كانون الأول/ديسمبر في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في كوبنهاغن، بالدانمرك، لإبرام صفقة جديدة بشأن المناخ العالمي.

من أقوال بان كي ون حول تغير المناخ:
1- “ما لم نكافح تغير المناخ، وما لم نوقف هذا الاتجاه، فستكون لدينا نتائج مدمرة للبشرية”.
(ملاحظات في الحافة الجليدية بالقطب الشمالي (النرويج)، 1 أيلول/سبتمبر 2009)

2- “إن الأشخاص الذين ينؤون بعبء آثار تغير المناخ هم أقل الناس قدرة على ذلك وأقلهم تسبباً في المشكلة. والتكيف ضرورة عملية وحتمية أخلاقية”. (خطاب في مبنى الحكومة، أولانباتار، منغوليا، 27 تموز/يوليه 2009)

3- “يلزمنا أن نرى شراكات تبرهن على إمكان أن يتحقق منذ الآن المستقبل المتسم بانخفاض الانبعاثات. ويلزمنا نموذج جديد يمكّن البلدان النامية من تجاوز تكنولوجيات الطاقة العتيقة”. (ملاحظات في افتتاح برنامج “الأضواء الخضر”، بيجين، الصين، 24 تموز/يوليه 2009)

4- “حتى الآن، لم يجعل من تغير المناخ أولوية إستراتيجية سوى قسم ضئيل من دوائر الأعمال والاستثمار. ولكن الغالبية لا تلزم نفسها بشيء، انتظاراً لما يفعله الآخرون، أو انتظاراً لسياسات واضحة تدل على وجود أرضية متكافئة. وهناك آخرون من المدافعين عن النظام القديم. ولديّ رسالة واضحة أقولها لمن يمارسون الضغط المباشر أو الضمني منعاً للقيام بإجراء لحماية المناخ: إن أفكاركم قد عفا عليها الدهر، وقد بدأ الوقت ينفد من أيديكم”.

(خطاب في مؤتمر القمة العالمي للأعمال المعني بتغير المناخ، كوبنهاغن، الدانمرك، 24 أيار/مايو 2009)

5- “إن تغير المناخ والأزمة الاقتصادية يتطلبان جرأة في العمل. وأن يكون ذلك الآن. والشيء المطمئن هو أننا نستطيع التصدي لكلتا الأزمتين معاً. وأمامنا فرصة فريدة هذا العام. إذ يمكننا أن نحمي كوكبنا وأن نساعد على وقف التدهور الاقتصادي في آن واحد”. (بيان بالفيديو، 14 أيار/مايو 2009)

6- “لقد أطلقت على عام 2009 “عام تغير المناخ”. ولا يوجد ما يبرهن على ضرورة التضامن العالمي بشكل أفضل من تغير المناخ، فهو التحدي المميز لجيلنا. ولا توجد قضية أكثر ضرورة منه لبقاء جنسنا البشري في المستقبل. ولا توجد قضية أكثر جوهرية للأمن الوطني البعيد المدى والرخاء المستدام”. (مقال في جريدة كوريا هيرالد، 13 نيسان/أبريل 2009)

7- “إن إدارة الأزمة المالية العالمية تتطلب حوافز عالمية هائلة. وجانب كبير من ذلك الإنفاق ينبغي أن يتخذ شكل الاستثمار – الاستثمار في مستقبل أخضر”.
(البيان الافتتاحي في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، بوزنان، بولندا، 11 كانون الأول/ديسمبر 2008)

9- “لقد ثبتت جدوى التكنولوجيات النظيفة المرة تلو الأخرى. ويمكن للاستثمارات الموجهة إلى التكنولوجيات النظيفة أن تخلق فرص العمل وتتيح النمو مع حماية البيئة، وذلك بالتصدي الفعلي للأزمة المالية وتغير المناخ في وقت واحد”. (رسالة موجهة إلى المؤتمر رفيع المستوى المعني بتطوير تكنولوجيا المناخ ونقلها، بيجين، الصين، 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2008)

10- ” يمكن لحربنا على الاحترار العالمي، إذا ما أحكم تصريفها، أن تمهد الساحة لحدوث تحول ملائم للبيئة في الاقتصاد العالمي، تحوّل يحفز النمو والتنمية بدلاً من أن يقيدهما كما تخشى دول كثيرة”. (مقال في صفحة الرأي، الواشنطن بوست، 3 كانون الأول/ديسمبر 2007)

11- “إننا نرى جمال أنتاركتيكا – كما نرى الخطر الذي يمثله الاحترار العالمي، والأهمية العاجلة لعمل شيء إزاءه. وأنا مصمم على أن نفعل”. (بيان خلال زيارته إلى أنتاركتيكا، 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2007)

12- “لقد انقضت خمسة عشر عاماً على وضع الصيغة النهائية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ في ريو. وانقضت 10 أعوام على اعتماد بروتوكول كيوتو. ومع ذلك فإن الانبعاثات تتزايد في معظم البلدان الصناعية. وما زال نصيب الفرد من انبعاثاتها مرتفعاً بدرجة لا يمكن قبولها”. (ملاحظات افتتاحية، الاجتماع الرفيع المستوى بشأن تغير المناخ، مقر الأمم المتحدة، 24 أيلول/سبتمبر 2007)

ابوظبي: عمـاد سعـد

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا