فى إطار جهوده لنشر الوعى البيئى بين طلاب الجامعات، وصنع جيل شبابى جديد يتبنى ترشيد الطاقة، ويحمى البيئة؛ نظم الاتحاد العربى للشباب والبيئة – بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية الثقافة (ايسسكو)، ومحافظة البحر الأحمر – ملتقى شباب الجامعات العربية السادس بمدينة الغردقة فى البحر الأحمر، تحت شعار: «رَشِد الاستهلاك.. تصبح عصريا وصديقا للبيئة».

أكدت فاعليات المؤتمر الدور بالغ الأهمية للشباب فى ترشيد استهلاك الطاقة والمياه والموارد، لا سيما أن مصادر الطاقة العربية أخذة فى النضوب، وأن الإمكانات متاحة لتوفير وحدات لتوليد الطاقة الجديدة، على أن يديرها الشباب بأنفسهم.

واستعرض الملتقى الأزمة الحادة التى تواجهها البلدان العربية فى توفير المياه والشتلات وزيادة الرقعة الخضراء والأشجار فى المدن.

وأوصى بإطلاق برنامج عمل مشترك مع وزارة البيئة والصندوق الاجتماعى والجامعات لتمويل المشروعات البيئية للشباب، وأن ينشأ فى كل جامعة فرع للصندوق الاجتماعي.

وافتتح أعمال الملتقى كل من: اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، والدكتور مجدى علام رئيس اتحاد خبراء البيئة العرب، والدكتور عماد الدين عدلى رئيس الشبكة العربية للبيئة والتنمية، والدكتور ممدوح رشوان الأمين العام للاتحاد العربى للشباب والبيئة، وذلك بحضور 150 شابا من شباب الجامعات من 12 دولة عربية وافريقية وممثلى وزارة التعليم العالى وهيئة تنشيط السياحة ووزارتى البيئة والزراعة.

وكان غريبا أن وزير الشباب والرياضة -الذى كان موجودا فى الغردقة لحضور اختتام بطولة الاسكواش- قد تجاهل حضور، الملتقى برغم توجيه الدعوة له، وإعلانه الموافقة على الحضور.

ضد الفحم
الطريف أن استقصاء للرأى حول قبول فكرة الاعتماد على الفحم كمصدر لسد العجز فى الطاقة أُجرى فى أثناء حلقات العمل للملتقى. وأظهرت النتيجة أن 100 % من المشاركين يرفضون بشدة هذا الاتجاه، ويدعمون فكرة اللجوء إلى استخدام الطاقات الجديدة عوضا عنه.

وتأتى أهمية الحلقة من كونها نُظمت فى توقيت الاحتجاجات الطلابية بالجامعات، لتبدد الصورة السلبية عن بعض شباب الجامعات، بقول إنه يخرب المنشآت العلمية، وتأكيد أن الشباب يمكن أن يقدم الكثير لو وجد من يمد يد العون له.

وكانت قد سبقت هذا الملتقى خمسة ملتقيات مع شباب الجامعات المصرية والعربية، اهتمت بتدريبهم على الطاقات الجديدة والمتجددة.

وقدمت لهم أدلة تدريبية فى مجال التربية البيئية وحماية البيئة. واستفادت من جهود الشباب فى مواجهة الأزمات والتشجير وأعمال الصيانة وجمع المخلفات وغيرها.

وقال الدكتور ممدوح رشوان إن أعمال الملتقى تأتى فى إطار التعاون مع منظمة الايسسكو الذى أثمر حتى الآن عن تنظيم 6 حلقات عمل تدور حول التنمية المستدامة فى مجالات التعليم والسياحة والاقتصاد الأخضر.

وقال الدكتور مجدى علام إنه سيتم تنظيم دورة تدريبية لإشراك الشباب فى تنفيذ مبادرة الفرز من المنبع التى أطلقتها وزارة البيئة، مشيرا إلى أن الاتحاد العربى للشباب والبيئة حرص على تنفيذ برنامجه الشبابى لحماية البيئة بالرغم مما يواجهه من صعوبات كبيرة أبرزها نقص التمويل اللازم للأنشطة، والظروف التى يمر بها العالم العربي.

السعادة البيئية
وفى كلمته حول تحقيق التنمية المستدامة من خلال التعليم، قال الدكتور مجدى علام إن البيئة تعتمد أساسا على الإنسان، وهو أيضا المدمر للبيئة، لذا لابد من نشأة جيل جديد يتعلم مفهوم حماية البيئة.

وأضاف الدكتور علام أنه لابد من صنع الاتجاه الإيجابى للشباب تجاه البيئة، وليس السلبي، وأنه لابد من المساواة فى الوصول إلى موارد الأرض الطبيعية، كما أنه لابد من إيجاد نموذج للوعى البيئي.. فعلى سبيل المثال يُعد البلاستيك أول عدو للبشر، وبه 2000 مركب كيماوي، لذا لابد من أن نتفق ضمنيا على أن البيئة حق للأجيال القادمة، وأن نتخطى الصراعات بين المستثمرين والبيئة.

وتابع أن المنتج لابد أن يكسب، ولكن لابد من أن يحافظ على البيئة أيضا، مشيرا إلى أن الاقتصاد الأخضر هو اقتصاد السعادة، وأن مؤشرها يُقاس بمؤشرات الاقتصاد الأخضر، وأن مليارا ونصف المليار جنيه تنفق سنويا على غسيل الكلى بسبب تلوث المياه والغذاء بالعناصر الثقيلة، ومن أهمها الرصاص.

ومن جهته، أدار الدكتور عماد الدين عدلى جلسة تفاعلية مع الشباب المشاركين فى الملتقى للوقوف على اتجاهاتهم البيئية، ومناقشة أفكارهم حول ترشيد الاستهلاك، والاقتصاد الأخضر.

وقال إن البيئة المستدامة ليست رفاهية، وإن الاقتصاد الأخضر هو اقتصاد التنمية الاقتصادية فى البلاد، مؤكدا أنه يضمن الحفاظ على البيئة، واستخدام الموارد دون إفراط أو تلويث.
برنامج مشترك

وقبل أن يصدر الملتقى توصياته قام الشباب المشاركون فيه بغرس مجموعة من الأشجار بالغابة الشجرية التى تروى على مياه الصرف الصحى المعالج بالغردقة فى إطار حملة المليار شجرة تحت رعاية وزارة الزراعة، كما قاموا بتنفيذ برنامج لتوعية الاهالى فى مدينة الغردقة بترشيد استهلاك المياه، وشارك فيها محافظ البحر الأحمر, وكان من مقترحات الشباب التعاون بين وزارة الزراعة وبنك التنمية والائتمان الزراعى والجامعات لتمويل المشروعات الشبابية، والإسراع بإطلاق برنامج عمل مع وزارة الشباب والزراعة لتدريب الشباب، وزراعة الغابات الشجرية، وتنظيم برامج شبابية مع وزارة البيئة، للترشيد والتدوير، مع السعى لإقامة معسكر تدريب للشباب فى حلايب وشلاتين لمواجهة التصحر، والاستعانة بالزراعة الصحراوية والمزارع السمكية على المياه الجوفية، واستزراع الجمبري.

الأهرام 

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا