أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في معهد سكريبس لعلوم المحيطات التابع لجامعة كاليفورنيا في سان دييغو أن أكثر من 90% من أسماك المياه العذبة الشهيرة في جنوب كاليفورنيا تحتوي على طفيليات قادرة على إصابة البشر.
وعادةً ما تُسبب الطفيليات التي وُجدت في الدراسة – وهما نوعان من الديدان المفلطحة تُسمى المثقوبات – مشاكل في الجهاز الهضمي، أو فقداناً للوزن، أو خمولاً عند إصابتها للبشر، وفي بعض الحالات النادرة والشديدة، تسببت هذه الطفيليات في سكتات دماغية أو نوبات قلبية.
وتشير النتائج ، التي نُشرت في 3 يونيو/حزيران في مجلة الأمراض المعدية (Journal of Infectious Diseases)، وموّلتها المعاهد الوطنية للصحة (NIH)، إلى أن هذه الطفيليات تُشكل خطراً على الصحة العامة لم يُكتشف من قبل في الولايات المتحدة.
وقال رايان هيتشينغر، عالم البيئة والطفيليات في معهد سكريبس والمؤلف الرئيسي للدراسة: “عادةً ما لا يفكر الأمريكيون في الطفيليات عند تناول أسماك المياه العذبة، لأنها لم تكن تُشكل مشكلةً هنا تاريخياً، لكن هذه الديدان المثقوبة انتشرت الآن على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وهذا يعني أن الأطباء والجمهور يجب أن يكونوا على دراية بها”.
وأكد هيتشينغر أنه “لا داعي للذعر” إذ يسهل التخفيف من مخاطر هذه الطفيليات: فطهي السمك بالكامل أو تجميد أي سمكة نيئة لمدة أسبوع على الأقل كفيل بقتل الديدان المثقوبة، وفقاً لإرشادات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
إلا أن استطلاعاً على وسائل التواصل الاجتماعي أُجري ضمن الدراسة أشار إلى أن الناس في الولايات المتحدة يستهلكون على الأرجح أسماك المياه العذبة دون اتخاذ هذه الاحتياطات، مما قد يزيد بشكل كبير من احتمالية الإصابة.
وحددت الدراسة نوعين من الديدان المثقوبة الطفيلية – Haplorchis pumilio و Centrocestus formosanus .
وتاريخياً، أصابت هذه الديدان المثقوبة البشر في جنوب شرق آسيا، ومن المرجح أنها وصلت إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد داخل أجسام أحد مضيفيها وهو حلزون مائي غازي يُعرف باسم حلزون الميلانيا أحمر الحافة أو حلزون البوق الماليزي ( Melanoides tuberculata ). انتشر هذا الحلزون الغازي إلى 17 ولاية أمريكية وبورتوريكو.
أخبار البيئة