ضربت موجة حرّ بحرية طويلة الأمد المياه المحيطة بالمملكة المتحدة وأيرلندا في ربيع هذا العام، بحسب مرصد الأر التابع لوكالة افضاء الأمريكية (ناسا).

وبحلول منتصف مايو، وصلت درجات حرارة سطح البحر في بعض المناطق إلى 4 درجات مئوية أعلى من المعدل الطبيعي، وبدأت موجة الحر في أوائل مارس واستمرت حتى مايو، وفقاً لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني، مما يجعلها واحدة من أطول موجات الحر المسجلة في المنطقة في هذا الوقت من العام.

وأدت أنظمة الضغط الجوي المرتفع المستمرة طوال فصل الربيع إلى فترات طويلة من الطقس المشمس والجاف والهادئ، وهي ظروف مثالية لارتفاع درجة حرارة المياه السطحية، كما أشار الخبراء.

ويمكن أن تتراكم حرارة الشمس بسرعة في الطبقة العليا من الماء عندما تكون الرياح والأمواج هادئة جداً بحيث لا تتمكن من تحريك المياه الباردة من الأسفل، وخلال شهري أبريل ومايو، وصلت درجات حرارة المياه السطحية إلى أعلى مستوياتها في سجلات الأقمار الصناعية التي تعود إلى عام 1982، وجاءت هذه الظروف في أعقاب شتاء كانت فيه درجات حرارة سطح البحر أعلى من المتوسط.

وتُظهر هذه الخريطة شذوذات درجات الحرارة على سطح الماء في 22 مايو 2025. وتعكس القيم مدى اختلاف درجات الحرارة عن متوسط ​​الفترة 2014-2003 لذلك اليوم.

بحلول ذلك الوقت، وخلال موجة الحر، كانت درجات الحرارة في بحر الشمال قد بلغت ذروتها بالفعل، بينما كانت المياه السطحية غرب وجنوب أيرلندا تسجل بعضاً من أعلى درجات الحرارة المسجلة حتى الآن.

تعتمد الخريطة على بيانات من مشروع درجة حرارة سطح البحر متعدد المقاييس فائقة الدقة (MUR SST)، وهو جهد مختبر الدفع النفاث الذي يمزج بين قياسات درجات حرارة سطح البحر من العديد من الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والأقمار الصناعية الدولية، بالإضافة إلى ملاحظات السفن والعوامات.

يمكن أن تترك موجات الحر البحرية آثاراً مُختلفة على النظم البيئية، بما في ذلك الإضرار بمصائد الأسماك ونفوق أنواع رئيسية مثل عشب البحر.

وبما أن موجة الحر التي ضربت المملكة المتحدة وأيرلندا في مايو 2025 قبل ذروة الصيف، يعتقد العلماء أن درجات الحرارة ستبقى منخفضة بما يكفي لتجنب أضرار جسيمة.

ومع ذلك، قد يُؤثر الدفء غير المُعتاد على حجم وتوقيت ازدهار العوالق النباتية، وهو أمر بالغ الأهمية لأن هذه الكائنات تُشكل أساس الشبكة الغذائية المائية .

ويمكن للحرارة المرتبطة بهذه الأحداث أن تمتد إلى ما وراء المحيط لتؤثر على الطقس على اليابسة.

وجد باحثون يحللون موجة حر بحرية في شمال غرب أوروبا في يونيو 2023 أن حرارة سطح البحر ساهمت في ارتفاع قياسي في متوسط ​​درجة الحرارة الشهرية في المملكة المتحدة.

أخبار البيئة

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا