قالت دراسة جديدة إن إزالة قرون وحيد القرن خفضت بشكل كبير من عمليات الصيد الجائر.
وحللت الدراسة بيانات من 11 محمية في منطقة كروجر الكبرى بجنوب أفريقيا بين عامي 2017 و2023، وتُعدّ هذه المنطقة معقلاً عالمياً بالغ الأهمية، إذ تحافظ على حوالي 25% من إجمالي وحيد القرن الأفريقي.
ونُشرت الدراسة بعنوان “إزالة قرون وحيد القرن تقلل من الصيد الجائر” في مجلة “ساينس”.
وخلال فترة السنوات السبع، تم صيد 1985 وحيد قرن (حوالي 6.5% من إجمالي عدد وحيد القرن في منطقة كروجر الكبرى سنوياً) بشكل غير قانوني من أجل قرونها.
قال الباحث الرئيسي، الدكتور تيم كويبر، من جامعة نيلسون مانديلا: “تبيّن أن إزالة قرون وحيد القرن للحد من حوافز الصيد الجائر (حيث تم إزالة قرون 2284 وحيد قرن في ثماني محميات) حقق انخفاضاً في الصيد الجائر بنسبة 78% باستخدام 1.2% فقط من إجمالي ميزانية حماية وحيد القرن”.
وقد استندت هذه الدراسة إلى مقارنة بين المواقع التي خضعت لإزالة القرون وتلك التي لم تخضع لها، بالإضافة إلى التغيرات في الصيد الجائر قبل إزالة القرون وبعدها.
مع ذلك، أظهرت الدراسة استمرار بعض عمليات الصيد الجائر لوحيد القرن منزوع القرون، سعياً للحصول على جذوعها ونموّها مجدداً، في حين تُشير الأدلة الأحدث (2024-2025) منذ انتهاء الدراسة عام 2023 إلى أن هذا يُشكّل تحدياً مُتزايداً.
كما قد يُحوّل نزع القرون تركيز الصيادين الجائر إلى مجموعات القرون في أماكن أخرى.
ودعمت إي جيه ميلنر-جولاند ، أستاذة التنوع البيولوجي في قسم الأحياء بجامعة أكسفورد، الدراسة من خلال تقديم المشورة المتخصصة في مجال الاقتصاد الحيوي، وتقييم الأثر، والتقييم الأوسع لسياق الحفاظ على العمل.
وقالت: “لهذه الدراسة آثارٌ مهمة، ليس فقط على إدارة وحيد القرن، بل أيضاً على نطاقٍ أوسع بالنسبة لخبراء الحفاظ على البيئة الذين يخططون وينفذون التدخلات. كما تُشير إلى أهمية التفكير في سبل تقليل الربحية المتوقعة من الصيد الجائر (في هذه الحالة من خلال إزالة القرون)، بدلاً من التركيز فقط على زيادة المخاطر والتكاليف المتوقعة”.
استثمرت المحميات المشمولة في تقييم الدراسة 74 مليون دولار أمريكي في تدخلات مكافحة الصيد الجائر بين عامي 2017 و2021، وركز معظم هذا الاستثمار على إجراءات إنفاذ القانون التفاعلية – حراس الغابات، وكلاب التتبع، والمروحيات، وأجهزة التحكم في الوصول، وكاميرات الكشف – مما ساعد في القبض على أكثر من 700 صياد غير مشروع. ومع ذلك، لم يعثر الباحثون على أي دليل إحصائي على أن هذه التدخلات قللت بشكل ملحوظ من الصيد الجائر.
وتمثل نتائج البحث فرصة للحكومة والجهات الممولة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية لإعادة تقييم نهجها الاستراتيجي تجاه جرائم الحياة البرية بشكل عام وصيد وحيد القرن بشكل خاص.
أخبار البيئة