يتطلب رصد آثار تغير المناخ دراسة التغيرات في المعدلات الطويلة الأمد لأنماط الطقس اليومية وغيرها من العوامل الكثيرة الأخرى، وهو ما قد يكون أمراً دقيقاً ومعقداً.

ويستعمل العلماء نماذج مناخية تحاكي الآثار المحتملة للمتغيرات مثل الإشعاع والرطوبة وحركة الهواء والحرارة على مدى فترة معينة من الوقت للمساعدة في توقع ما قد يحصل.
وحتى يتسنى جعل توقع الآثار المحتملة لتغير المناخ شاملة إلى أبعد حد وتوضيح العلاقة بين الأحداث الحالية والنتائج المستقبلية، يقوم العلماء والأكاديميون بتوسيع لائحة المتغيرات مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع أسعار المواد الغذائية وإحصائيات سوء التغذية.

وشرح بيتر والكر، مدير مركز فينشتاين الدولي بجامعة تافتس الأميركية المغزى من هذه التجارب بقوله “يتجلى الدرس في فهم ما تتسبب به الأنماط. فهي تظهر للباحث صورة جد مبسطة لما قد يحصل في ظروف جد مستبعدة. إنها لا تتنبأ بالمستقبل”.

وأوضح أن “الأنماط تظهر ما سيحدث إذا كانت المتغيرات مثلما هو متوقع وتحدث بالشكل المنتظر. بمعنى أنه في حال ما تطابقت كل الأمور وجاءت توقعاتنا بالنسبة للمتغيرات بالشكل الذي تنبأنا به، فإن هذا ما سيحدث”.

تظهر الأنماط للباحث صورة جد مبسطة لما قد يحصل في ظروف جد مستبعدة.

وأضاف قائلاً “تفشل الأنماط إذا جاءت متغيرات مختلفة عما وضعه العلماء. فماذا سيحدث إذا ثبت أن النزاع الناتج عن تغير المناخ قد تحول إلى موضوع كبير وخطير في المستقبل؟ كذلك ماذا سيحدث إذا تغيرت العلاقة بين المتغيرات مع مرور الوقت؟ فمثلاً، أصبحت الأنماط التي تم استعمالها قبل 30 عاماً لتوقع نسب الادخار لدى الأميركيين دون جدوى الآن لأن العلاقة بين ما يجنيه الناس وما يرغبون في شرائه وما يدخرونه تغيرت جذرياً بعد استعمال البطاقات الائتمانية. لذلك فإن أنماط ما قبل البطاقات الائتمانية أصبحت غير صالحة”.

وأوضح قائلاً “إنه لواقع مزعج فعلاً ألا تنتج معظم التغيرات التاريخية عن أحداث متوقعة وإنما عن أحداث غير متوقعة…وهي الأحداث الكبيرة غير المتوقعة. وهذا ما يشار إليه بنظرية البجعة السوداء”.

فقد كان يُعتقد في السابق أن البجع أبيض دائماً إلى أن تم اكتشاف البجع الأسود في أستراليا.

وقال والكر “نحن لا نعرف أي نوع من البجع الأسود سيعترض طريقنا ويقوض أنماطنا التنبؤية”.

ولكن رغم ذلك، فإن وضع الأنماط لا يزال يشكل “أداة جيدة للتأكيد على أن الأمور لن تبقى كالمعتاد”.

واستعمل والكر مؤخراً عدداً من الأنماط للاستدلال على احتمال ارتفاع الإنفاق على القضايا الإنسانية خلال العشرين سنة المقبلة في ظل زيادة تكرار الكوارث الطبيعية وتضخم حجمها.

ميدل ايست اونلاين

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا