أفادت نتائج دراسة نشرت نتائجها الخميس إلى أن من المتوقع أن تسهم الظروف الجوية المواتية في بيئات تكاثر الفراشات الملكية في المكسيك في تزايد أعدادها إلى أكثر من 100 مليون هذا العام أي ما يمثل ثلاثة أمثال الأعداد التي كانت عليها منذ بضع سنوات.

وقالت الدراسة التي أجراها باحث بجامعة تكساس للزراعة والميكانيكا إن هذه الزيادة لا تزال دون الحد المستهدف وهو مليار فراشة.

والفراشات الملكية أيقونة المنطقة وتتميز عن الفراشات الأخرى في دقة واتساق دورة حياتها وطول مسافات هجراتها السنوية وانتظامها

وهي تعشق لألوانها الأخاذة بعد خروجها من شرانقها الموشاة بالخيوط الذهبية.

وتمثل الهجرة الجماعية التي تقوم بها الفراشات الملكية لمسافة 4800 كيلومتر في أمريكا الشمالية واحدة من أكثر مهرجانات الفراشات إبهارا في العالم حين تشرع الملايين من هذه الحشرات في رحلة خريفية مضنية من كندا شمالا وحتى المكسيك وسواحل كاليفورنيا جنوبا.

وتزهو الفراشات الملكية البالغة باللون البرتقالي لأجنحتها ذي العروق السوداء والبقع البيضاء بمحاذاة الحواف الخارجية. وتصل أقصى مسافة بين الجناحين إلى عشرة سنتيمترات ولون الجسم أسود.

وقال كريج ويلسون مساعد الباحث بالجامعة الذي يعمل بمركز الرياضيات والتعليم “يبدو أن الظروف الجوية المواتية ساعدت الفراشات خلال فصل الشتاء إذ لم يكن الجو ممطرا ولا باردا لأن اجتماع العاملين معا قد يكون مهلكا”.

وتناقصت أعداد الفراشات الملكية بفعل أنشطة غير مشروعة لقطع الأشجار الخشبية بالغابات علاوة على استخدام مبيدات الآفات التي تقضي على نبتة حشيشة اللبن التي تعتمد عليها هذه الحشرات في وضع بيضها وتغذية يرقاتها اليافعات.

ويرتبط اختفاء نبتة حشيشة اللبن بعوامل منها التوسع في زراعة محاصيل مهندسة وراثيا يمكنها الصمود أمام مبيدات الحشائش التي تقتل نباتات تنمو محليا ومنها حشيشة اللبن.

وتنقسم هذه الحشرات إلى عشيرتين في الولايات المتحدة وفقا لأنماط هجرتها الخريفية تهاجر العشيرة الأولى من الشرق لتقطع ثلاثة آلاف ميل إلى المكسيك فيما تقطع عشيرة الغرب رحلة أقصر إلى كاليفورنيا.

ولا يزال الغموض يكتنف أنماط الهجرة الجماعية للفراشات الملكية ففي الوقت الذي يعرف فيه أنها توجه نفسها مستعينة بموقع الشمس وبالمجال المغناطيسي للأرض في الأيام الغائمة إلا أنه من غير الواضح كيف تجد الأجيال الجديدة منها طريقها إلى مناطق هجرة موسم الشتاء التي لم ترها من قبل.

وتواجه الفراشات الملكية المهددة بالانقراض عقبات جديدة خلال هجرتها السنوية منها السيول والفيضانات الناجمة عن الأعاصير. ونتيجة لذلك فقد حولت هذه الفراشات الملكية من المسار الطبيعي لرحلتها لتجد ملاذا في وديان ولاية نوفو ليون بشمال المكسيك.

وقالت الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية إن هذه الفراشات ربما تحتاج إلى الحماية بموجب القانون الأمريكي الخاص بحماية الأنواع المهددة بالانقراض بعد فقدان مكان المعيشة (الموئل) وسط الزراعات ما أدى إلى تراجع حاد في أنشطة هجرة هذه الفراشات ذات اللونين البرتقالي والأسود.

 

رويترز

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا