سجّلت وزارة التغيُّر المناخي والبيئة بالتعاون مع إدارة التنمية الريفية التابعة لوزارة الزراعة والأغذية والشؤون الريفية في جمهورية كوريا الجنوبية، وجامعة الإمارات، نجاحاً مميزاً للتجارب الأولية لزراعة أصناف من الأرز في البيئة الصحراوية للإمارات وتحت الظروف الحقلية الواقعية.

يأتي ذلك ضمن الأهداف الاستراتيجية للوزارة لتعزيز التنوع الغذائي وضمان استدامته واستدامة النظم البيئية، وبما يحقق استدامة سلاسل إمداد الغذاء وتشجيع الأبحاث الابتكارية، وتعدّ تجارب زراعة الأزر الإماراتية الكورية في بيئة صحراوية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.

وتأتي هذه التجارب كجزء من مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في شباط (فبراير) 2019 بين وزارة التغيُّر المناخي والبيئة ووزارة الزراعة والأغذية والشؤون الريفية الكورية. وشملت مذكرة التفاهم التعاون بين الجانبين في مجموعة من المجالات البحثية والتطبيقية منها توظيف التكنولوجيا الذكية ونظم الزراعة المغلقة والعمودية وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ومجال رعاية صحة الحيوان، وزراعة النخيل ومكافحة الآفات الزراعية، إضافة إلى زراعة الأرز.

وفي حزيران (يونيو) 2019، تم خلال الاجتماع الثاني للجنة التعاون الإماراتية الكورية الاتفاق على الإطار العام لبدء العمل على الدراسة التجريبية لاختيار أصناف أرز تتحمل البيئة الصحراوية، وقادرة على التكيّف والتعايش مع أجواء الإمارات، وتطوير طريقة زراعتها.

واختارت الوزارة بالتعاون مع الجانب الكوري مركز الابتكار الزراعي التابع لها في الذيد، لتجربة زراعة الأرز في الإمارات، وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 بدأت تجارب الزراعة الأولية على مساحة 2200 متر مربع للزراعة بنظام الحقل المفتوح، وتم ريها بنظام التنقيط تحت السطحي الذي يضمن زيادة كفاءة استخدام المياه كمرحلة أولى للتجربة.

وقبل تنفيذ التجربة تم إجراء العديد من الاختبارات لتربة ومياه الري للمنطقة المختارة للزراعة لتحديد طبيعتها واحتياجاتها الصحيحة وكذلك دراسة العوامل المناخية المختلفة لضمان نجاح التجربة الزراعية، كما تم اختيار صنفين من الأزر للزراعة وهما “جابونيكا، إنديكا” اللذان اثبتا قدرة على تحمل درجات الحرارة العالية، والتعايش مع ظروف التربة المحلية، واستمرت هذه المرحلة التجريبية الأولى حتى أيار (مايو) 2020.

ولضمان نجاح التجربة، تم وضع نظام ومراقبة وتقييم لعملية النمو والذي ركّز على تقييم نسبة الانبات ومعدل النمو والتحديات التي قد تواجه التجربة ووضع الحلول الابتكارية لها، واظهرت عملية المراقبة والتقييم لعملية الزراعة في محطة أبحاث الذيد نجاح انبات ونمو شتلات الأرز المزروعة خلال الأيام الـ 7 إلى الـ 10 الأولى للزراعة بنسبة 100 في المئة، ومع ارتفاع درجات الرطوبة انخفض معدل النمو بشكل طفيف ليعاود النمو في الارتفاع بشكل تدريجي مرة أخرى.

كما ظهرت خلال عملية الزراعة مجموعة من التحديات التي تم التغلب عليها، ومنها ارتفاع درجات حموضة التربة وملوحة المياه وانخفاض النمو في المناطق التي تقل فيها معدلات مياه الري، وتم التعامل مع هذه التحديات عبر استخدام بعض المواد العازلة الطبيعية وتركيب نظام لمعالجة نسب ملوحة المياه.

وتم تقسيم المساحة المخصصة للزراعة التجريبية إلى ثلاث مناطق لتسهيل عملية المراقبة الدقيقة، وفي المنطقة الأولى نجحت عملية الزراعة بشكل كامل وتم حصاد الأرز في 5 أيار (مايو) الماضي، وفي المنطقة الثانية احتاجت عملية الزراعة إلى مراقبة وتدخل مكثفة نظراً لطبيعة المياه الموجودة فيها، وتمت الزراعة بنجاح وفي 10 أيار (مايو) الماضي حصد فريق العمل الأرز من المنطقة. وأظهرت نتائج الحصاد الأولية نتائج مميزة من حيث النمو وانتاجية المحصول ويجري حالياً بالتعاون مع الجانب الكوري تحليل ودراسة بيانات الزراعة والحصاد والموارد المستخدمة بالكامل.

وتعدّ أصناف الأرز التي تم اختيارها لتجربة الزراعة في الإمارات مناسبة للاستهلاك ويتم تداولها بشكل تجاري في العديد من الأسواق، لكن الوزارة ضمن حرصها على الصحة والسلامة العامة، وتأكيداً على جودة وكفاءة محصول عمليات الزراعة التجريبية وصلاحيته للاستهلاك يجري حالياً فحص عينات الأرز لاختبار مطابقتها للمواصفات القياسية.

وللتأكيد على نجاح عمليات الزراعة التجريبية للأرز في الإمارات وضمان لتقييم متكامل يتم حالياً دراسة النتائج الأولية لتقييم التجربة البحثية والتجهيز لإطلاق المراحل التجريبية الجديدة خلال الفترة القادمة.

وبناء على النتائج الإيجابية لعمليات الزراعة التجريبية للأرز في الإمارات وخصوصا تجربة “محطة الابتكار الزراعي في الذيد” سيتم دراسة إطلاق مراحل تجريبية جديدة على مساحات أوسع، في مناطق مختلفة على مستوى الإمارات، مع تطوير نظم الري والتسميد المستخدمة، وتجريب أصناف جديدة من الأرز ضماناً للوصول إلى أفضل نتائج تجريبية.

وبحسب فريق عمل إدارة التنمية الريفية الكورية الجنوبية يتوقع أن تصل الإنتاجية لكل 1000 متر مربع من المساحة التي تطبق عليها الزراعة التجريبية إلى 763 كيلوغرام، وأوضحوا أن الدورة الزراعية تستغرق 160 يوماً تقريباً. وأشار إلى أن الاعتماد على تقنيات وآليات متطورة في الزراعة سيعزّز بشكل متزايد خفض نسب استهلاك المياه وزيادة القدرة الإنتاجية.

عن “وام”

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا