قالت الوكالة الاوروبية للبيئة ان الاطفال الذين يولدون اليوم في دول مثل اسبانيا وايطاليا سيشهدون ارتفاعا في درجات حرارة فصل الصيف تصل الى سبع درجات مئوية في اواخر حياتهم.

وذكرت الوكالة الاوروبية للبيئة ان الوفيات جراء ضربة الشمس سترتفع وان محاصيل جنوبية مثل العنب ستتجه الى الشمال وستتعرض مجموعة من النباتات الاوروبية النادرة للانقراض.

وقالت جاكلين مكجليد مديرة الوكالة الاوروبية للبيئة بمناسبة نشر الوكالة تقييمها لاوضاع البيئة في اوروبا الذي تصدره كل خمس سنوات “في كل انحاء اوروبا يمكن ان نبدأ في رصد علامات التحذير من التغير المناخي.”

وفي مقابلة مع رويترز قالت “يمكننا رؤية التعارض بين ظهور الطيور والاغذية التي تتغذى عليها بشكل طبيعي وتسلل بعض انواع الاسماك القادمة من الجنوب الى مصايد الاسماك وبعض انواع المحاصيل وهي تكافح بالفعل من اجل البقاء.”

وجاء في التقرير ان انهار الالب الجليدية ستذوب في غضون عقود وسيزيد هطول الامطار على دول الشمال بنسبة 20 بالمئة بحلول نهاية هذا القرن وسيتضاعف عدد الايام التي تتجاوز فيها درجة حرارة الطقس 40.7 درجة مئوية على سواحل المتوسط بحلول عام 2080 .

وتأتي هذه التوقعات بعد يوم من بدء محادثات في كانكون المكسيكية بشأن خطوات لمكافحة التغير المناخي. كما تأتي ايضا وسط أدلة مقدمة من بريطانيا والولايات المتحدة بأن عام 2010 من بين اكثر الاعوام ارتفاعا في درجة الحرارة المسجلة.

وقالت مكجليد “مع مرور الوقت فان الاطفال الذين يولدون اليوم عندما يبلغون سن السبعين او الثمانين سيكون عليهم بالفعل التأقلم مع درجات حرارة متزايدة.

“خلال فصل الصيف سيعانون بشكل يومي من درجة حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية في جنوب اوروبا.”

ويقول خبراء في الوكالة الاوروبية للبيئة انه بحلول نهاية القرن سيصل عدد الوفيات السنوية ذات الصلة بارتفاع درجة الحرارة الى ضعف العدد الذي شهدته اوروبا خلال موجة حر عام 2003 والبالغ 70 الف حالة وفاة.

وقالت مكجليد “سيكون الاختيار بين تخصيص المياة للزراعة او للشرب…اليوم تستهلك بعض البلدان بالفعل 80 بالمئة من المياه التي تصل الى اراضيها في الزراعة.”

وستتأثر بشدة محاصيل لها اهمية زراعية كبيرة مثل البرتقال الاسباني ونبات الخزامى العطري في فرنسا والعنب الايطالي.

وقالت مكجليد “الزيتون اليوناني على سبيل المثال من المحتمل ان يكون قادرا على مقاومة درجات الحرارة الاعلى لكن بعض البساتين التي تزرع العنب اليوم قد تضطر الى تغيير بعض العينات والانواع التي تستخدمها.”

واضافت في اشارة الى زهرة الالب البيضاء التي تظهر على عملات معدنية نمساوية وهي رمز غير رسمي لسويسرا “في المناطق الجبلية توجد عينات فريدة مثل الاديلويس التي ستكافح من اجل البقاء.”

وأصدر تقييم الوكالة الاوروبية للبيئة لخمس سنوات تحذيرات للاقاليم القطبية الشمالية بان “بيانات أعوام 2007 و 2008 و 2009 توضح ان الغطاء الثلجي للبحر المتجمد الشمالي ينكمش على نحو متزايد بصورة اسرع من تصورات النماذج المناخية.”

وقالت مكجليد ان ذوبان المناطق دائمة التجمد سبب بالفعل مشاكل لسكان الاقليم.

وقالت “في الشمال يبدو الموقف شديد الوضوح… فالاشخاص الذين يقطنون هذه الاقاليم يعانون من انخفاض مستوى الارض في مدنهم وبلداتهم وتتعطل الطرق وتتغير طرق الحياة بصورة كبيرة.”

ويقول التقرير ان درجة حرارة اوروبا ارتفعت اكثر من المتوسط العالمي وان متوسط درجات الحرارة الحالي ارتفع 1.3 درجة مئوية مقارنة بمتوسطها في الفترة بين عامي 1850-1899 مقارنة بزيادة في المتوسط العالمي بلغت نحو 0.7 درجة مئوية.

وتوقعت مكجليد ان تعاني شمال افريقيا هي الاخرى.

وقالت “اذا لم تحل هذه الدول في الجزء الجنوبي من البحر المتوسط ازمة المياه على وجه خاص فان اجيالا ستلجأ الى اماكن اخرى تكون فيها اكثر امنا بالنسبة للغذاء وفي نهاية المطاف العمل.”

رويترز

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا