رسم «المؤتمر الدولى حول الآثار المحتملة للتغيرات المناخية على القارة الإفريفية»، الذى اختتمه معهد البحوث والدراسات الإفريقية بالقاهرة الأسبوع الماضي، خارطة طريق مصرية من أجل مواجهة التغيرات المناخية فى القارة الإفريقية.

المؤتمر عُقد بمشاركة 120 باحثا، وأجمع فيه الخبراء على أن التغيرات المناخية تهدد الامن القومى الإفريقى، وطالبوا حكومات القارة السمراء بوضعها فى مقدمة أجندة النظم السياسية، وتخصيص موارد كافية لها فى ميزانياتهم لما لها من آثار خطيرة على صحة الإنسان، وضرر بالاقتصاد والزراعة.

وأوضح الدكتور عطية الطنطاوي، مقرر المؤتمر، أن مصر معرضة لعدة سيناريوهات إما غرق الدلتا والساحل الشمالى لأن درجة الحرارة ستزيد درجتين خلال القرن الجارى، أو تعرض نهر النيل للجفاف، أو تعرضها لفيضان نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والبخر فتزيد معدلات الأمطار خاصة فى منطقة البحيرات الاستوائية مما يؤدى الى زيادة الفيضان بدرجة تهدد السدود بالهدم والإزالة ومنها السد العالى وإغراق مصر خاصة منطقة الصعيد، بالإضافة إلى تذبذب الأمطار مما سيؤثر على إنتاج المحاصيل الغذائية، مشيرا إلى أن مصر من أكثر الدول الأفريقية تأثرا إذ إن الساحل الشمالى وجزءا كبيرا من الدلتا معرض للغرق، كما أن 15 % من المساحات الزراعية مهددة بالتلف.

وأشار إلى أن القارة الأفريقية تعد أكثر قارات العالم حساسية للتغيرات المناخية ذلك أنها تتصف بمحدودية الموارد وأن غالبيتها تقع ضمن الآراضى الجافة وشبة الجافة التى يغلب عليها النشاط الرعوى والزراعة المطرية وتتجلى مظاهر التغيرات المناخية فيها فى الجفاف والفيضانات والأعاصير التى تتكرر الآن على نطاق واسع مقارنة بالماضى .

خطة قومية

من جهته، أكد الدكتور السيد ابراهيم جابر، عميد المعهد ورئيس المؤتمر، أن الدول الإفريقية لابد أن تعمل جاهدة من الان لحماية نفسها من من الكوارث الناتجة عن تغير المناخ باستخدام أنظمة إنذار مبكر لمنع المجاعات وتفشى الأمراض الناجمه عن تقلبات الطقس .

وأضاف الدكتور حسين مراد مقرر الموتمر أن المؤتمر ناقش مواجهة الأثار المناخية السلبية على مصر والقارة الأفريقية بشكل عام، على مجالات الغذاء والصحة وانتشار الأمراض فى النبات التى تضر بالإنسان.

ومن جانبه، أوضح السيد السفير صلاح الدين عبد الصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن المؤتمر أتى من خلال تضامن الجهات السيادية والعلمية والبحثية المصرية من اجل التواصل والتفاعل مع قارتنا الحبيبة لإذابة فترات الجمود التى مرت بها العلاقات المصرية مع القارة الأفريقية

وأضاف فى تصريحات لـ «صفحة البيئة» أن الهيئة تعد خطة قومية لتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الموارد المائية وسبل تحقيق ذلك واستخدام التكنولجيا المتاحة للحد من أى تأثير للتغيرات المتاخية على الزراعة، وفقا لما توصلت إليه الأبحاث و المؤتمرات و الفعاليات الدولية فى هذا المجال. وصرحت هنادى سلطان المسئول الاعلامى للمؤتمر بأن المؤتمر أتى ضمن العديد من المؤتمرات والفعاليات لتواصل الهيئة مع قاراتنا الأفريقية، والخروج بأفضل نتائج وتوصيات تصلح للتنفيذ.

أفريقيا الأكثر تضررا

من جهته، أوضح الدكتور هشام السيد عيسى، رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة ومنسق الإتصال الوطنى لإتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، أن أفريقيا أكثر الدول تأثرا بالتغيرات المناخية وتضررا منها نتيجة الثورة الصناعية وإنبعاث الغازات، وأن مصر تعتزم توحيد مواقف الدول الأفريقية البالغ عددها 59 دولة تجاه قضايا المناخ فى مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة فى سبتمبر المقبل حول الإتفاقية الإطارية لتغير المناخ بالامم المتحدة، مع تقديم دعم فنى للتعامل مع الظاهرة من خلال اتفاقيات التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين الدول الأفريقية .

الأهرام

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا