في زمن قربب تماماً، لفتت منظمة الـ «يونيسكو» عبر «تقرير التنمية المائية» Water Development Report، إلى حقيقة أن زيادة الطلب على الوقود الحيوي يرفع الطلب على المياه في الزراعة بما يزيد على 20 في المئة عالميّاً.

وتوقع أن تستمر الطاقة الكهربائية الآتية من مصادر مائية، لكونها المصدر الأكبر للطاقة المتجددة حتى عام 2035، لأنها تمثّل 16 في المئة من إجمالي الطاقة. وهناك أنماط من طاقتي الشمس وحرارة الأرض، تعتمد على استخدام المياه.

وفي المقابل، تستعمل 8 في المئة من الطاقة المولّدة عالميّاً في ضخّ المياه ومعالجتها ونقلها.

وكلما زادت الحاجة إلى المياه، تصاعدت معها الـــحاجة إلى الطاقة.

هناك أمثلة واضحة على ذلك في التعامل مع المياه اللازمة في الريّ والصـــرف الـــزراعي والصحي، إضــافة إلى مياه الـــشرب النقيّة.

ثمة مستويات متعدّدة لمعالجة المياه، بداية من المحطات التي تحتاج إلى الطاقة في تشغيلها، وصولاً إلى الحاجة التي لا تنتهي للمياه في الصناعة.

تشابك مُكثّف
هل ينتبه العالم في شكل كافٍ إلى الجوانب المتعددة لعلاقة المياه مع الطاقة؟ هل تضخّ استثمارات في مجال المياه، كتدفّقها في مجال الطاقة؟
هل توجد سياسات متكاملة تتعامل مع الطاقة والمياه وعلاقتهما بقضايا أساسيّة أخرى، خصوصاً الغذاء؟

استطراداً، بات شائعاً من الناحية العلميّة، الحديث عن ثلاثية الطاقة والماء والغذاء، باعتبارها أشياء مترابطة مع بعضها بعضاً على نحو لا انفكاك فيه.

في المقابل، من الواضح أن الاهتمام بهذه الثلاثيّة المتشابكة ما زال دون مستوى وزنها وأهميّتها.

واستدعى نقص الاهتمام أن تبنّت الأمم المتحدة علاقة المياه والطاقة، واتخاذها أساساً في الاحتفاء بـ «اليوم العالمي للمياه 2014» World Water Day.

وتؤكّد الأمم المتحدة أن توفير المياه والطاقة لا بد من أن يحظى بأولوية في الأجندة العالمية العاجلة للتنمية المستدامة، مع ربط هذين العنصرين مع مجابهة التغيّرات المناخية ودعم الاقتصاد الأخضر، وتقليل الفقر، وتشجيع الابتكار التكنولوجي لتخفيض استهلاك المياه والطاقة في الصناعة، والانتقال إلى صناعة خضراء تزيد كفاءة استخدام مختلف الموارد، والاعتماد على وسائل نظيفة في الإنتاج.

ويتمثّل أحد الأهداف التي حدّدتها الأمم المتحدة في الوصول إلى إنتاج كيلوواط/ ساعة من الكهرباء لكل قطرة ماء!

ويتطلب الأمر سياسات متكاملة في البيئة والتنمية، إضافة إلى إعطاء أولوية لمشكلات ملايين الناس الذين يعيشون في العشوائيات والمناطق الحضريّة المهمّشة. إذ لا يستطيع هؤلاء الحصول على خدمات المياه والطاقة والصرف الصحي.

وتستضيف العاصمة اليابانيّة احتفال هذا العام، بالتعاون مع «منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصنـــاعية» و«جامعة الأمم المتحدة».

الحياة

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا