كشفت دراسة حديثة، انتشار واسع لكميات المايكرو بلاستيك، مصدرها الألياف الصناعية في ملابس البوليستر وغيرها، في كاليفورنيا، إذ يُقدّر عدد القطع البلاستيكية في الولاية وحدها بـ130 ألف ضعف عدد نجوم مجرة درب التبانة.

ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية، عن الدراسة التي أعدها فريق من جامعة كاليفورنيا، سانتا بربرا، أن تلك الكمية من قطع مايكرو بلاستيك الألياف الصناعية تزن 4 ملايين طن، وهي نتاج عام 2019 فقط في الولاية.

وينتج بلاستيك الألياف الصناعية من عملية غسيل الملابس المحتوية على ألياف صناعية، التي تتسرب عبر الغسالة للمجاري، ومن ثم للمحيطات، بينما يبلغ قطر كل من تلك الألياف أقل من 5 ملليمترات.

وقدّرت إحدى الدراسات السابقة، أن متوسط المايكرو بلاستيك الناجم عن كل غسلة ملابس يبلغ 700 ألف قطعة يصل معظمها للمحيطات وتتغلغل في السلسلة الغذائية، إذ كشفت دراسة أخرى أن 73 في المئة من الأسماك التي تم اصطيادها من وسط المحيط الأطلسي تحوي مايكرو بلاستيك في بطونها.

ولم يعرف بعد التأثير الصحي لمايكرو بلاستيك الألياف الصناعية على البشر، إلا أن دراسة أكدت أن الإنسان يتناول متوسط 5800 قطعة منها سنوياً.

ويقول أليكساس جاكسون، من نيتشر كونسيرفنسي الممولة للدراسة، إن المشكلة في تزايد إذ تشكل الخيوط الصناعية 60 في المئة من صناعة الملابس العالمية، ومن المرجح أن يتضاعف حجم تلك الصناعة 3 مرات بحلول عام 2050.

وأضاف جاكسون أن إنتاج الألياف الصناعية في مصانع الملابس له آثار بيئية أخرى، إذ يساهم عالمياً بـ20 في المئة من استهلاك النفط الملوث للبيئة.

وقد أوضحت دراسات أخرى أن معدل تطاير الألياف الصناعية من الملابس للبيئة خلال عمليات الغسيل يعتمد على عدة عوامل منها درجات الحرارة، إذ تنتج الحرارة العالية لمياه الغسيل كميات أكبر، بينما يلعب سمك خيوط الملابس وقدمها دوراً أيضاً إذ تنتج الخيوط السميكة كميات أكبر وتنتج الملابس الجديدة كميات أكبر، وكذلك يلعب نوع الغسالة دوره إذ يفضّل استخدام الغسالات ذات الوضع الأفقي في الغسل لإنتجاها كميات أقل من قطع الألياف.

ويقول رولند غير، أحد القائمين على الدراسة، إنه بالرغم من معالجة أنظمة الصرف الصحي لتلك الكميات، إلا أنها معالجة خاطئة، إذ بدلاً من تسريب المياه المحملة بالبلاستيك للمحيطات، فإن أنظمة الصرف تحولها لأنظمة الري الزراعي، وبذلك تتسرب كميات المايكرو بلاستيك عبر الأراضي الزراعية للأنهار وتحدث نفس العملية بلا فرق.

ونصح غير بدلاً من ذلك بأن يتم تصريف مياه المجاري لأراضي مغلقة معزولة عن الأنهار لعدم تسرب المياكرو بلاستيك إليها.

كما نصح الفريق بإستخدام الملابس القطنية ذات الخيوط الطبيعية بدلاً من تلك التي تحوي أليافاً إصطناعية.

“الشروق” المصرية

اترك تعليقاً

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال الاسم هنا